حضرموت: اصطفاف القوى الكبرى يطيح بأحلام الانتقالي وهادي
بالتصعيد الكبير لقوى حضرموت الكبرى, تكون حضرموت قد نأت بنفسها عن صراع المحاصصة بين الانتقالي وهادي ، و فرضت نفسها كجزء من المنظومة الحاكمة في اليمن على مر العقود.
وكانت القوى الحضرمية الكبرى ممثلة بحلف القبائل ,وحضرموت الجامع قد اوضحت في البيان الأخير, ان محافظة حضرموت التي تشكل ثلث مساحة اليمن واكبر مصدر للدخل القومي للبلد سواء في قطاع النفط او الزراعة لا يمكن اختزالها في جيب الانتقال أو الاصلاح. وهي تريد، وفقا ما تراه القوى السابقة ، أحدى الرئاسات الثلاث، الجمهورية، البرلمان أو الحكومة” وهي في بيانها الاخير تشير بكل تأكيد للحكومة التي تخوض قوى الصراع جنوب اليمن مخاض عسير لإخراجها وفقا لتقاسم حزبي لا يمت للأرض ولا للجغرافيا بصلة.
لم يقتصر تصعيد القوى الحضرمية على البيان بل شرعت بالفعل بتعليق اعمال السلطة المحلية اذ اعلن الوكيل الاول لحضرموت عمرو بن حبريش وهو رئيس اكبر تكتل قبلي في الوادي تعليق عمله ومثله وكلاء اخرين.
بهذه الخطوة تكون القوى الحضرمية المعروفة بالزهد والهدوء قد ضربت عصفورين بحجر واحد. من ناحية تكون بتصعيدها قطعت الطريق على الانتقالي، الموالي للإمارات، والذي كان يحشد هناك بغية اخراج تظاهرات كبيرة لإعلان حضرموت تابعة له، لكن الان وبعد اعلان القوى الحضرمية موقفها الرافض للتبعية لعدن أو الانضواء تحت راية مأرب ، لن يستطيع المجلس الذي يعاني من شحة الانصار هناك اخراج سوى بضعة عشرات بالكثير وهو ما لا يميل كفته في صراع الحصص في ميزان الرياض.
وكان الانتقالي يحاول تعويض فشله السابق عندما دعا رئيسه لخروج حضرموت عن بكرة ابيها الشهر الماضي، لكن حتى وأن بن بريك ينتمي جغرافيا إلى حضرموت لم يفوز حتى بأصوات عشيرته نظرا للمظاهرات التي شهدتها المكلا قبل اسابيع .. مخاوف الانتقالي من افشال تظاهرته من قبل القوى الحضرمية كان واضحا في ردة فعل رئيس فرعه محمد جعفر بن الشيخ ابو بكر الذي وصف بيان القوى الحضرمية بتزييف الحقائق في حضرموت ومحاولة الالتفاف على الرغبة الشعبية في فرض الادارة الذاتية.
بهذا يكون الانتقالي فعليا قد خسر حضرموت حتى وأن دفع لتظاهرة لم يحدد توقيتها بعد الا ان ذلك يبقى من باب القمار السياسي ومحاولة التعلق بقشة النفط والبحث عن مكسب فيه..
كما ان هادي والاصلاح خسر ايضا لكن ليس بحجم خسارة الانتقالي..
ومعلوما ان حضرموت لن تحضا برئاسة الحكومة بعد تمسك تحالف العدوان بالمرشح الحالي معين عبدالملك، لكن المؤشرات تؤكد بانها قد تحضا بحقيبة النائب الاول لرئيس الحكومة، غير أنها قد تهضم في القطاعات الاخرى التي يحاول طرفي الصراع اعادة تشكيلها من جديد.
لكن اصطفاف القوى الحضرمية الكبرى مستقبلا ستتسع وتكبر وهو ما سيحتم عليها رفض أي تقويض لقواها وهو ما قد يؤدي الى ارتفاع سقف المطالب لإنجاز مشروع حضرموت الكبرى برعاية سعودية امريكية..