اخبار محليةالكل

(دردشة دستورية – الحلقة 16)

الأستاذ أحمد: بسم الله نبدأ.

إن اجتماع الأمة شيء مقدس وأمر رباني وسوف يأخذ منا حلقات عديدة لأن الأمة الأن متشتتة لعدة دويلات متناحرة وبذلك وقعت الأمة في المُـقت الأكبر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)) إن الله سبحانه نادى المؤمنين أن لا يدخلوا في المقت الأكبر ويخرجوا عن نطاق المؤمنين وهذا معناه تحذير لهم وهذ الوصف ينطبق بالفعل على واقع الأمة اليوم لأنهم تعمدوا الكذب على الأمة ، لو علموا أحبّ الأعمال إلى الله وصدقوا  وقاموا به لكان لهم الفضل والشرف، ومن واجب  المسلمون اليوم أن يعملوا أحبّ الأعمال الى الله ولو ذهبت فيه أنفسنا وأموالنا من أجل أن نسعد البشرية بسماحة الإسلام وعدالته بين المسلمين وغير المسلمين، ولا تكون اقوالنا في وادٍ وأفعالنا في وادٍ اخر، وعلي  أن أذكّـر المفكرين والكتاب أن يدققوا بالكلمة الصادقة التي تؤدي إلى المحبة والأخوة بين المسلمين وتُـقرب وجهات النظر بين المسلمين وغيرهم حتى نتعايش في هذه المعمورة وتكون سيرة الأنبياء والرسل عبرة وقدوة لنا، والأنبياء والرسل عليهم أفضل السلام  كانوا عظماء فهم الذين قلبوا وجه الأرض، فبماذا جاءوا؟ لم يأتوا بالطائرات، ولا بالصواريخ، ولا بالحواسيب، ولكن جاءوا بالكلمة الطيبة واكتسحوا العالم هم وصحابتهم ونشروا العدل والعلم وووو الخ وثبتهم الله، وعندما تحول الحكم الى وراثي وجبري ضاعت الشورى وانعدم الأمن والعدل وووو الخ وزاغت القلوب عن ذلك قال تعالى (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) وهذا هو المقت الأكبر لقوله تعالى ( كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) إن هذا توبيخ من الله للقوم الذين يعملون الدساتير والقوانين ونجدها في صالح الامة وهي في صميم الوحدة الإسلامية والعربية ولكن نجد هؤلاء الحكام لم يعملوا بها ولم يوفوا بشي لصالح الامة الإسلامية، ويقوموا بتأويل القران وما تم الاتفاق عليه وفق هواهم ومصالحهم الدنيوية  و قصروا في العمل بعد ما عرفوا، فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة في مجتمع مسلم، إن علينا التأمل لهذه الآية الكريمة ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) ﴾ وهذه تنطبق على قادة الإسلام اليوم (أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَـٰبَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (البقرة:44.) وهذا حال قادة الأمة اليوم يقولون الخير ويحثون عليه وتمتدحهم به وهم في الأصل لا يفعلونه، وينهون عن الشر وربما زهدت أنفسهم عنه، وهم متلوثون به ومتصفون به. فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه، قال تعالى: { وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه: (وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ (86) قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88))

 

الأستاذ أحمد: أكملنا الدرس بحمدالله.

سعيد: نحن بحاجة إلى توعية كاملة عن نظام الحكم في الإسلام في كل قرية وعزلة حتى تكون الأمة هي التي تحكم نفسها بالانتخابات النزيهة وتكون واعية لذلك.

 

shababunity@gmail.com

بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى