الشهداء ومعاناة أسرهم المفترضة ..
هناك معادلة واقعية توضح حقيقة الشهادة في سبيل الله تعالى ففي الوقت الذي تقاعس الكثيرون عن الاستجابة لداعي الله برز القلة القليلة من العظماء ليتحملوا عبئ المسولية الشرعية في الدفاع عن الارض والعرض والكرامة بدون أن تكون لديهم مطامع او تطلعات لمكاسب دنيوية زائلة فكانوا بذلك التجرد والصدق من أرقى النفوس البشرية على الاطلاق بل ومن أكرمها يقينا ..
المتجرد من الشوائب العالقة في ذهنية الناس التي تخلدهم الى الارض ليسوا نماذج نشاهدها وتتكرر بين الناس فهم عبارة عن رقي متألق في سماء الإحسان لذلك إستحقوا دون غيرهم معية الله وضيافته بحياة حقيقية أكدتها صريح الآيات القرآنية بل لقد حذر المستضيف عز وجل أن نقول أنهم اموات بل أحياء وزاد بعدم القول الا نتوهم أو نحسبهم في سريرتنا بموتهم بل بحياتهم وحياتهم الحقيقيه ..
اليوم الشهداء وهم عند الله تلحق أسرهم من العناية والرعاية السماوية ما لا يتصوره عقل بشري جعل رعاية الدنيا بالمأكل والمشرب وما شابه من متاع الدنيا الزائله هذا على اعتبار القيمة الروحية للشهادة والاستشهاد كون الرقي المقدس للشهيد لا يوازيه رقي الا رقي المعتقد بواجب وقدسية الجهاد في سبيل الله حتى لو نتج عنه استشهاد طالما والامر داخل في الامتثال للأمر الالهي بالجهاد في سبيل الله لذلك تزكو نفس الأسر المحتسبة والراضية كزكاة نفس الشهيد ..
اليوم نحن في وضعية خطيرة كوننا نلهث وراء حطام الدنيا ولا نسعى لمعرفة عمق نفسية الشهيد المقدسة التي بذلت اغلى ما تملك وإن كانت في حقيقة الامر غير مالكة للنفس وانما قبلت المتاجرة مع خالق النفس وباعت ما لا تملك لمن يملك بمقابل والا فالمنطق الا يطالب الشهيد مقابلا لنفسه إذا ما طالبه بها خالقها ..
وبالعودة الى الطهر والنقاء في قضية الشهادة فمن غير المقبول المتاجرة بحقوق الاسر التي يستحقونها طبعا لمزيد من التشكيك في عظمة ما نالوه من كرامة حين اصطفا الله منهم شهيدا فمهما بالغ المعنيون في بذل الرعاية لهذه الاسر فلن يصلوا الى عشر معشار ما قدموه وما نالوه من كرامة بمقام الشهيد سلام الله عليه لان المقارنة غير منطقية بالمطلق ولكنه جهد المقل الحريص على بلسمة بعض جراح الفراق لا جزع الموت المسيطر على ذهنية البعض لذلك فمن المعيب أن نقيس ما يقدم لاسر الشهداء من رعاية بحجم رعاية الله وجائزته لهم نظير رقيهم واحتسابهم وصبرهم فلا جزاء لهم الا الجنة ..
وهذا لا يعني أن ندفع في هذا الاتجاه فقط بل يجب على كل معني وبالطبع وفقا للقواعد الشرعية أن الجميع معني أن يبذل الجهد والوسع في تقديم الرعاية وخاصة مؤسسه الشهداء وان هذه الرعاية يجب ان يسبقها نوايا صادقة مخلصه بأن ما يبذل انما هو تكليف شرعي وقربة لله لا منا ولا تفضل حينها سيكون للبذل ثمرة وإن قل فالقول المعروف والمغفرة خير من صدقة يتبعها أذى حسب القرآن الكريم ..
أخيرا يجب الا نجعل من قضية التقصير في رعاية اسر الشهداء مدخلا لتغييب القيمة الشرعية للفضيلة والعز الذي ستناله تلك الاسر فما اجمل أن يتحلى الجميع بميزة القرب والتقرب الى الله بلا مقابل فقد سبقنا اهل البيت عليهم السلام بالعطاء والبذل للمسكين واليتيم والأسير لوجه الله لا يريدون جزاء ولا شكورا ..
والله من وراء القصد ..
وكتبه ..
لطف لطف قشاشة