تراتيل في ذكرى الحبيب
تراتيل في ذكرى الحبيب
د. أحمد النهمي
.
النُّورُ هلَّ فهلَّلَتْ صنعاءُ
وتأرَّجَتْ بعبيرهِ الأرجاءُ
.
والأيكُ مبتهجٌ بذكرى خيرَ مَنْ
وطأ الحصى وأظلَّتْ الخَضْراءُ
وتوافدَ الحشدُ الكبيرُ يحفُّهُ
حـــبٌّ يمانيُّ الهوى وولاءُ
.
نحن اليمانيين أنصارُ الهدى
ويداه حين تَكالبَ الأعداءُ
.
نحنُ اليمانيين عن أمجادِنا
تَحكي السماءُ وَتُنْشِدُ الجوزاءُ
.
النصرُ معقودٌ على أفعالنا
ولنا بكلِّ فضيلةٍ أسماءُ
.
يا أيها المبعوثُ فينا رحمةً
لبَّيك إنْ صمتَ الورى وتناءوا
..
لبيكَ ملءُ قلوبنا هتفتْ بها
من قبلنا الأجدادُ والآباء
.
ُ
وعلى حوافرِهم، حوافرُ حلِمنا
تمضي، ويمضي مثلنا الأبناءُ
***
يا سيدي جيرانُنا جاروا على
حرماتنا وتغطرسوا وأساءوا
.
في دار ندوتهم أداروا ندوةً
وتجمهرَ الأوباشُ والأجراءُ
.
سلقوا الكلامَ على الكلام فمزَّقت
روحَ الكلام عجوزةٌ شمطاءُ
.
قالتْ لقد علم الجميع بأنني
أشقى لكي يتنعمَ الوكلاءُ
.
وبأنني أدري بما أخفي الدجى
في جلدهِ، ومتى يروبُ الماءُ
.
فتأملوا في الرمل إن صباحكم
. ـ إن لم تهبواـ ليلةٌ ليلاءُ
.
ضوء الجنوب إذا امتطتْ صهواته
ريحُ الشمالِ، ستعشبُ الأضواءُ
.
ستعانق الدنيا سهيلاً خلسة
وستسقط التيجانُ والأمراءُ
.
فتخطفوا كالبرق أشواق الندى
قبل الفوات، فكلُّكم غرماءُ
.
لتعودَ واحته إلى أبوابكم
ويعود أهل النثر والشعراءُ
***
يا سيدَ الثقلين أنتَ حليفُنا
والعونُ إذ يتكالبُ الحلفاءُ
.
المجرمون ولن يحيطَ بجرمِهم
في الخلقِ لا خبرٌ ولا إنشاءُ
.
ظنُّوا ــ وبعضُ الظنِّ إثمٌ ــ أنَّهم
إن صبَّحونا لن يدورَ مساءُ
.
حتى تجوس خيولهم حَرَمَ الحمى
ويعيثُ في محرابنا السفهاءُ
.
فتفاجأوا، بالأرض تبلع جمعهم
زمراً ، وهم في جوفها أشلاء
.
أن القلوبَ الليِّناتِ كما رووا
عنها صخورٌ في الوغى صمَّاءُ
.
وبأنَّ حلفهم الكبيرَ سخافةٌ
كبرى، وجمعُهم الغفيرُ غُثاءُ
.
كانوا بصحن الجن أشهى وجبة
للجن إذ طبختهم الصحراء
.
فتيقنوا ما جاء من أنبائنا … والحق ما جاءت به الأنباءُ
***
لا تسألي يا ريحُ، كيف تلبَّستْ
حلفَ الغزاة هزيمةٌ نكراءُ
.
كيف اعتلى الحافي يدكُّ حصونَهم
ويفرُّ قبلَ قدومِهِ الجُبَنَاءُ
.
وتهاوَتْ (الإبرامز) صرعى تحته
فكأنها في أخمصيه حذاء
.
. فالنصر ليس تحالفا متكبرا
آلاتُهُ مغرورة عمياءُ
.
النصر مَجْدولٌ بعدل قضيةٍ
ترجو الخلاصَ وفتيةٌ شرفاءُ
.
إن يلتقوا بالمجد هم فرسانه
أو يلتقوا بالموت، فالشهداءُ
صلَّى عليك اللهُ يا علمَ الهدى
يا سَيِّدي ما غَنّت الوَرْقاءُ
.
ما شَيَّدَ اليمنيُّ نصراً شاهقا
وتَسَاقَطَ العربانُ واللُّقَطاءُ