السعودية تسعى جاهدة لجر بايدن إلى مستنقع اليمن
يسعى نظام الرياض جاهدا الى استغلال ما تبقى لترامب من فترة في البيت الأبيض لإيغال الجيش الأمريكي اكثر في اليمن مع كشف الإدارة الجديدة رؤيتها للتدخل السعودي في اليمن ومستقبله، فهل تنجح بجر بايدن إلى الحرب ؟
خلال الأيام الأخيرة ، كثف الجيش الأمريكي وجوده عند السواحل الشرقية والجنوبية لليمن، سواء عبر ارسال غواصات إلى بحر العرب وخليج عدن أو اسنادها بحاملات الطائرات وصولا إلى استدعاء الجيش الإسرائيلي بضوء سعودي وبغطاء من هادي نظرا للقاءات التي يعقدها المسؤولين الأمريكيين في السعودية بمسؤولي حكومة هادي واخرهم اللقاء الذي جمع قائد البحرية في القوات الامريكية بقائد قوات خفر السواحل اليمنية بالتزامن مع تمركز غواصات إسرائيلية وامريكية قبالة السواحل اليمنية.
هذه التحركات ليست ضد ايران كما تحاول الولايات المتحدة تصويرها، فاليمن ابعد نقطة على خارطة المنطقة العربية من حدود ايران المحاطة أصلا بقواعد عسكرية أمريكية في دول خليجية وإسلامية أخرى، لكنها بكل تأكيد تهدف لإعادة التموضع في المنطقة وبما يعزز الوجود الأمريكي عند السواحل اليمنية لحماية مصالح سعودية – إماراتية لم تعد خفية مع بدئها عملية “احتلال” محافظات وجزر يمنية بعينها، وهي أيضا محاولة سعودية لوضع الإدارة الامريكية الجديدة بقيادة جو بايدان والديمقراطيين المعروفين بنزعتهم للحلول الدبلوماسية اكثر من الحرب أمام واقع جديد في اليمن، فالسعودية تعرف بان القوى اليمنية في صنعاء، والتي بدأت طرق ملف المحافظات الشرقية والجنوبية، لن تقبل بوجود امريكي او غيره على تراب الوطن وقد اعلن وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ ترتيبات لمعركة التحرير الشامل وهو بذلك يقصد كافة الأراضي بما فيها الجزر في الشرق والغرب وذلك يعني مهاجمة الاساطيل الغربية في السواحل اليمنية وهو ما قد يضع المنطقة على حافة حرب واسعة النطاق.
لو كانت الولايات المتحدة تحاول استهداف ايران ما كانت سحب قواتها من أفغانستان المحاذية لإيران ولا قلصت قواتها في الصومال لتعزز انتشارها في المهرة وسقطرى إلى جانب حضرموت وشبوة وصولا إلى مأرب حيث تضغط باسم القاعدة لإبقاء شركاتها النفطية المحتكرة لإنتاج وتسويق النفط اليمني، لكن وجودها في هذه المنطقة الاستراتيجية من الجزيرة العربية ذات ابعاد دولية وإقليمية، و الأهم الأن هو أن السعودية التي تقود الحرب منذ 6 سنوات تحاول التدثر بالجيش الأمريكي لإبقاء الحرب والحصار على اليمن أطول فترة ممكنة في الوقت الذي تحاول فيه تضليل المجتمع الدولي بـ”السلام” الذي تعطل حتى ابسط ابجدياته، وحتى لا تصطدم بتوجهات الإدارة الجديدة تحاول قدر الإمكان وضع القوات الامريكية في الواجهة خصوصا بعد الكشف عن استراتيجية وزير الدفاع الجديد في إدارة بايدن لويد اوستن والذي عارض خلال قيادته القوات الامريكية في العراق التدخل السعودي في اليمن وكان بصدد دفع الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما لإصدار بيان إدانة،، وفق ما نشرته فورين بوليسي الامريكية، وترى إدارته بان “الحوثين” اهم من التحالف السعودي – الاماراتي في محاربة الإرهاب وتحديدا القاعدة وهو ما يعني تغير استراتيجي في خطط الحرب على اليمن، لكن اوستن الذي رأى فشل السعودية في اليمن منذ اللحظات الأولى لإطلاق صفارة الحرب على هذا البلد قد يجد نفسه عالقا بين وجود القوات الامريكية على التراب اليمني ورويته التي قد تنطلق من استراتيجية الديمقراطيين الذين عرضوا في وقت سابق ما عرفت برؤية “جون كيري” للحل في اليمن، إضافة إلى نظرة السعودية لهذا التيار كداعم لإيران.