تقرير : ما وراء الذريعة الأمريكية في مكافحة ومحاربة الإرهاب!!
يرى غالبية المراقبين والمتابعين والمتخصصين في شئون الارهاب بأنه لا توجد جدية عالمية في مكافحة الارهاب ومحاربة التطرف، لأنه اذا كانت هناك جدية في هذا الامر فإنه يجب أن يتم من خلال انعقاد مؤتمر دولي في هذا الشأن, وتعريف الارهاب ومفاهيمه والتوافق عليها بين الدول العالمية ومجتمعها الدولي.
كما يجب أن يتم ذلك من خلال المؤسسات الدولية ذات الصلة وخاصة الامم المتحدة ومجلس الأمن، ويجب مكافحة الارهاب ومحاربة التطرف في جميع الجوانب المتسببة في انتشاره واتساع رقعته في الجانب الاقتصادي والمالي والاجتماعي والاعلامي والثقافي والمناهج التعليمية والتربوية والأمنية وأخيرا العسكرية
ويرون انه بغير هذا لن يتحقق أي نجاح في هذا الجانب بل ان العشوائية والاحادية في مكافحة الارهاب ومحاربته لا يؤدي إلا إلى انتشار رقعته وزيادة انتشاره بحيث يصبح خطر على العالم ويتحول إلى إرهاب دولي عابر للدول والقارات كما هو الآن.
أمريكا ومكافحة الإرهاب!!
وحسب المراقبون والمحللون السياسيون فان بدء انتشار الارهاب جاء من خلال قيام أمريكا وحلفائها الخليجيين في تشجيع المنظمات الاسلامية واستخدامها في افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي وتدريبها وتنظيمها وتسليحها، وقد نجحت في ذلك ونشرت الفوضى في تلك المنطقة واسقطت الدولة في افغانستان ونجحت في تفكيك الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو.
ماذا بعد افغانستان!!؟
وهنا يرى غالبية المحللين السياسيين والمتابعين لشئون الارهاب بأنه وبعد انجاز المهمة الامريكية باستخدام الارهاب ومع عودة المقاتلين الاسلاميين إلى بلدانهم شكلوا مشكلة ضد هذه الدول وبدأ انتشار الارهاب والتطرف واتساع شأنه ووصل إلى إحداث سبتمبر في أمريكا.
ماذا بعد أحداث سبتمبر في أمريكا!!؟
هنا يرى المراقبين والمحللين السياسييين بأن أمريكا تسرعت في استغلال الحادثة الارهابية في نيويورك لأغراض سياسية في العراق وأفغانستان بذريعة مكافحة الارهاب, وقامت باحتلال العراق وافغانستان, وحلّت الجيوش ونشرت الفوضى, وحاولت التقسيم واضعاف هذه الدول. ومع كل ذلك لم تنجح في كل أهدافها, وقد أدى هذا التنقل المنفرد الخارج عن القانون الدولي وشن الحرب واحداث الدمار إلى ردة فعل عكسية حيث انتشرت المنظمات الارهابية واشعلت الكراهية والحقد على الامريكان والدول المتحالفة معها في حربها.
وهنا نجد بأن الارهاب زاد انتشارا وقوة, خاصة بعد استخدام الغرب ودول الخليج للنعرات الطائفية والمذهبية لتفتيت المنطقة واضعافها وهذا زاد وهج التطرف والارهاب.
التخبط الامريكي في سياساتها تجاه منطقة الشرق الأوسط!!؟
هنا يقول المحللون وكذلك التقارير الصادرة عن أهم المجلات العالمية ومراكز الاستخبارات الدولية والبحوث والدراسات الاستراتيجية والمتابعون للشئون الدولية بأن الامريكان وخلال احداث الربيع العربي حاولت دعم الاخوان المسلمين لإسقاط الانظمة في منطقة الشرق الأوسط وشجعت الثورات الشبابية ومطالبها. وهنا أيضا اخطأ الامريكان بذلك لأن حركة الاخوان المسلمين تحولت إلى حكم اقصائي واستفادت من ذلك لدعم المنظمات الارهابية بالمنطقة, وزاد التطرف والعنف والارهاب واصبح قوة يصعب السيطرة عليها ومواجهتها.
استمرار الولايات المتحدة الامريكية وحيدة في مكافحة الارهاب ومحاربة التطرف!!؟
هنا تشير التقارير والمعلومات بأن الامريكان لم يستفدوا من اخطائهم السابقة في مجال الارهاب, بل ذهبوا إلى شن الحروب من خلال تحالفات محدودة مع بعض الدول, وذلك بغرض تحقيق مصالح سياسية واسقاط الانظمة المعارضة لها بحجة مكافحة الارهاب، فشنّت أمريكا حروبا مباشرة وغير مباشرة من خلال حلفائها عبر تشجيع الاقتتال ودعم بعض المنظمات الارهابية. كما شنت الحروب في سوريا وليبيا واليمن, وكل هذا نتج عنه مزيدا من الفوضى ونشر الارهاب واتساع رقعته وازدياد قوته.
