تعز وأوضاعها محور جهود واهتمام غريفيث
قال مصدر مطلع ان المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، يكثف جهوده للتوصل إلى اتفاق على غرار اتفاق الحديدة.
وأوضح المصدر أن الاتفاق الذي يبذل غريفيث ومكتبه جهوده لتوقيعه، يتضمن تنفيذ الجانب المتعلق بمحافظة تعز في اتفاق ستوكهولم.
وأشار المصدر أن غريفيث لجأ إلى ذلك، بعد تعثر جهوده في سبيل جمع طرفي الصراع للتفاوض المباشر حول وثيقة الاعلان المشترك، حيث كان يسعى لعقد مشاورات منتصف شهر ديسمبر/كانون أول الجاري.
ولفت المصدر إلى أن غريفيث بدأ منذ الأسبوع الماضي في التشاور مع شخصيات سياسية و اجتماعية موجودة في الخارج من أبناء محافظة تعز، قبل أن يعلن عن لقاء افتراضي بالفيديو مع ناشطين من تعز خلال اليومين الماضيين.
ونوه المصدر إلى أن غريفيث يسعى لتحقيق نجاح في أي جانب، مع نهاية هذا العام، ويرى أن ذلك مقدمة لجمع طرفي الصراع للتفاوض بشكل مباشر حول الاعلان المشترك.
وبحسب المصادر يراهن غريفيث على تحقيق نجاح في ملف تعز وملف التدابير الاقتصادية، قبل جمع الطرفين على طاولة تفاوض مباشر، كما حصل في السويد نهاية العام 2018م.
وتوقع المصدر أن اللقاء المباشر بين الطرفين لن يتم قبل نهاية يناير/كانون ثان 2021م، وذلك حتى تتضح الصورة بشأن موقف الادارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن، والتي ستتسلم السلطة في 20 يناير/كانون ثان القادم. مبدياً تخوفه من ادراج ادارة ترامب الحالية للحوثيين في قائمة الارهاب، كون ذلك سيعقد التفاوض، ويدفع الوضع نحو التأزيم.
ويتضمن اتفاق تعز فتح المنافذ والطرقات المغلقة في المحافظة، والتي كانت قد ضمنت في اتفاق ستوكهولم.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، التقى بممثلين عن المجتمع المدني من محافظة تعز، في لقاء افتراضي عبر الفيديو.
وقال مكتب غريفيث في بيان، ان اللقاء هدف لجمع وجهات نظر حول حل لتعز بما يتماشى مع اتفاقية ستوكهولم ولالتماس الأفكار حول كيفية تحسين الوضع الحالي.
وأكد البيان على الأهمية الحيوية لتعز في عملية السلام في اليمن ودورها طويل الأمد كمركز تاريخي وسياسي واقتصادي وثقافي مهم في اليمن.
وأعرب عن أسفه لعدم إحراز أي تقدم بشأن إعلان التفاهمات حول تعز، والذي تم الاتفاق عليه في ستوكهولم في ديسمبر/كانون أول 2018.
واستنكر الوضع الإنساني المتردي بسبب استمرار إغلاق الطرق وبسبب النشاط العسكري المستمر وانعدام الأمن.
وادان غريفيث جميع أشكال العنف ضد المدنيين بما في ذلك الأطفال والهجمات على البنية التحتية المدنية في المدينة والمحافظة من جميع الأطراف المتحاربة.
وقال غريفيث: “التكلفة البشرية للحرب في تعز غير مقبولة وسنواصل جهودنا لإيجاد حل سياسي من شأنه إسكات البنادق مما سيعود بالنفع على جميع اليمنيين، بمن فيهم سكان تعز”.
وناقش ممثلو المجتمع المدني مع السيد غريفيث جهودهم وأولوياتهم وتبادلوا وجهات النظر والتوصيات بشأن الدعم الممكن أن تقدمه الأمم المتحدة في التوصل لحل لمشكلة تعز.
وسلط المشاركون الضوء على المبادرات المحلية للتوسط بين الأطراف المتحاربة لفتح الطرق وتحسين الخدمات العامة وخفض حدة العنف.
كما شددوا على ضرورة تضمين رؤى ناشطي المجتمع المدني في العملية السياسية التي تقوم الأمم المتحدة بتيسيرها.
كما ناقشوا مع المبعوث الأممي سبل تحسين التنسيق بين الوساطة المحلية والوساطة الأممية لتحسين الوضع في تعز.
وأطلع المبعوث الأممي المجموعة على عملية التفاوض حول الإعلان المشترك مسلطًا الضوء على الفوائد التي ستعود على تعز في حال التوصل لاتفاق حول مسودة الإعلان المشترك مثل تنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد و فتح الطرق.
كما أشاد المبعوث الأممي بكافة الجهود التي يبذلها المجتمع المدني للتخفيف من معاناة سكان تعز.
وقال: “الإلهام والإبداع والصمود الذي تمثلونه جميعًا في هذه الغرفة الافتراضية منارة لنا جميعًا. لقد عملتم منذ بداية الحرب بلا كلل لفتح الطرق والسماح بوصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في ظل أكثر الظروف تعقيدًا وصعوبة”.
وحسب “يمنات” شدد غريفيث على أن مكتبه سيواصل التفاعل والتماس الآراء من المجتمع المدني بما في ذلك مجموعات النساء والشباب لتضمين تلك الآراء والرؤى في العملية السياسية.
إلى ذلك كان مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، التقى عبر الاتصال المرئي مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث.
ووقف الرئيس المشاط خلال اللقاء على طبيعة الجهود الحثيثة التي يبذلها المبعوث الأممي للوصول إلى السلام في اليمن.
وأكد الرئيس المشاط حرصه الكبير على إنجاح كل الجهود والمساعي لوقف العدوان ورفع الحصار المفروض على الشعب اليمني، مشيراً إلى أهمية العمل على بلورة خطوات ملموسة في الجانبين الإنساني والاقتصادي وصولاً إلى خلق أجواء داعمة لنجاح أي محادثات سلام.
وحسب “وكالة الصحافة اليمنية” جدد الرئيس المشاط خلال اللقاء الذي اتسم بالإيجابية، الترحيب بجهود المبعوث الأممي، مؤكداً حرصه على مواصلة الإسناد والدعم لكل الجهود الخيّرة بما يصون الحقوق الكاملة للشعب اليمني ويعزز فرص نجاح عملية السلام المنشود في اليمن.
م.م