الإمارات تثبت احتجازها وتعذيبها لمساجين يمنيين بالإفراج عن محتجزين من سجونها السرية قبل زيارة فريق أممي لعدن.
واصلت دولة الإمارات الإفراج عن محتجزين في سجونها في كلٍّ من عدن والمكلا خلال هذا الأسبوع وذلك عقب تقارير صحفية كشفت عن تعرض سجناء للتعذيب بما في ذلك استغلالهم جنسيا.
وأفرجت القيادة الاماراتية التي تسيطر على السجون والأمن في حضرموت وعدن عن مجموعة من السجناء منهم اثنا عشر سجينا في السجن المركزي بالمكلا بينهم ثلاثة محتجزين سبق أن حصلوا على قرار من النيابة العامة بالإفراج عنهم.
وكان المحتجزون قد وضعوا في السابق داخل أحد السجون السرية التي تسيطر عليها دولة الإمارات في مطار الريان بالمكلا قبل أن يتم تسليم حوالي 100 نزيل آخر من الريان إلى السلطات الحكومية هناك، وفقاً لمسؤولين أمنيين تحدثوا لوكالة أسوشيتدبرس.
كما أطلقت القوات الإماراتية سراح الفنان الكوميدي ناصر العنبري من أحد السجون بمدينة عدن بعد أكثر من عام قضاها داخل سجن تشرف عليه الإمارات في عدن.
وسجن العنبري في أحد السجون التي كشفت وكالة أسوشيتدبرس عن وجود انتهاكات تعرض لها السجناء، من بينها إجبارهم على خلع ملابسهم، وقيام الضباط الإماراتيين بتفتيش تجاويفهم الشرجية في العاشر من مارس الماضي بحجة البحث عن الهواتف الخلوية الممنوعة.
وكشفت وكالة الاسوشيتد برس في تقرير حديث لها أن القوات الإماراتية أطلقت سراح ثلاثة سجناء آخرين من مختلف سجونها في عدن بشكل مفاجئ يوم الإثنين الماضي بينهم شخص كبير في السن ويدعى محمود البيضاني، وكان يعمل لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر وحاول المساعدة في التوسط لإطلاق سراح رهائن محتجزين لدى القاعدة، وجرى اعتقاله وإيداعه السجن من قبل الإمارات.
وقالت الوكالة إن البيضاني احتجز في سجن بير أحمد الموجود في البريقة والذي تشرف عليه الإمارات، فيما احتجز أحد المفرج عنهم في منزل رئيس أمن عدن المدعوم من قبل الإمارات شلال شائع.
ونقلت الوكالة عن شقيق أحد المعتقلين المفرج عنهم حديثاً قوله بإن قريبه أطلق سراحه بشكل مفاجئ ودون إخطار العائلة مقدما والتي اكتشفت وصوله للمنزل عقب الإفراج عنه.
وذكرت الوكالة أن المدعي العام محمد علي صالح رفض الكشف عن عدد المعتقلين الذين أطلق سراحهم يوم الاثنين، ونقلت عن مسئول أمني توقعه بإطلاق سراح المزيد من السجناء في الأيام القادمة من سجون سرية مختلفة في عدن.
وكانت الوكالة ذاتها قد نشرت تحقيقين أحدهما العام الماضي، والآخر قبل أيام، وكشفت فيهما عن وجود محتجزين في سجون سرية تابعة للإمارات يتعرضون للانتهاكات.
ووجد تحقيق الوكالة أن الإمارات تدير شبكة من السجون السرية إما عن طريقها مباشرة، أو من خلال القوات التي تدعمها في عدن، وذكرت بأن التعذيب داخل تلك السجون منتشر على نطاق واسع.
وكان فريق خبراء الأمم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش كشفت أيضا وجود سجون سرية تابعة للإمارات ويمارس فيها التعذيب.
ونفت الإمارات أنها تدير أي سجون في اليمن، وقالت إن حكومة هادي هي من تسيطر بشكل كامل على تلك السجون، بينما قال وزير داخلية هادي أحمد الميسري في السابق إن وزارته لا تسيطر على السجون ولا تستطيع الوصول للمحتجزين دون إذن من الإمارات.
إلى ذلك ذكرت مصادر إعلامية وثيقة الاطلاع أن وفداً أممياً سيزور عدن خلال الأيام القادمة للاطلاع على الأوضاع هناك، وسيقابل مسؤولين في حكومة هادي وآخرين في تحالف العدوان على اليمن.
وفيما رفض المصدر الكشف عن طبيعة الزيارة بشكل كامل، قال بإن وصول الوفد إلى مدينة عدن له أهمية كبرى في الاطلاع عن قرب على مختلف القضايا المثارة هناك، خاصة بعد كشف تقارير صحفية وجود انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
وترجح مصادر يمنية أن تكون عملية الإفراج التي تقوم بها الإمارات للسجناء والمعتقلين في سجونها بمدينة عدن والمكلا خطوة استباقية قبيل زيارة الوفد الأممي، في محاولة للتخلص من هذا الملف.
وتداولت وسائل إعلام يمنية أنباء عن وجود توجه لحكومة هادي في إقالة مدير أمن عدن شلال شائع المتهم بارتكاب جرائم التعذيب بحق السجناء لصالح الإمارات التي يحظى منها بالدعم، وتدعم قواته في عدن أيضا.
وكان هادي الذي وصل عدن قبل أكثر من أسبوع استقبل وأعضاء من حكومته بعثة الأمم المتحدة المكونة من مساعد الأمين العام للشؤون الأمنية لمكتب الأمم المتحدة بيتر درينين، ومساعدة مساعد الأمين العام للشؤون الأمنية، ماشاء جيفري، ورئيس اللجنة الأمنية لمكتب الأمن والسلامة التابع للأمم المتحدة جوهاس كيكوب، وعدد من المختصين في مكتب الأمن والسلامة التابع للأمم المتحدة.