(دردشة دستورية -الحلقة 21)
الأستاذ أحمد: باسم الله نبدأ درس اليوم.
إن مقام الدعوة من أشرف المقامات ، فيا عبدالله تدارك أيامك في هذا الميدان المبارك فتقدم بعلمك أو بجهدك أو بمالك أو برأيك على قدر استطاعتك حتى تنال هذا الشرف العظيم، فالدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم ومسلمة، على كل قادر و قادرة، كلاً بحسب مقدار العلم الذي معه قال الله سبحانه وتعالى (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)) وقال تعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)) فالعلم يتضمن العلم بما تدعوا إليه والعلم بحال الداعي وكلما كان العلم أغزر كانت الدعوة أقوى وأنفذ، ولكن لا يقعدن بك هذا الأمر وتقول أنا لست من أهل العلم فنقول لك أدع على قدر العلم الذي معك كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم (بلغوا عني ولو آية )، وكن دليلاً على الخير، ومساهماً بمالك ورأيك وجهدك فأنت بإذن الله من الدعاة إليه، واعلم أن أجرك عظيم كما جاء في صحيح مسلم وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) قال ابن القيم وهذا يدل على فضل العلم والتعليم وشرف منزلة أهله بحيث إذا اهتدى رجل واحد بالعالم كان ذلك خيراً له من حمر النعم وهي خيارها وأشرفها عند أهلها، فما الظن بمن يهتدي به كل يوم طوائف من الناس وفقنا الله وإياكم لهذه النعمة العظيمة.
إن الحكمة في الدعوة إلى الله هي كما قول الله سبحانه وتعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)) فالإخلاص والنية هي الأساس في الدعوة كما قال جل وعلا (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ) وليس لأحد غيره، بشرط أن لا تكون نفسه متجهة إلى طمع من مطامع الدنيا، فمن خلصت نيته بارك الله له في جهده ووقته وظهر أثر ذلك عليه.
إن من واجب الداعية أن يدعوا إلى تطبيق الحكم الإسلامي وفق المنهج الرباني في جوانب الحياة كلها على ما أمرنا الله فلا تذهب نفسك حسرات ولكن احذر من التقصير في الدعوة إلى الله والعلم والعمل، فإن لم تجد الثمرة فلا تترك هذا الطريق فإن الهداية وإدخال الإيمان إلى القلوب ليس بيدك وإنما بيد الله لقوله سبحانه وتعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)) إن مهمة الداعية إلى الله ليست مقصورة على أحد بل هي واجبة على كل إنسان بأن يقوم بها كلٌ على حسب جهده وقدرته كما سبق، ومهمتنا نحن أن نرسخها في قلوب الشباب والأجيال القادمة وفي نفوسهم وفي عقول الناس وتكون من أول اهتماماتهم فيا أيها المدرس الناصح، وأيها المربون والمربيات والمعلمون والمعلمات، ويا أئمة المساجد وطلاب العلم، أيها الموظفون لا تتركوا هذه الوظيفة وهذه المهمة لحظة واحدة من لحظات حياتكم فبها سعادتكم وعزكم ونصر دينكم وظهوره على كل الأديان، وهنا أقف وقفة عتاب ووقفة تعجب من الكتّاب في كل الجرائد والصحف والمواقع ندعوا الله أن يهديهم على الطريق المستقيم ونقول لكم أيها الإعلاميون اعتزوا بدينكم وانشروه وساهموا في الدعوة إليه وحث الناس على القيام بهذه العبادة العظيمة، لأننا بغير الدعوة إلى الله وبغير الدين لا وزن لنا بين الامم ولا عز لنا إلا بهذا الدين فوجب أن نكون كلنا دعاة إليه ولا خير فينا إذا لم نكن كذلك وندعو الله أن يوفقنا على طاعته ورضاه.
الاستاذ احمد: اكملت درس اليوم ونفتح باب النقاش.
حامس: اليوم درسكم ممتاز وفيه توجيه إلى رجال الدعوة من أجل نشر الدين وتوعية المجتمع بهذا الدين الذي أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن خلال كلامكم فإن الإسلام يأمر كل مسلم أن يجاهد في سبيل الدعوة لله وتنوير المجتمع بهذا الدين ونحن بجود الله سوف نعمل معكم ونُبلغ ولو بكلمة واحدة حتى ننال الأجر من الله سبحانه وتعالى.
شبيب: الأن فهمنا أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال بلغوا عني ولو بكلمة واحدة لأن فيها أجر فكل من بلغ حتى بكلمة واحدة ينال الأجر عليها.
shababunity@gmail.com
بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد