جلسة مجلس الأمن.. الدول تزود التحالف بالأسلحة وتدعمه سياسياً وسفراءها يتباكون على الجانب الإنساني!!
متابعة: محمد علي المطاع
في الجلسة الاستثنائية لمجلس الأمن، يوم أمس الجمعة، والتي دعت إليها بريطانيا لمناقشة الوضع في اليمن ركز وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة “أن الوضع في اليمن سيء جداً جراء استمرار الحرب وقد هزمنا في حربنا على المجاعة “، وطالب بفتح ممر جوي لنقل المرضى التي تصعب حالتهم الصحية.. وقال متابعون يمنيون: إن المنظمات الدولية تركز على الجانب الإنساني وهي مسألة من صلب اختصاصاتها.. ولكن أحد المراقبين فعلق بالقول: “ما مصلي إلا وطالب مغفرة”!!، وآخر قال: “حج ولقاط مسابح”!!.
من جانبهم تطرق سفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا إلى ما يريدونه من اليمن..
فمثلاً السفيرة الأمريكية طالبت بضمان تنقل كافة الهيئات الانسانية دون عراقيل.. وعلق مراقبون على ذلك بالقول إن الأمريكيون ربما تنقصهم المعلومات الاستخباراتية لذلك هم يأملون أن يصل عملائهم العاملين في قوام الهيئات الإنسانية إلى ما ينقصهم..
أما السفيرة البريطانية فأكدت على ضرورة حماية المدنيين، وأنها صعقت من إحاطة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.. وهو ما اعتبره متابعون دموع تماسيح، ففي الوقت الذي تزود المملكة المتحدة دول التحالف بأفتك الأسلحة تطالب بحماية المدنيين.. وعلقوا بالقول: نأمل أن توقظ الصعقة الحكومة البريطانية مما تتصنع التغافل عنه.
والسفير الفرنسي لم يخرج عن الموقف البريطاني حيث قال: تفاقم الوضع في الحديدة أثر بشدة على الوضع الإنساني ودعا إلى ضمان وصول المساعدات للمحتاجين لأن المدنيون هم أول ضحايا الحرب في اليمن.. وإن الحل العسكري لن يؤدي الى حل، داعياً للعودة إلى الحوار.. وتساءل أحد المتابعين قائلاً: وهل تزويد دول تحالف العدوان بالأسلحة الفتاكة سيوصل إلى حل وسيحمي المدنيين وهل يشجع على الحوار؟!!
السفير الروسي طالب بوقف التصعيد العسكري في الحديدة كونه سيساعد في نجاح جهود المبعوث الاممي الى اليمن، وتفعيل الإشراف الأممي على ميناء الحديدة.. أحد المتابعين علق متسائلاً أيضاً: الإشراف على الميناء نعلم من الذي سبق ورفضه.. لكن هل ستسمح أمريكا وبريطانيا وفرنسا بوقف التصعيد وإغلاق باب مفتوح على مصراعيه لبيع منتجاتهم من الأسلحة؟.
ففي الجلسة أكد وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشوؤن الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة “مارك لوكوك”، أن الوضع في اليمن سيء جد جراء استمرار الحرب.
وقال لوكوك في كلمة ألقاها خلال جلسة لمجلس الأمن أمس الجمعة، بشأن اليمن: ”وقد هزمنا في حربنا على المجاعة.. مشيراً إلى أن تدهور الريال اليمني يتسبب بكارثة ورفع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية”.
وأضاف: ”وجدنا حالات في اليمن يلجأ فيها السكان إلى أكل أوراق الشجر والطوابير أمام محطات الوقود تطول إلى كيلومترات بسبب الحصار والحرب”.
ووفقاً لـ”يمني برس” طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، بفتح ممر جوي طبي عن طريق فتح مطار صنعاء الدولي لنقل المرضى الذي تُصعب حالتهم الصحية، كما طالب بدعم البنك المركزي لصرف مرتبات الموظفين في جميع المحافظات اليمنية.
من جهتها قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن نيكي هايلي، إن الوضع الإنساني في اليمن وصل إلى حد لا يطاق داعية إلى وقف العمليات القتالية في الحديدة، في وقت تواصل بلادها تقديم الدعم العسكري للتحالف الذي يقاتل في اليمن منذ نحو أربع سنوات.
ففي كلمتها في جلسة مجلس الأمن تحدثت هايلي عن مستوى المعاناة الإنسانية في اليمن جراء الحرب وقالت إن “صحفيون زاروا قرية في اليمن ورأوا اطفالاً يأكلون الشجر” مضيفة أن ”المأساة التي تحدث تتعدى طاقتنا على الاستيعاب”.
