ثورة 21 سبتمبر بين مطرقة العدوان وسندان البنيان ..
بعد سرقة الثورة الشبابية 2011م وإخفاقها في تحقيق هدف إسقاط منظومة الفساد الجاثم على صدر اليمن وبناء الدولة المدنيه الحديثة عندما تدخلت الحاره الكبرى وأعادت انتاج منظومة الفساد من جديد بالمبادرة الخليجية سيئت الصيت في خطوة تؤكد حجم التدخل السافر في الشأن الداخلي والسيادة الوطنية وعبرت عن غياب كامل للقرار الوطني المستقل بعيدا عن املاءآت وتحكم الخارج في ادارة الشأن العام لليمنيين الا انها رغم ذلك لم تستطع يعني المبادرة ومن رعاها ودعمها ان تعيد الوئام والانسجام لمنظومة العمل السياسي للسلطة والمعارضة التي كانت تدير اليمن قبل 2011م نظرا للهوة السحيقه بينها وحجم التباعد وعدم الثقة فيما بينهما رغم ان جميع قيادات تلك المنظومة تقع تحت سيطرة واملاءآت الخارج ورغم ما قدم المبادرة من دعم دولي ودخول الجميع في مؤتمر الحوار الوطني بموفمبيك وما تبعه من لملمت التشظي الذي كاد ان يعصف بالمنظومه باتفاق السلم والشراكة الا ان الارضيه كانت تسير في اتجاه الفشل والانهيار حيث لم تنجح عمليات الترقيع تلك وأيضا لم تعد قادره على فرض أجندات تمزيق البلاد وتقسيمها الى ستة اقاليم بعيدا عن مخرجات حوار موفمبيك والتي وقفت القوى الناهضة خاصة حركة انصار الله وشباب الثورة ضد هذه المخططات وكان ما كان من حصار رئيس المبادرة وتطورات الاحداث بعد اعلان حكومة الوفاق للجرعة المشئومه والتي خرج ضدها الشعب في 21 سبتمبر 2014م باهدافها الثلاثه المعلنة من السيد عبدالملك الحوثي حينها لم تلبث السعودية ان اعلنت الحرب المباشر باسم عاصفة الحزم لاستعادة الشرعيه المستلبه من حركة انصار الله والزعيم صالح حسب ما اعلنت وزير خارجيتها الجبير من واشنطن يوم 26 مارس 2015 م ومن حينها الى الان ظلت الثوره المعلنة 21 سبتمبر تحت مطرقة العدوان والحصار ولم تمتلك من الوقت ما يجعلها قادرة على تحقيق اهدافها المعلنة بسبب حالة اللا إستقرار التي تعصف في البلاد وبالطبع ان العدوان هو ما عزز لدى الجميع اننا بالفعل امام ثورة شعبيه رفعت شعار الحرية والاستقلال منطلقا لها وما يؤكد هذا هو دخول الدول التي كانت متحكمة في سيادة وقرار البلاد في خط المواجهة مباشرة بعد ان خسرت أدواتها قوتها في فرض أجندات ومخططات دول العدوان السعوديه وامريكا لأن مفهوم الثوره التي قامت عبرت عنها القوى المناهضة للتدخل الخارجي وعلى رأسها حركة انصار الله ..
اليوم بعد مرور ستة أعوام على ثورة 21 سبتمبر ومثلها على العدوان السعودي الامريكي لا يمكن معها ان نقيم نجاحات واخفاقات الثوار وبالطبع ليسوا فقط حركة الأنصار وإنما شريحة واسعه من الشعب اليمني وكثير من الاحزاب السياسيه الوطنية التي كونت ما يعرف بالأحزاب المناهضة للعدوان فتقييم هذه الثورة بعد ان تعزز لدينا قناعة بثوريتها للأسباب التي ذكرناها وغضب دول العدوان من مساعيها في الحرية والاستقلال يعد إجحافا بحقها وبقيايادتها وخاصة في الجوانب التي اعلنت من الغاء الجرعة وتنفيذ مخرجات الحوار فإنها لن تتحقق بالتاكيد بسبب عدم الاستقرار ولكننا ننظر اليها من جانب آخر فقد أثبتت القوة الثورية ومن خلال قيادتها للمواجهه العسكرية انها تحقق نجاحات أذهلت العالم وعززت من اسم وحضور اليمن في العالم وكيف استطاعت احراج اغنى الدول واقواها حين عجزت عن تحقيق اي من اهدافها المعلنة والمتجددة بين الفترة والاخرى بفضل الانتصارات الميدانية التي حققها الجيش واللجان الشعبيه والتطور الملحوظ في التصنيع العسكري للقوة الصاروخية والطيران المسير مما فرض معادلات سياسيه وعسكرية على الارض تتجه لصالح قوى توره 21 سبتمبر ..
النجاحات المذكورة لا يعني انها تحققت هكذا بل انها جاءت بعد تضحيات وخسائر جمة قدمها الشعب اليمني لانه يؤمن ان ثمن الحريه والاستقلال غالي طالما والامور تتجه نحو الانتصار لا محاله ..
هذا من زاويه المواجهة ولكن وللانصاف والموضوعية فالمتتبع لطريقة واداء المجلس السياسي الاعلى وحكومة الوفاق على الأراضي المحررة يدرك انها تفتقد للاستقرار الاستراتيجي في الاداره السياسية والاقتصادية وهذا واضح في حجم المعاناة الاقتصادية وغياب العمل السياسي والتعددية الحزبية التي تعد من مرتكزات الدولة الديمقراطيه الجمهورية الا ان هذا ليس فشلا متعمدا وانما تعود لتدخلات العدوان في إفشال التماسك للجبهه الداخلية وما حركة زعيم المؤتمر الشعبي العام ومحاولته تقويض الجبهة السياسيه الا دليل على تلك التدخلات وغيرها من التدخلات الأمنية والاقتصادية وهذا معلوم ومحصور ..
وأخيرا لا زلنا نؤكد ان ثورة 21 سبتمبر هي ثورة شعبيه ناجحة بكل المقاييس وإن ما يشوبها من إخفاقات سياسيه واقتصادية لا تخرج ان تكون لأسباب استراتيجية المواجهة التي تتبعها دول العدوان واعتبارها جزء منه ولن تخرج عنه لذلك ستنتصر ارادة الحريه والاستقلال في نهاية المطاف يقينا لا محاله ..
……