(رضاكِ يا أمي)

كتبت/ فاطمة الدوه

في حارة ضيقة مفتوحة الطرفين متعرجه طويله موازيه للشارع الرئيسي اهم مافيه الهدوء هذه الحاره يقع فيها منزل ام خالد المتواضع والتي تعمل على ماكينه خياطه منذ وفاه زوجها كي توفر حياه كريمه لبناتها الاربع افنان عمرها سته عشر اول ثانوي مشاغبه تحلم بان تصبح دكتوره اورام مشهوره  إيمان عمرها واحد وعشرون سنه ثانيه كليه اعلام تحلم بان تصبح مخرجه مشهوره   ريم ثلاثه وعشرون سنه سنه ثالثه لغه انجليزي تحلم بان تصبح مترجمه عالميه   عادل اربعه وعشرون سنه اكمل دراسته الثانويه منذ سنوات ولم يكمل الجامعه  ريهام خمسه وعشرون سنه رفضت اكمال دراستها كي تساعد امها في الاعمال المنزليه وتوصيل طلبات الزبائن وهي الاكبر سنا  ولاننسى الصديقه المقربه لام خالد وهي نهى    وقفت ام خالد امام النافذه وهي تتذكر كيف مات زوجها استطردت ذكرياتهاوالعبره تكاد تخنقها   قرع باب المنزل فخرجت من غرفتها بخطوات ثقيله وكان مطارق تضرب بشده على راسها فاجابت من الطارق انانهى يارقيه  فتحت باب المنزل ثم قالت تقضلي بالدخول يانهى دخلت نهى ثم جلست على الاريكه وهي تقول اتمنى انك اخذت قسطا كافيا من النوم لان اليوم نريد أن نكمل فستان السيده اخلام ووالدتها تنهدت رقيه نهده عميقه ثم قالت سنكملهما وسيصلا في نفس الموعد باذن الله لاحظت نهى حزن رقيه وشحوب وجهها ثم قالت مالي اراك حزينه يارقيه   ردت رقيه والدموع تنسكب من عينيها تذكرت خالد عشر سنوات ولم اره لقد اشتقت اليه  مررت نهى يدها على وجه رقيه لتمسح دموعها ثم قالت كم انتي حنونه فخالد انسان عاق تسبب في موت ابيه بعد أن قام بلطم ابيه  على وجهه امام الجميع  لانه نصحه أن يبتعد عن رفقائه السيئيين وخرج ولم يعد وان يكن يانهى فهذا ولدي وفلذه كبدي الساعه الثالثه عصرا جلس الجميع على طاوله الغدا بدا الجميع بالاكل لكن رقيه لاحظت تاخر افنان عن الغدا ثم قالت اين افنان لماذا تاخرت أجابت إيمان كالمعتاد ياامي دائما تتاخر  اقبلت افنان مسرعه  واقتربت من المائده فافرغت في جوفها كاسا من العصير  ثم جلست بجوار والدتها وتناولت يدها لتطبع عليها قبله ثم قالت رضاكي ياامي ابتسمت رقيه ثم قالت راضيه عليكن جميعا   لم يكتمل الصمت طويلا اثناء الاكل  فقد قاطعته رقيه بقولها ياافنان حلمك بان تصبحي طبيبه اورام مشهوره فجدي واجتهدي كي تصلي الى مبتغاك ،ابتسمت افنان ثم قالت سأصل وارفع راسك عاليا نظرت رقيه نحو إيمان ثم قالت اصبري وستكونين اكبر مخرجه في العالم اقتربت إيمان من والدتها وطبعت قبله على راسها ثم قالت لن اخيب ظنك فيني اعطت رقيه ريم  فنجانا من القهوه  ثم قالت عليك بالاجتهاد والصبر ارتشفت ريم قليلا مة القهوه ثم قالت دعواتك ياامي نهضت رقيه من كرسيها متجهه نحو  يهام ثم قالت سامحيني ياابنتي فقد تركتي المدرسه بسببي لن اسامح نفسي يوما   ابتسمت ريهام ثم قالت لاتقولي ذلك ياامي فانا خرجت من المدرسه بقناعه كامله ولن اترك ياامي   تنهدت رقيه وهي توزع نظرتها على بناتها الاربع  ثم رفعت يدها للسماء ثم قالت يارب احفظهن بحفظك فان احبهن كثيرا ارتفع صوت بناتها الاربع .