(تقرير) مواجهة العدوان أولاً.. و”العيد عيد العافية”
اعتاد المواطن اليمني تخصيص بعض مدخراته لمواجهة متطلبات العيدين الفطر والأضحى.. وهي المتطلبات التي تنحصر في ثلاثة أشياء أساسية: كسوة العيد، وجعالة/حلويات وكعك العيد، وثالثهما لحمة العيد.. ويضاف إلى هذه الاشياء الثلاثة مطلب رابع هو في الأساس مطلب يومي على مدار العام، إلا أنه في العيد يكون من ضمن المتطلبات العيدية الأساسية وهو (القات) تخزينة العيد.. مع أن هناك عديد من المواطنين لا يتعاطون القات في العيد ويفضلون اصطحاب أسرهم وابنائهم في رحلات ترفيهية إلى الحدائق والمتنزهات وخصوصاً حدائق الألعاب الكهربائية.
إلا أن عيد الفطر لهذا العام، وبعد أكثر من مرور قرابة تسعة أشهر من عدم صرف المرتبات، وبعد أكثر من عامين على عدوان غاشم وحصار شامل يشن ويفرض على بلادنا من أكثر من 17 دولة بقيادة المملكة السعودية وبتواطؤ أممي، لم يعد المواطن اليمني – على ما يبدو – يحتكم على أي مدخرات ليواجه بها متطلبات العيد.
والأهم من هذا وذاك أن لسان حال أغلبية المواطنين اليمنيين يقول: هذه هي الحرب، وهذه هي أخف وطأتها، وعلينا أن نصبر ونكتفي بما تيسر مما نستطيع توفيرها من متطلبات هذا العيد.. مع أن الأمر لا يخلو من تذمرات تصدر من بعض المواطنين.. وهي تذمرات غالباً ما تكون عفوية وناتجة عن عجز رب الأسرة من توفير أدنى المتطلبات لأولاده، والبعض من هذه التذمرات ليست بريئة وتأتي في قالب موجه المراد منه الإساءة والتشكيك في هذا وذاك ذات طابع سياسي تسعى لتلميع مكونات وجهات وأشخاص ما، هدفها كسب أوراق سياسية وإن غير عاجلة..
وعلى غير المعتاد يقترب العيد في ظل عدم ابداء أي اهتمام من قبل الوسائل الإعلامية بالعيد ومتطلباته.. حيث كانت الوسائل الإعلامية في السابق تسارع إلى اجراء الاستطلاعات والتحقيقات الصحفية عن متطلبات العيد وحالة السوق ومستوى الأسعار..
فعند متابعتنا هذه الليلة لما نشر عن العيد ومتطلبات وحركة السوق لم نجد سوى تقرير يتيم نشرته إحدى القنوات الفضائية زارت خلاله الأسواق والتقت ببائعين وبعض المواطنين.. أكد فيها بائعوا التجزئة أنهم يشترون البضائع من تجار الجملة بأسعار مرتفعة، ونتيجة ارتفاع الاسعار وعدم صرف المرتبات فإن حركة البيع قليلة جداً، بل ومتدنية إلى أقصى الحدود.
وبدورهم المواطنون التي التقت بهم هذه القناة الفضائية أثناء جولتها في الأسواق يشكون من عدم صرف المرتبات التي جعلتهم عاجزين عن توفير أدنى المتطلبات العيدية.. إلا أن الأغلبية يبثون شكوهم هذه مشفوعة بالاحتساب والصبر.. مؤكدين إن الأولوية هي لمواجهة العدوان ودحره وعدم تمكينه من بلوغ مراميه وأهدافه.
ولفت انتباهنا اثناء متابعتنا للوسائل الإعلامية لهذه الليلة 27 رمضان خبرين أحدهما حكومي من أمانة العاصمة يدعو جميع المواطنين إلى المساهمة الفاعلة والتعاون مع حملات النظافة في عموم المديريات استعداداً لاستقبال عيد الفطر المبارك.رمشيراً إلى أهمية مشاركة كافة فئات المجتمع في التوعية بالنظافة ورفع وتيرة العمل للحفاظ على بيئة صحية ونظيفة وإظهار العاصمة بمظهر لائق ومشرف. مثمناً جهود عمال النظافة والإدارات المختصة في القيام بأعمالهم في ظل شحة الإمكانيات جراء استمرار العدوان.
وكذا التأكيد على أهمية التعاون مع عمال النظافة للتغلب على مشكلة تراكم المخلفات في الشوارع والأسواق، مطالباً بضرورة الالتزام بوضع المخلفات في أكياس محكمة الإغلاق والاحتفاظ بها حتى مرور سيارات النظافة.
مصحوباً بدعوة وسائل الإعلام وخطباء المساجد وعقال الحارات إلى الاضطلاع بدورهم في توعية المواطنين بأهمية النظافة وضرورة تضافر الجهود للحفاظ على النظافة.. مع التحذير من خطورة تراكم المخلفات الذي يهدد سلامة البيئة.
والخبر الآخر أيضاً صادر عن أمانة العاصمة ويشير إلى تدشين مشروع توزيع كسوة العيد لأسر عمال النظافة بمدينة العمال سعوان مديرية شعوب التي تنفذه منظمة (أو بي أس) بالتعاون مع مجلس شباب أمانة العاصمة. ويستهدف المشروع حوالي 800 مستفيد من أولاد وبنات ونساء أسر عمال قطاع النظافة بأمانة العاصمة.
ونشير هنا إلى أن حكومة الانقاذ تنصلت عن صرف نسبة الـ”30″% من مرتبات الموظفين لشهر مايو/آيار 2017، رغم التزامها بذلك أمام مجلس النواب قبل شهرين.
ويبقى القول إن لسان حال أغلب اليمنيين: “العيد عيد العافية”.. فمواجهة العدوان أولاً.. ومع العافية والنصر سيتم الاحتفال كما يحب أن يقيمه اليمانيون وبمستوى عالٍ من الاهتمام والاستعداد لأعياد ما بعد النصر ودحر العدوان.
م.م