د/ المقالح صوت العقل الغائب
قرأت مقال د·عبد العزيز المقالح في يوميات الثورة بصحيفة الثورة الصادرة يوم الثلاثاء الموافق 9 يونيو 2015 تحت عنوان (الاعتراف بالأخر هو الحل) وبعد قراءتي له وجدت أن د·المقالح قد لمس فيه لب المشكلة الحقيقية وجوهرها التي تسببت فى الصراعات والحروب التى تعانى منها البلاد والذي في خضمها تلاشى وغاب صوت العقل ولم يبقى الى صوت أزيز الرصاص وقعقعت المدافع وقد أدرك عددا من السياسيين والمثقفين الوطنيين جوهر المشكلة هذه من بداية الأزمة ودعوى لتأسيس تجمع او تكتل وطني للتقريب بين المكونات و المنظمات السياسية و الذي كان على رأسهم الشهيد د. محمد عبد الملك المتوكل رحمة الله عليه والذي دفع حياته ثمن لهذه المبادئ السامية و د· المقالح والعمل في إلتقاء هذه المكونات و تقريب وجهات نظرها في كافة القضايا الوطنية والذي كانت تجربة رائدة وتمثل صوت العقل ودعوة وتلبية بناء الدولة اليمنية المدنية العادلة الديمقراطية التي طال انتظارها
ان عدم القبول بالاخر متجذرة منذ عقود طويلة في الثقافة السياسية في اليمن والوطن العربي ولكن لسنا بصدد ذلك الأن والذي يعنينا مشكلة اليوم والذي بدأ ظهورها بشكلها الحالي في الثلث الأخير من عام 2011م وتعمقت بعد توقيع المبادرة الخليجية والذي تقاسمت بموجبها السلطة القوى التقليدية الجديدة القديمة والذي غيبت فيها قوى الثورة الشبابية السلمية والقوى الجديدة الصاعدة والذي كانت رافضة لهذه المبادرة ..وهذا جعل من القوى الجديدة لتفرض وجودها وتتوسع وتصبح لها قاعده شعبيه و جماهير كبيرة من المؤيدين المناصرين على مستوى الوطن كامل.
وهذا ناتج عن جهل هذه القوى التقليدية للمعطيات والمتغيرات الجديدة والذي اوجدتها ثورة الشباب ثقافيا و سياسيا واجتماعيا وعند وصولها للسلطة تخلت عن دعوات الشراكة والمشاركة والتي كانت إحدى مطالب الثورة الشبابية او.
وهذا ما جعل من هذه القوى التقليدية الصاعدة للسلطة عدم الاعتراف بحقيقة وواقع حجم هذه القوى الجديدة والدخول معها في شراكة ومشاركة حقيقة في عملية بناء الدولة وتصورت هذه القوى التقليدية أن اشراك القوى الجديدة معها سيحجم من مراكز نفوذها في السلطة ويقلل من المكاسب التي حققتها او سوف تحققها.
ولذلك عمدت إلى اقصائها و أبعادها والدخول معها في صراعات وحروب بصورة غير مباشرة ومباشرة وتحت …………ومسميات متعددة.
والتدخلات و الدور الاقليمي والدولي والذي كان احدى العوامل لتأجيج وتعميق المشكلة هذا ولا زالت المشكلة هي هي عدم القبول بالأخر بشكل حقيقي وصادق .
فﻻبد من اعادة وبناء الثقافة الوطنية على أسس ومبادئ وقيم الخير والعدل وبناء العقل و الانسان وحريته والقبول بالأخر وتعزيزو تنمية قيم التعايش و ثقافة الحوار
والله المستعان