كلمات في رحيل فقيد الوطن النقيب مهيوب محمد ابو أصبع
قبل ان نكتب عن فقدان عزيز على قلوبنا يجب ان نتحدث عن أسرة عريقة في التاريخ إنها عائلة ابو اصبع التي قدمت – مثل سائر الأسر – قوافل من الشهداء في سبيل الوطن مرورا بالاحتلال العثماني لليمن وغيرها من الثورات وفي سبيل عزة اليمن وتحرير القرار اليمني حتى تكون اليمن حرة ابية فقدموا في سبيل ذلك خيرت شبابهم ليعيش اليمن حرا أبيا لا يخضع للهيمنة الاقليمية والدولية انها الحرية التي نعيشها اليوم ولو كانت صعبة لكن الحرية لا تأتي الا بالتضحية. نكتفي بهذا ونتحدث عن فقيد الوطن يقترب الوقت الذي أحس فيه بتلك اللحظات المؤلمة التي تلقيت فيها قبل أيام نبأ وفاة النقيب مهيوب محمد ابواصبع الذي رحل عن هذه الدنيا لقد دقت ساعة الحقيقة، لتزيد من معاناة ذكراه وبعده عن كل من يحب ألماً، زاد فيً على مدار الدقائق، ارتبطت معها نبضات قلبي، وتسارعت في الخفقان إلى درجة أني أحسست بأن قلبي كاد يخرج من موضعه لفقدان أخ عزيز وكريم في طباعة خفيف في حل قضايا أبناء منطقته وخرج عن نطاق القبيلة لاصلاح ذات البين في برط العنان وغيرها من المناطق وبذل في حل تلك القضايا بكل حب وترحيب ونال ثقة كل من وصل الى عنده لحل قضيته. إن صديقي الذي رحل عنا هكذا نطق قلبي باسمك، ألف عبارة محبة، أتذكر يوم جلوسنا على ما وقفت فينا علامات التعجب، وطرح السؤال في الوقت الضائع، ما من مجيب يرد لي تلك الأماني التي تمنيتها في ظل أمانيه. نحو مستقبلٍ لم تكتمل فيه نهاية حلم أصبح جزء من كابوس يومي، قد فرض على أن أعيش الحلم والحقيقة وحدي دون وجوده، غاب عني ساعة شوقي له لان الموت من السنن الكونية التي أقرها الله عز وجل على جميع مخلوقاته، سواء الإنسان أو الحيوان أو حتى النبات لأن الأرض هي محطة مؤقتة يمر عليها جميع البشر من أجل تعمير الكون وعبادت الله سبحانه وتعالى. إن الإنسان له موعد محدد يترك فيه الحياة الدنيا وينتقل إلى الدار الآخرة، وهناك يكون الحساب على ما فعله طوال حياته بالله عليكم أخبروني في أيِّ عام نحن؟؟؟ هذه الأيام المتكبرة الثقيلة المغرورة تسير بسرعة فتكنس معها أرواحنا وذاكرتنا وبقايا أحلامنا. أعتقد أنَّه في هذا اليوم رحل عنا بطل من أبطال ذو محمد سافر نقيبنا الهمام تاركاً لي فراغاً كبيرًا لا يحتمل وسوادا كئيبا لا يُطاق، رحل كغيمة مثقلة بالمطر ولم تهطل، رحل كقارب شراعي عانق الريح وحضنته الشمس. كانت معه سيارة قديمة بسيطة كبساطة نفسه ولكنها جميلة كجمال روحه، كنَّا نتجول بها في برط العنان عندما نلتقي في اجتماع لذو محمد وكانت ضحكته تملأ تلك السيارة ياله من فرح عندما نلتقي بكل حب ونناقش أي قضية من أجل جمع كلمة ذو محمد وال محمد وذو غيلان ودهم عامة. حين وصلني خبر وفاته لم أبكِ في ذات اللحظة لأنني لم اصدق خبر فقدان صديق بهذا الحجم، ولم أتمكن من استيعاب موت رفيق بهذا الوزن ولم أقتنع بموت رجل بتلك القوة والصلابة والروعة لكن بعد يومين امتصصت الحقيقة واستيقظت من نومي ومخدتي مليئة بالدموع، وقالت لي زوجتي: طوال الليل وأنت تبكي في نومك، انفجرت بعدها في البكاء كطفل فقد لعبته الحميمة التي تساوي الحياة رغم أنني مؤمن إيمانا عميقا بالموت وكنت متوقعا أن يموت صديقي لأنَّ حالته الصحية في سنته الأخيرة كانت سيئة وتسوء يوما بعد يوم هذا الرجل الذي عرفته كما أعرف نفسي وأكثر لا يمكن أن يسبح عقله إلا في فكرة عظيمة، أو يغوص في لحظة خالدة.
رحمك الله أيها الصديق الحبيب، وأرجو من الله أن يجمعني بك بأسرع وقت مُمكن، فوالله إنَّ الحياة بدونك لا طعم ولا نكهة ولا رائحة لها. فعظم الله لنا الاجر وعصم قلوبنا وزادنا صبرا لتحمل فراقه.
وتنمنى من أولاده المشي كما كان والدهم وقد ظهرت خطوات مبشرة بالخير من قبل ولده النقيب عبد الحميد مهيوب ابواصبع في السعي لحل قضايا في المنطقة وهي بشرى خير.
بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد