بمساندة تحالف العدوان، إسرائيل تسعى لتأمين خط الملاحة إلى مستوطنة إيلات على البحر الأحمر
تسعى كل القوى الدولية والعالمية بمساعدة تحالف العدوان للسيطرة على الجزر اليمنية و على باب المندب أهم ممر تجاري على مستوى العالم .
ففي الساحل الغربي لليمن يبلغ الصراع ذروته بين وكلاء تحالف العدوان، وكأن هذا الشريط الساحلي الذي يشرف على عشرات الجزر في البحر الأحمر ويطل على ثاني اهم ممر تجاري عالمي في باب المندب، هو نهاية حكاية 6 سنوات من الحرب على اليمن.
في هذه المنطقة الاستراتيجية تتداخل الصراعات المحلية والاقليمية بالنسبة للفصائل التي وهبت نفسها لتكون شماعة للغزاة الجدد سواء في التحالف السعودي – الإماراتي او بالتحالف التركي- القطري، مع أن جميع هذه الاطراف تخدم في نهاية المطاف سياسة “الكيان الصهيوني” بامتياز.
منذ ايام يتصاعد الصراع في عدة مناطق. شمالا تخوض المليشيات التهامية، القريبة من الاصلاح، صراعا ضد طارق عفاش، اليد الطولى للإمارات والوجه الاخر للانتقالي، وفق ما تصفه الصحافة الاسرائيلية. لا اهداف للتهامية التي كانت يوما جزء من منظومة الفصائل الاماراتية قبل أن تتخلى ابوظبي عنها مع وصول القادم الجديد من صنعاء، وهي اليوم محاصرة ماديا وعسكريا، لكن رغم ذلك لا تزال تبحث عن موطئ قدم في محافل الكبار..
كل ما تريده الالوية التهامية من تحركاتها على الارض أو الغطاء السياسي الذي بدأ يبرز من خلال تحركات المجلس الوطني لأبناء تهامة الحصول على حصة أو على الاقل تمثيل لهذا الجزء الهام من اليمن في مفاوضات وحكومة هادي التي تتجاهل تهامة كأرض وانسان.. ورفع هذه المليشيات للمطالبة بتمكين ابناء تهامة هو من باب الاستهلاك السياسي لا اكثر فاغلب قادة هذه الالوية تدين بالولاء لطارق عفاش سواء عبر تلقيها دعم منه أو عبر ضغوط اماراتية بضمها إلى مليشيات عفاش.
على الضفة الاخرى من الساحل وتحديد جنوبا، حيث يصعد الاصلاح- التواق لإنشاء قاعدة تركية- ضد طارق عفاش في الحجرية وعينه على المخا، ابرز معاقل طارق ..
للإصلاح في معركته هذه اطماع جيوسياسية، اولها تمكين تركيا التي برز تحالفه معها عبر ارسال مقاتلين لمساندتها في ليبيا وسوريا، فتركيا بنظره كما يقول ناشطوه المفتاح لإنهاء تحالف العدوان الحالي بقيادة السعودية لاحلال محتل اخر تحت غطاء الدفاع عن “الشرعية” التي يتشبث بها رغم قناعة المجتمع الدولي بعدم جدواها، في حين كل طموح تركيا ان تجد في هذه المنطقة موطئ لقاعدة عسكرية مستدامة.
الوضع على الساحل الغربي متوتر وجميع المؤشرات تؤكد بأنه في طريقه للانفجار في اية لحظة نظرا لحجم التحشيدات من قبل الاطراف المختلفة ، لكن العنوان الابرز الان بالنسبة للجميع هو تدخل الكيان الصهيوني الذي بدا بإرسال تل ابيب وفد عسكري لمساندة طارق عفاش ولم تخفيه وسائل الاعلام العبرية وقد نشرت القناة الـ12 تقريرا يصف الدعم الاسرائيلي لطارق بأنه الاكبر في القرن الواحد والعشرين، معتبرة اياه بأنه يخدم المصالح الصهيونية بتأمين خط الملاحة إلى مستوطنة ايلات على البحر الأحمر.
وبغض النظر عن كشف الاعلام الصهيوني النقاب عن دعمه في هذا التوقيت فإن قواته تقدم منذ بدء الحرب على اليمن دعم لوجستيا وعسكريا للتحالف السعودي – الاماراتي وهو ما يشير إلى أنه مهما كان حجم الاختلاف بين الفصائل الموالية لتحالف العدوان أو المنسلخة من جلده، ففي نهاية المطاف ستقرر تل ابيب مصير الجميع كما هو الحال في الساحل الشرقي لليمن حيث تم ترجيح كفة المليشيات الموالية للإمارات فقط لأنها عرضت بيع الارض والانسان..
التدخل الصهيوني في الساحل الغربي لليمن والجهر به يكشف ما كانت صنعاء تحذر منه، بحسب مراقبين، وتدعوا لمواجهته أما وقد اعترف الكيان الصهيوني نفسه بانها من تدير المعركة هناك فهذا يعزز كفة صنعاء التي لم تتوانى على مواجهة المخططات الصهيونية منذ الوهلة الاولى للحرب على اليمن.
وكلما اتسع صراع مليشيات العدوان , كلما برز ظهور العدو الصهيوني ومشغليه الدوليين في الواجهة لابتلاع اليمن, وقد يسفر لتدخل مباشر, وهو ما كان تحذر منه صنعاء منذ تدشين تحالف العدوان الحرب على اليمن في مارس2015