العملية التعليمية إلى أين ؟!
عانى التربويون في العامين الماضيين صنوفا من المنغصات التي طرأت على العملية التربوية بفعل العدوان الغاشم على اليمن واستهداف المدارس ومكاتب التعليم في كل المحافظات دون استثناء بل وصل الحال بعجرفة العدو وحماقته وإجرامه أنه استهدف المدارس وهي تكتظ بالطلاب وقد استشهد الكثير منهم ولم تكن المدارس تلك قواعد عسكرية أو معسكرات أو منصات لإطلاق الصواريخ وإنما استهدفت للقتل و من أجل القتل لا غير .
ناهيك عن انقطاع الرواتب التي هي مصدر العيش لكل التربويين ومن يعمل في السلك التربوي بشكل عام .
تحمل التربويون وعلى مضض تلك المشاكل وأبوا إلا أن يكملوا التدريس والدراسة مراعاة لمستقبل الأجيال وفلذات الأكباد وكون العمل في هذا المجال نوعا من أنواع الجهاد ولا ينقص عن تلك التضحيات التي يبذلها المجاهدون الأبطال في الثغور وميادين الجهاد سواء في الجبهات الداخلية أو في جبهات ما وراء الحدود.
الكل يعلم بأهمية العملية التعليمية وتأثيرها على كل بيت وأسرة وعلى مستوى الوطن وكل الجهود التي بذلت وتبذل من أجل إنجاحها .
ولكن وما أدراكم ما تعني كلمة لكن من معاناة أثقلت كاهل كل معلم وكل فرد داخل هذا المجتمع .
فالمعلم يعاني أيما معاناة من انقطاع راتبه الذي كان أثناء توفره لا يلبي له إلا أدنى سبل المعيشة لكنه كان يغطي جزءا بسيطا منها ولا سيما إيجار المساكن ناهيك عن انقطاعه البتة وعدم صرفه لأكثر من عام .
لا أجد عذرا لمسؤولي الدولة ممثلين بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاد والقائمين على وزارة التربية في ذلك لأنهم يستطيعون بكل تأكيد توفير الرواتب وبوسائل شتى باتت واضحة حتى للمواطن المسكين .
لماذا لم يقدم المسؤولون استقالتهم ويستحون على أنفسهم لعجزهم توفير الحياة الكريمة للمواطنين.
وكيف يطلب من المعلم والتربوي أن يداوم في عمله ومدرسته ويهدد بالفصل والتبديل بالمتطوعين وهو لا يملك ثمن المواصلات و لا يستطيع توفير لقمة العيش له ولأفراد أسرته .
يا حكومة الإغراق هلا أجبتم عن سؤالي الذي بات يحيرني كثيرا وينغص معيشتي كيف أستطيع أن أفهم طفلي الصغير أن يصبر ولا يرضع الحليب لأن العدوان تسبب في قطع الرواتب .
على من تضحكون هل تظنون أن أعذاركم الواهية ستمر على المواطن لا والله. لو كنتم جادين في خدمة المواطن وتوفير الحياة الكريمة لكل فرد لحاربتم الفساد المستشري والذي ينخر في كل مرافق الدولة وعلى مرأى ومسمع الجميع. أين مقدرات الدولة ولأنكم فاسدون ومفسدون في الأرض تداريتم وراء أعذاركم فاستخفيتم بالمواطن وما زلتم تتحججون بالعدوان إن أكبر عدو للشعب اليمني هو من يحاربه في قوته ورزقه ومعيشته فأين الإيرادات وأين عائدات الزيادة السعرية للمشتقات النفطية ولا سيما الغاز المنزلي وأين وأين وأين……
وإن كان لديكم شيئا تتنطعون به وتتحججون به فلماذا لا تخرجون إلى الناس وتشرحون الوضع بكل شفافية لكي يتضح للمواطن ويفهم كل شيء..
إما أن توفروا الراتب وإما فلتغربوا عن وجوهنا ولتعلنوا عجزكم عن محاربة الفساد الذي أنتم أصلا غارقون فيه من أخمص أقدامكم وحتى رؤوسكم .