إدارة ترامب وأول عملية أمنية في مكافحة الارهاب في اليمن!!؟
بعد تسلم ترامب للبيت الأبيض بدأ حكمه بشن أول عملية استخباراتية أمنية في اليمن في محافظة البيضاء, بغرض محاربة الإرهاب والقاعدة, وهذه العملية كما تشير التقارير والمعلومات الاستخباراتية كانت فاشلة بامتياز, حيث أدّت إلى مقتل حوالي 16 شخص بينهم 7 نساء و3 أطفال, وكذلك أدّت إلى خسائر في وسط المهاجمين الأمريكان ومقتل جندي وتدمير معدات للامريكان.
وبحسب التقارير والاستنكارات التي صدرت عن الأطراف اليمنية نجد أن هناك اجماع ضد هذه العملية التي قامت في اليمن من قبل كل المكونات السياسية, وخاصة المؤتمر الشعبي العام والحوثيين والإصلاح والحراك الجنوبي والأحزاب القومية البعثية والناصرية ومنظمات المجتمع المدني.
كما حمّلت العديد من الأطراف مسئولية الدم اليمني على الرئيس اليمني عبد ربه هادي والذي سمح للأمريكان بشن الهجوم وقتل الأبرياء لمساعدته على إعادته للسلطة كرئيس شرعي. وهذه العملية وغيرها ساعدت على تعزيز التنظيمات الارهابية التي انخرطت بالمقاومة مع هادي ضد الحوثي وصالح في صنعاء.
التحالف العربي وعدوانه على اليمن وانتشار الارهاب وازدياد قوته!!؟
كل التقارير والمعلومات تشير إلى أن أمريكا وبريطانيا مع دول التحالف بقيادة السعودية والامارات قاموا بشن حرب على اليمن بغرض استعادة نفوذهم, واعلنوا عن أهداف منها اعادة شرعية الرئيس هادي للسلطة. وأن هذه الحرب لم تحقق أهدافها بقدر ما أدت إلى تدمير البنية التحتية في اليمن وتدمير المطارات والمؤانئ والمدارس والمستشفيات والمساجد وصالات الأعراس والأسواق ومنازل المواطنين الأبرياء, وأدت إلى قتل الأطفال والنساء والشيوخ, وساعدت على انتشار التنظيمات الارهابية المتطرفة وسيطرتها على العديد من المناطق المهمة في الجنوب, ونشرت الكراهية والحقد بين شرائح المجتمع المدني.
وقد قُتل الكثير من الأبرياء من جراء القصف الجوي بالقنابل المحرّمة دولياً, والتي تم شرائها من أمريكا وبريطانيا. كما قُتل الكثير من المواطنين لعدم تمكنهم من العلاج بسبب الحصار الجوي والبري والبحري على اليمن. ومات العديد من المجاعة وانعدام الأدوية, وتم إيقاف مرتبات ومعاشات العاملين في اليمن, وذلك كله من قبل العدوان.
إن جرائم الحرب ضد الانسانية التي تمارسه دول العدوان ومنع المنظمات الدولية ذات الاختصاص والوكالات الصحفية من زيارة اليمن يدل على الخوف من ظهور هذه الفضائح أمام المجتمع الدولي, ويؤكد على حرب إبادة حقيقية تشن على اليمن من قبل أمريكا وبريطانيا والسعودية والامارات وبقية دول العدوان والمرتزقة الذي يتم جلبهم من دول مختلفة.
تعزيز دور الارهاب نتيجة للعدوان على اليمن!!؟
يرى المراقبون والمهتمون هنا، بالشأن اليمني وكذلك التقارير والمعلومات الاستخباراتية الدولية التي تم تسريبها بأن العدوان يستخدم التنظيمات الارهابية والمتطرفة في مساعدة هادي على العودة إلى السلطة وتؤكد هذه التقارير على الدعم المباشر من هادي لعبد الرب الذهب بالمال والسلاح بمساعدة الأمريكان والسعوديين. كما تم تعيين عدة محافظين في الدولة ممن هم في قائمة الارهاب منهم محافظ الجوف حسن أبكر ومحافظ مأرب العرادة ومحافظ البيضاء نايف القيسي ومدير أمن أبين عبدالله الفضلي ومستشار هادي عبدالوهاب الحميقاني وقائد المنطقة عبدالله الزيادي وغيرهم الكثير. وهؤلاء ينتمون إلى التنظيمات المتطرفة وخاصة القاعدة بالجزيرة العربية. ومن هنا نجد أن القاعدة اصبحت خطرا حقيقيا وتعززت قوتها ووجودها بالسلطة وسيطرتها على أغلب مناطق الجنوب في اليمن.
التعاون الأمريكي السعودي في مكافحة الإرهاب!!؟
يرى غالبية المراقبين والمهتمين بشئون الإرهاب ومنطقة الشرق الأوسط إن هذا التعاون المعلن لمحاربة الارهاب ليس مجديا وغير واقعي, لأن السعودية هي من يدعم التنظيمات الارهابية بالمنطقة, وهي سبب انتشار رقعته وتزايد قوته لدعمها المالي وتسليح هذه المنظمات الارهابية بأسلحة نوعية وخطيرة. ويرى المراقبون ايضا أن الأمريكان ليسوا جادين في مكافحة الإرهاب وحرب التطرف بقدر ما يتم استخدام هذه الورقة للتدخل بشئون الدول ونشر الفوضى, كما هو حادث اليوم في سوريا والعراق وليبيا واليمن. ولن ينتج عن هذا التخاذل في مكافحة ومحاربة التطرف والارهاب إلا تعزيز دور الارهاب الدولي ونشر الفوضى في المنطقة والعالم