ودعت السفيرة الأمريكية إلى تحرك دولي لمساعدة اليمنيين قائلة: “لن نقف مكتوفي الايدي امام هذه الازمة وعلى المجتمع الدولي القيام بالمساعدة”.
وحسب “المراسل نت” أضافت ”علينا ان نضمن تنقل كافة الهيئات الانسانية دون عراقيل”.
كما دعت السفيرة الأمريكية إلى وقف القتال قرب الحديدة وحماية صوامع الغلال هناك.
يذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية رفضت توصيات أعضاء الكونجرس بخفض الدعم العسكري للتحالف، فيما شهد وزير الخارجية الأمريكي بالتزام التحالف بخفض استهداف المدنيين في اليمن، والتي كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن وثيقة سرّية بشأن شهادة وزير الخارجية بأنها جاءت للحفاظ على صفقات الأسلحة الأمريكية لكل من السعودية والإمارات.
إلى ذلك دعت كل من فرنسا وبريطانيا، يوم أمس الجمعة، جميع أطراف الصراع في اليمن إلى وقف التصعيد العسكري في الحديدة وحماية المدنيين واللجوء للحلول السياسية.
وخلال الجلسة الاستثنائية لمجلس الأمن، التي دعت إليها بريطانيا لمناقشة الوضع في اليمن أكّدت مندوبة بريطانيا كارين بيرس على ضرورة حماية المدنيين، مشيرة إلى أنها صعقت من إحاطة مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الذي استعرض مستوى التدهور الخطير للوضع الإنساني في اليمن.
وأضافت أنه من الضروري توفير المشتقات النفطية والسماح بدخول المساعدات إلى اليمن، معبرة عن عميق القلق الذي تشعر به بلادها من التقارير التي تتكلم عن ان طريق الحديدة صنعاء غير آمن” مشيرة إلى أنه “يجب الاعتماد على مساعدة المجلس لتوفير الغذاء”.
وفيما دعت السفيرة البريطانية إلى دعم جهود المبعوث الأممي للتوصل إلى حل سياسي، أكدت أنها لن تغوص “في تفاصيل سبب فشل مشاورات جنيف”.
من جانبه دعا المندوب الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر إلى وقف العمليات العسكرية في الحديدة مؤكداً أنه “يجب ان يبقى طريق صنعاء الحديدة مفتوحاً ومنع استهداف البنية التحتية وضمان وصول الأغذية”.
وأضاف أن “تفاقم الوضع في الحديدة أثر بشدة على الوضع الإنساني” داعياً إلى “ضمان وصول المساعدات للمحتاجين لأن المدنيون هم أول ضحايا الحرب في اليمن”.
ووفقاً لـ”المراسل نت” جددت فرنسا التأكيد على أن “الحل العسكري لن يؤدي الى حل” داعية “جميع الاطراف للعودة للحوار”.
من جهته عبر مندوب البيرو بمجلس الأمن، عن أسفه لغياب وفد أنصارالله في جنيف، مؤكداً رفضه الكيل بمكيالين، مبدياً استغرابه من عدم محاسبة مرتكبي الجرائم في اليمن حتى الآن.
وكان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، دعا مساء أمس الجمعة إلى وقف التصعيد العسكري في الحديدة، متبنياً في الوقت ذاته العرض الذي تقدمت به جماعة أنصار الله ووافقت عليه الأمم المتحدة بشأن ميناء الحديدة.
وخلال الجلسة الاستثنائية لمجلس الأمن، التي دعت إليها بريطانيا لمناقشة الوضع في اليمن، ألقى المندوب الروسي، وقال خلالها إن “وقف التصعيد العسكري في الحديدة سيساعد في نجاح جهود المبعوث الاممي الى اليمن”.
وحسب “المراسل نت” أكد نيبينزيا أنه يجب إعادة فتح مطار صنعاء للعمل مرة أخرى “وتفعيل الاشراف الأممي على ميناء الحديدة” وهو العرض الذي قدمه زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي لتجنيب الحديدة معركة عسكرية وقبلت بها الأمم المتحدة لكنها قوبلت بالرفض من قبل التحالف.
وفيما يتعلق بالمفاوضات السياسية، قال المندوب الروسي إنه ”لابد من تدابير لبناء الثقة” داعياً جميع أطراف الصراع في اليمن إلى التعامل الإيجابي مع جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث، معتبراً أن “هناك فرصة لتحقيق تقدم فيما يتعلق بتبادل السجناء والمعتقلين وفتح مطار صنعاء”.
م.م