رحيل مفاجئ… وخسارة فادحة…!!
الدكتور أحمد صالح النهمي
رحيل مفاجئ… وخسارة فادحة…!!
في وقت عصيب.. وسرعة عجيبة يتخطف الموت هذه الأيام في كل يوم بل في كل ساعة نفسا من النفوس. (ولكل أجل كتاب).. فكم أشخاصا فقدناهم هذه الأيام منهم العالم والمفكر والسياسي والصحفي ..الخ
في هذا الظرف المرعب الذي نتوقع فيه بين لحظة وأخرى سماع موت واحد هنا أوهناك.. قريب منك أو بعيد. فقد اعتاد الناس أن يسمعوا كل يوم : مات فلان.. مات فلان…اي ان الموت أصبح حديث الجميع.
في واحدة من هذه اللحظات وصلتني رسالة مفادها:
د.احمد صالح النهمي في ذمة الله،
مش معقول..!!
قبل يوم أو يومين نعى هو بنفسه وفاة والده!؟
نعم! وهو اليوم في ذمة الله توفي ظهر اليوم..
لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تلقيت الخبر بذهول وصدمة.. فلم أكد أصدق الخبر .
وظللت أردد: إنا لله وإنا إليه راجعون… لا حول ولا قوة إلا بالله..
ولكن الحقيقة.. رغم شدة الصدمة والذهول تقول:
هذا مصير كل أحد.. الموت حق.. وسيأتي في أي لحظة لكل حي على هذه الحياة .
استوعبت الخبر وبدأت الصدمة تتلاشى مع مرور الوقت..
ثم قرأت نعيه من قبل أصدقائه وزملائه ومن أكثر من جهة ..
ومن ثم بدأت استجمع الذاكرة.. فعدت إلى قبل ما يقرب من عشرين عاما.. إلى ذلك الوقت الذي تعرفت فيه على الفقيد الدكتور أحمد صالح النهمي..
بعد انعقاد المؤتمر الثاني لاتحاد القوى الشعبية وتشكيل الأمانة العامة والأمانات المختلفة.. ومنها أمانة التنظيم التي كنت المسؤول عنها، أذكر اني تعرفت عليه لأول مرة عندما جاء مع بعض الإخوان من أعضاء الاتحاد للمقيل في منزلي، وبعد السلام والترحيب بهم جميعا.. عرفني هو بنفسه.. ثم أردف الإخوان: هذا الأخ أحمد مسؤول فرع الاتحاد بجهران وأثنوا عليه ثناء كثيرا..
ثم دار الحديث حول نشاط الاتحاد وأهمية تفعيل النشاط التنظيمي. ثم توالت الاجتماعات واللقاءات بعد ذلك. على المستوى التنظيمي وغيره من الأنشطة.. وبمرور الوقت ومن خلال عمله التنظيمي ونشاطه الأدبي والسياسي اثبت أنه كفؤ لما يوكل اليه.. مما أهله لينال ثقة وتقدير الجميع.
ولا زلت أذكر ايضا أنه في يوم من الأيام طرح علي موضوعا خاصا به: وهو انه خريج كلية الآداب ، ويرغب في مواصلة الدراسات العليا ” ماجستير” ، وطلب مني طرح هذا الموضوع على قيادة الاتحاد لدعمه ومساعدته، وقد فعلت.. وتم ذلك..
واصل نشاطه في الاتحاد بثبات وإخلاص طيلة الفترة التي قضاها في الاتحاد منذ التحاقه إلى أن توفاه الله
ومن خلال عمله ونشاطه في الاتحاد تطور فكريا وسياسيا وأدبيا إلى جانب تحصيله الأكاديمي ” ماجستير ، دكتوراة” حتى برز في الوسط السياسي والثقافي والفكري كواحد من قيادات الاتحاد الفاعلة..
لا أبالغ إن قلت عنه إنه كان خريج اتحاد القوى الشعبية فكريا وسياسيا وانه أحد الابرار الأوفياء للاتحاد.
لقد كان موته مفاجئا وصادما للجميع.. رحمه الله.. وفقد الاتحاد بموته واحدا من أخلص وأوفى اعضائه وقياداته وكان رحيله خسارة فادحة وثلمة في بنيان الاتحاد..
رحم الله الفقيد رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وألهم اهله وأولاده وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان
وأخلفه على الجميع بأحسن خلافة..
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الأسيف/ ناصر الحرورة