أمانة الدعوة والفكر بالاتحاد تقيم ندوة بعنوان (الإسلام السياسي، والمعركة القادمة) للدكتور مصطفى محمود
أقامت أمانة الدعوة والفكر باتحاد القوى الشعبية ضمن نشاطها الفكري التنويري في برنامج ( قراءة في كتاب) ندوة بعنوان ( كتاب الإسلام السياسي والمعركة القادمة ) للدكتور مصطفى محمود .
وفي بداية الندوة التي أقيمت في مقر الاتحاد الرئيسي بالعاصمة صنعاء، رحب الأستاذ لطف قشاشة نائب أمين عام الأمانة المصغرة وأمين أمانة الدعوة والفكر بالحاضرين وقال نحن اليوم أمام شخصية عظيمة كانت تفكر فيما يحتاجه العقل الإنساني في سياق ما رسمه له الدين الإسلامي .
وأضاف: نستعرض اليوم كتاب ( الاسلام السياسي والمعركة القادمة) للمفكر الاسلامي الكبير الدكتور مصطفي محمود وهو غني عن التعريف و هو عنوان هذه الندوة
وقال: نحن في حاجة مهنية وملحة ان ننهل ونقرأ هذه الافكار والعقول لأنها تخلق عندنا وعيا وفهما لحقيقة ما جرى وما يجري وما سيجري.
وأكد قشاشة أن برنامج قراءة في كتاب حظى باهتمام كبير من قبل المجلس الأعلى للاتحاد وأمانته العامة المصغرة والاتحاديين بشكل عام، منوها أن البرنامج توقف لمدة سنة بسبب جانحة كورونا واليوم يعود وبقوة عما كان عليه.
وأردف قائلا: إننا يجب ان نثري هذا الموضوع ونوليه اهتماما كبيرا لما له من فائدة علينا جميعا ويمكن مستقبلا وفي القريب العاجل ان نكون قادة رأي تكون لنا كلمتنا ورؤيتنا التي نستطيع من خلالها ان نكون ورقة ضغط تعدل مسار الهمجية السياسية التي مورست وما زالت تمارس حتى اليوم في الاقطار العربية ونحن اليوم في امس الحاجة ان تتوسع مداركنا كما توسعت مدارك المفكرين السابقين.
وقال: المثقفون كثر لكن المثقفين ليسوا مفكرين، المثقف لا يرتقي ان يكون مفكرا والمفكر أعلى شأنا من العالم ، فهو الذي يسمع الرأي هو الذي يضع لنفسه نظريات في الحكم وفي الاقالة بناء على موسوعة وخلفية ثقافية واسعة اخذت من الفكر الاسلامي والفكر الانساني بشكل واسع حتى استطاع ان يصل الى درجة مفكر اسلامي ومفكر انساني .
وفي كلمة له قال الأستاذ إبراهيم الحبيشي عضو الأمانة المصغرة ، أمين الأمانة الجماهيرية والشباب أن الفكر الإسلامي غذاء العقول ويجب علينا أن ننهل ونستفيد مما طرحه المفكرون العظماء أمثال مصطفي محمود وإبراهيم الوزير وحسن البناء وغيرهم الكثير كي نصل إلى الحقيقة التي أراد الله أن يفهمها البشر ليصلون من خلالها إلى حياة حرة وكريمة .
كما أشاد الحبيشي ببرنامج قراءة في كتاب وأكد على ضرورة استمراره لما له من فائدة كبيرة ونتائج عظيمة تصب كلها في تحرير وتنوير العقول .
من جهته استعرض الصحفي والإعلامي امحمد الشميري نبذة عن الدكتور مصطفي محمود وأهم المراحل والمحطات في حياته وأعماله وفكره الإنساني وارتباطه الوثيق بالقرآن ومشواره الطويل في البحث عن الحقيقة
وقال: كان الدكتور مصطفى يتمتع بذهن حاضر دائماً والأمور لديه واضحة ومحددة وعندما ينفعل لموقف معين -سياسي مثلًا- تجده قد استطاع أن يكوّن رأيه في وقتها ودون تردد أو دون اللجوء للكتب والقراءات والبحث عن مصادر؛ فكله موجود في مخزون الذاكرة وتم استيعابه بشكل تام.
وأضاف أن مصطفى بنى منهجه العلمي منذ بداياته على طرح التساؤلات، والبحث عن إجابات حقيقية لها ومقنعة، وهذا منهج راقٍ أشار إليه الإمام علي (ع) بقوله: “مفتاح العلم السؤال”
وقال : لقد وجهت له تهمة الالحادالتي تم إلصاقها به لكنه أنكرها ، ولم يكن شكه على سبيل العناد والجحود، وإنما هي رحلة إعادة النظر في المسلمات للإيمان بها عن قناعة راسخة
وأضاف : لقد اعتبر حياته هجرة مستمرة نحو إدراك الحياة والبحث عن الحقيقة على مدى أكثر من ثلاثين عامًا بشيءٍ من التفصيل مستدلا بقوله “احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت ، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين”
وقال: لاشك أن هذه التجربة صهرته بقوة وصنعت منه مفكراً دينياً خلاقاً، لم يكن (مصطفى محمود) هو أول من دخل في هذه التجربة، فعلها الجاحظ قبل ذلك، فعلها حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، تلك المحنة الروحية التي يمر بها كل مفكر باحث عن الحقيقة، ان كان الغزالي ظل في محنته 6 أشهر فان مصطفى محمود قضى ثلاثين عاماً !
وفي مداخلة له قال إبراهيم المداني مدير مكتب الاتحاد إن هناك التقاء كبيرا في مفهوم الديمقراطية في كتاب الإسلام السياسي لمصطفى محمود عندما قال ( إن الديمقراطية ليست كفرا )وبين الديمقراطية في كتاب (على مشارف القرن الخامس عشر) للسيد المفكر إبراهيم بن علي الوزير بقوله ( إن الديمقراطية فطرة خيرة وهي أثمن مكتشفات الإنسان وأروع منجزاته وأغلى ممتلكاته ..أكدها الوحي..)