ونحن نحبك ياامي ابتسمت رقيه ثم قالت هيا انهضن لتكملن دورسكن وواجباتكن  نهضت افنان مسرعه متجهه نخو لمطبخ ثم قالت ساقوم ياامي بتغسيل الصحون نظرت اليها إيمان بااستغراب ثم قالت منذ متى وانتي تقومي بتغسيل الصحون اتمنى أن تكوني بخير  عبط المساء وهبط على المنزل سكون شديد وكانت رقيه متكئه على الاريكه ترتشف قليلا من القهوه وسمعت في السكون وقع حذا يقترب من باب المنزل وعلى عتبه الباب توقف الوقع ونقر الباب ارسلت رقيه نظراتها للياب  وهي تقول يارب يكون هو ثم سالت بصوت ضئيل .من. انا نهى يارقيه    سمعت نهى رقيه وهي تقول كنت اتمنى أن يكون هو ثم قالت لها من تقصدين بقولك هذا يارقيه تنهدت نهده عميقه ثم قالت ابني خالد  نهضت نهى من كرسيها وجلست بجانبها ثم قالت لوكان يريد رؤيتك لزارك من عشر سنوات ابتسمت رقيه وهي تقول صدقتي يانهى سامحيني ازعجتك بمشاكلي، حضنت نهى اصابع رقيه بين يديها ثم قالت لاتقولي كذلك  ثم اردفت قائله هل اكملتي طلبيه السيده اخلام ووالدتها ابتسمت رقيه ثم قالت نعم  اصبحت رقيه ضائقه النفس بكل ماخولها العالم الواسع الذي ولدت ونشأت فيه بدا لها ضيقا اغمضت عيينيها وبدات تفكر في الحرب التي اكلت الاخضر واليابس وبناتها الاربع التي تزداد متطلباتهن يوما بعد يوم ومكينتها التي تعطلت وطلبياتها التي لم تنجز بعد وجميل نهى التي استضافتهن في منزلها بعد أن طردها صاحب المنزل لانها لم تستطع دفع الايجار فتحت عيناها ثم رفعت يدها للسماء وقالت (يارب كن معي )كانت لاتزال واقفه امام النافذه حين تواردت هذه الافكار قرع باب غرفتها ثم قالت تفضلي بالدخول ارتفع صوتهن الاربع مساء الفل ياامي ابتسمت في سعاده ثم قالت مساء الفل والياسمين ياضياء عيني انتن هل اكملتن دروسكن الجميع بصوت واحد .نعم ياامي اتجهت افنان نحو امها  فطبعت قبله على راسها ثم قالت احبك ياامي نظرت اليها رقيه باستغراب ثم قالت من  دون مقدمات ماذا تريدين ؟ابتسمت افنان ثم قالت بعد يومين حفل تخرجي ياامي واريد بعضا من المال وضعت رقيه يدها تحت عينيها ثم قالت عيوني لك ياصغيرتي ثم نظرت الى إيمان وقالت وانتي ياايمان متى حفل تخرجك أجابت إيمان بعد اسبوع ياامي وحضورك انتي اكبر هديه وانتي ياريم انا بعد اربعه ايام واريد دعواتك فقط اتجهت رقيه نحو ريهام ثم ضمتها الي صدرها قائله اماانتي ياريهام فهبه لي من السماء رفعت ريهام راسها  من صدر امها  وعيناها مغرورقتان بالدموغ ثم قالت انتي اكبر هديه ياامي  قضت ام خالد ليلتها مستغرقه في صلاتها تدعو الله أن يعينها على امرها وحالما انتهت من الصلاه جلست على السرير  ووضعت يدها على وجهها وشرعت تنتحب وسرعان مانامت من شده التعب  الساعه السابعه صباحا كانت اشعه الشمس تخترق النوافذ الصغيره لمنزل نهى كانت نهى وريهام في ذلك الوقت يقومان بتحضير الفطور وبعد أن انتهيتا من تحضير الفطور نادت ريهام الجميع .