التايمز: لا يمكن للنظام السعودي الجمع بين الإنفاق المسرف والحرب على اليمن
قال الكاتب روجر بويز إنه ليس بمقدور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الجمع بين تكاليف إنفاقه المسرف على مشاريعه الضخمة في الداخل وبين مواصلة حرب اليمن .
ولفت الكاتب إلى أن بن سلمان، الوريث المفترض لعرش المملكة التي تعيش تحت وطأة اضطرابات، استطاع وإن لفترة وجيزة أن يبدو كحليف مقرب للغرب، لكن سرعان ما كشف عن قسوة شديدة وهو يحاول تعزيز سلطته في الداخل والخارج.
أما الآن -كما يرى الكاتب- فإن بن سلمان يواجه تحديا حقيقيا في ظل تراجع عائدات النفط وتفشي فيروس كورونا والركود العالمي مما يجعله أمام خيارين أحلاهما مر: هل يستمر في الحرب المدمرة التي لا يمكن تحقيق الفوز فيها في اليمن؟ أم يتخلى عن طموحه ببناء مدينة ضخمة حديثة مطلة على البحر الأحمر؟
وهنا لاحظ الكاتب أنه لا يمكن للأمير السعودي الحصول على كل شيء في الوقت ذاته، فلا يمكنه الموازنة بين أن يكون قائد حرب وزعيما قاسيا ومصلحا قادرا على تحقيق التغيير، لأنه لم يعد هناك ما يكفي من المال لطمس التصدعات والشقوق التي تعاني منها بلاده.
وقد تمكن بن سلمان من الصعود إلى السلطة قبل ثلاث سنوات بعدما استدعى ولي العهد السابق محمد بن نايف إلى قصر الملك ليجري مقابلة مع بعض أتباع بن سلمان الذين نزعوا سلاح حراسه. وفقا -لما جاء في كتاب جديد لمراسل نيويورك تايمز “بن هوبارد”- وقد احتجز الأمير بن نايف في غرفة حتى يتخلى عن منصبه.
وأشار المقال إلى أنه بفضل هذه الخطة تمكن بن سلمان من تحقيق الانتصار في لعبة العروش. لكن التحرك ضد ابن عمه وابتزازه للعديد من أقاربه الأثرياء جعله يكون بمجموعة كبيرة من الأعداء الذين ينتظرون فشله.
ومع ذلك، فإن حرب اليمن -التي شهدت تصعيدا عندما أصبح بن سلمان وزير الدفاع لأول مرة- لا تكشف قوة ذات شأن كبير للسعودية، فرغم عمليات الشراء الضخمة للأسلحة من الولايات المتحدة وبريطانيا منذ بدء القتال في مارس/آذار 2015، والغارات الجوية الدورية لم يقترب الأمير الشاب من النصر بعد.
وذكر الكاتب أن عمليات شراء الأسلحة العام الماضي بتكلفة 51 مليار إسترليني لم تجعل المملكة أكثر أمناً، حيث قصف سرب من الطائرات المسيرة المسلحة -التي أرسلها الحوثيون- أحد أكبر مصانع النفط بالبلاد العام الماضي.
ويطرح المقال سؤالا بالنسبة لزعيم “مغرور” مثل بن سلمان: هل يوجد أسوأ من الشعور بأن العالم يستهزئ بعدم قدرته على استخدام مستودع الأسلحة الضخم الخاص بالسعودية بصورة فعالة؟ (وربما الجواب) في قول المحللين العسكريين إن حرب اليمن بمثابة كشف عن قائمة طويلة من نقاط الضعف السعودية، والتي تشمل ضعف دقة الاستهداف والتنسيق الخاطئ للضربات الجوية والأرضية وانهيار الدعم اللوجستي.
والواقع -وما زال الكلام للكاتب في تايمز- أن بن سلمان يحتاج إلى بيع برميل النفط الخام الواحد بـ 85 دولارًا للحفاظ على ميزانيته. ولكن حاليا، يبلغ السعر 30 دولارًا فقط. ولكن حتى لو وافق ولي العهد على الانسحاب من اليمن وتجميد أو إلغاء عقود الأسلحة الجديدة، فسوف يواجه مشكلة حقيقية في تمويل مشاريع التحديث الرائدة التي يتبناها.