إنجاح الهدنة مهمة الجميع
جاءت الهدنة الإنسانية بارقة أمل لليمنيين جميعهم وخاصة في المناطق التي فرض عليها تحالف العدوان الحرب التي دمرت الأرض والإنسان يصاحبها الحصار الذي يقضي على ما تبقى من وجه للحياة في الأرض اليمنية.. فهل سيتمسك اليمنيون بتلك الهدنة والعمل على إنجاحها لتتجه إلى وقف دائم لإطلاق النار..
أنعشت الهدنة الإنسانية أمام المواطنين بالخروج من حالة الحرب وآثار الحصار الكارثية التي طالت الجميع دون استثناء ومن هنا يأتي أهمية صمود الهدنة واستمرارها والبناء عليها لكي تتحول إلى وقف نار ثابت، والعودة إلى المسار السياسي.. وبناء عليه فإن مسؤولية الحفاظ على بقاء الهدنة تقع على الجميع وليس على أطراف سياسية بعينها، كون الهدنة مطلب الشعب الذي عاني طويلاً من الحرب العبثية التي عطّلت كل شؤون حياته وفرضت عليه فواتير ثقيلة أنهكت كاهله المثقل أصلاً بالكثير من الهموم والمشكلات زاد عليه الحصار أعباء إضافية أخرى، حيث انعدمت معه الكثير من فرص العمل والبناء والتنمية وأعاد اليمن عقوداً إلى الوراء، حيث وصلت الأوضاع الإنسانية إلى مستوى أكبر كارثة بالتاريخ من صنع البشر، فجاءت الهدنة الإنسانية بمثابة ضوء الأمل في أخر النفق وفتحت أبواب الأمل والتطلعات واسعة لدى شعب عامل يقدس العمل ويعلي من شأن الإنتاج والإبداع وليس بحاجة إلى الدعم والمساعدة من الآخرين وكل ما يحتاجه فرصة للسلام يستعيد معها أنفاسه، ويعيد بناء وطنه ومعه حاضره ومستقبله المشرق والذي يليق به وبتاريخه المجيد، ومن أجل ذلك ستظل الهدنة تحت مجهر الشعب يراقبها ويراقب من يحاول العبث بها ويحرس حلمه بالأمن والسلام، وسيكون له الموقف المناسب في الوقت المناسب مع من يقف إلى جانبه وإلى جانب مصالحه العليا، وضد كل من يحاول إغراقه في دوامة الصراعات العبثية خدمة لمشاريع الآخرين..