الفطور جاهز توجه الجميع الى مائده الفطور لتناول الطعام كانت رقيه ساهمه تطالع بناتها بعين ساهده ولاتاكل شيئا نظرت اليها ريم ثم قالت أمي ماالامر لماذا لاتاكلين هل انتي بخير ابتسمت  رقيه ثم قالت لاتقلقي ياريم انا بخير  رن فجأه تلفون إيمان فاجابت على المكالمه ثم اغلقت الخط نظرت رقيه الى إيمان ثم قالت من المتصل أجابت إيمان انها ابنه عمي روان تريد أن تراك اليوم ا لساعه الرابعه عضرا ابتسمت رقيه ثم قالت على الرحب والسعه اما الآن هيا انهضن بسرعه كي لاتتاخرن على دوامكن ذهبن جميغهن بعد أن قبلن راس والدتهن  دقت الساعه الرابعه وصلت روان لمنزل نهى وفي راسها يدور الف سؤال كيف ستكون المواجهة؟كيف ستكون رده فعل زوجه عندما تعرف الحقيقة جلست روان على الأريكة بعد أن دخلت وأذن لها بالجلوس جلست إيمان بجانب روان ثم قالت لقد اشتقت لك كثيرا تقدمت ريهام نحو روان وفي يدها كوب العصير ثم قالت تفضلي العصير يا روان دقيقه وتأتي أمي خرجت رقيه من غرفتها واتجهت نحو روان ثم قالت بعد أن صافحتها بحرارة شرفتينا يا بنتي ابتسمت روان ثم قالت الشرف لي يا خالة ابتلعت روان ريقها في قلق ثم قالت معي لك رسالة من شخص عزيز جدا نظرت لها رقيه باستغراب رسالة لي أجابت روان نعم يا خاله من ابنك خالد تفضلي الرسالة فتحت رقيه الرسالة ببطء  ويدها ترتعش والتي كان مكتوب  فيها أمي الغالية أرجوك سامحيني فرضاك يا أمي من رضا رب العالمين  ارتطمت الكلمات بوجودها كله فتناثر  ولم تستطع أن تنطق بكلمه أكملت روان قائله خالد له أكثر من سنتين وهو عند أخي عمر وكان يذكرك دائما ويريد أن يراك ويرى أخواته ولكنه كان خائفا من رده فعلك تجاهه وبالأمس أثناء خروجه لتأدية صلاه الفجر أصيب بشطيه صاروخيه في الرأس وقبل العملية كان يهذي باسمك نهضت رقيه من كرسيها والدموع تنهمر من عينيها وهي تقول أريد أن أراه الآن أرجوك ياروان تنهدت روان بحرقه ثم قالت حاضر يا خاله وصل الجميع إلى المستشفى الساعة الخامسة مساءا ثم توجهوا لغرفه خالد لرؤيته كانت نهى  تعرف أن هذا المشهد سيقتل رقيه لكن بعض المشاهد من الأفضل رؤيتها اقتربت رقيه نحوه فطبعت قبله يديه ثم قالت أرجوك يا خالد لا تتركني لقد سامحتك لم تكتمل الخمس دقائق حتى فارق الحياة اختل توازن رقيه ثم سقطت على الكرسي مغمى عليها راح الجميع يهزها ويناديها بقوه  لكنها لم تجب اختارت أن تجمد الزمن ربما لأيام أو لشهور أو لسنين المهم ألا تشعر بمطرقة الفقد تهشم جمجمتها صرخت أفنان وهي تهزها بقوه أرجوك ياامي لاتتركيني فلقد وعدتيني أن تحضري حفل تخرجي كانت رقيه متصليه بارده كالثلج امسكت الطبيبه يدها لتقيس نبضها لكن للاسف دون جدوى فقد فارقت الحياة صرخن بناتها الاربع صرخه شقت اركان المستشفى لااااااا سالت دمعه ساخنه على وجنه نهى ثم قالت لاتموتي ياسحر أرجوك لاتموتي هزتها بقوه ثم ضمتها إلى صدرها وهي تقول لماذا تركتيني يارقيه لقد وعدتيني الا تتركيني حدث غير متوقع ونهايه مؤلمه قبلت افنان يد امها وهي تقول لماذا النهايات مؤلمه؟ مسحت إيمان دموعها وهي تقول لماذا عندما نحب بقوه نخسر من نحب؟ صرخت ريم قائله متى ستنتهي الحرب ؟ ضمت ريهام امها ثم قالت خذو سعادتي وجميع مااملك واعطوني أمي حاولت رقيه النهوض وهي تقول من الصعب أن تجد شخصا يضحي من اجلك