الكوليرا السياسية ؟!!
ما نشهده ونسمعه اليوم من مهاترات سياسية بين شريكي الحكم السياسي في اليمن بات يقلقنا ويقلق المواطن ، الوضع لا يحتمل التأجيج ولا يحتمل المساجلات السياسية ، فهناك من يتربص بنا الدوائر ، وليس من المعقول أن يستطيع العدوان أن يجد ثغرة التفكك بين شريكي الحكم ليدخل صنعاء بعد أن عجز عن دخولها بعد عامين ونصف العام من الحرب .
ألا يكفينا الوضع المأساوي الذي نعيشه ، والأوضاع الاقتصادية المتردية ، والحصار الجوي والبحري والبري على يمننا الحبيب ، ألا تكفينا الأوبئة والأمراض المنتشرة والتي تكاد أن تفتك بنا ، وفوق هذا كله نجد شريكي الحكم والدفاع عن الوطن يكاد أن ينشب الصراع بينهما إن لم نقل الاختلاف .
ألا تكفينا الكوليرا الوبائية التي تتربص بنا ، لنخاف من الكوليرا السياسية التي تكاد أن تعصف بالبلاد والعباد ؟!!
الكل يعلم أن هنالك مخططا لتاجيج الاختلاف والصراع بينكما ، فلا تكونا لقمة سائغة يستطيع بلعها كل من هب ودب ورسم في مخيلته أن ينال من اليمن وشعبه الأبي .
أين أنتم يا عقلاء وحكماء اليمن ، مما يحاك للوطن ويدبر بليل من أجل النيل منه ومن الشعب اليمني .
لقد سمعت خطابي السيد عبد الملك الحوثي زعيم أنصار الله وكذا خطاب زعيم المؤتمر الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، ولم أجد فيهما سوى الاختلاف والاختلاف بعينه ، تكاد فتيل الصراع أن يشتعل وهذا بلا أدنى شك يخدم العدو وقدم له اليمن في طبق من ذهب .
الكل يعلم أن هنالك مخططا لتاجيج الاختلاف والصراع بينكما ، فلا تكونا لقمة سائغة يستطيع بلعها كل من هب ودب ورسم في مخيلته أن ينال من اليمن وشعبه الأبي .
نصيحتي للشريكين المتناكفين أن يسموا بأخلاقهم الوطنية فوق كل المسميات ، وان يكون الوطن نصب أعينهم ، وأن لا يدعان قيد أنمله فرصة للعدو ليستغلها .
أنتما أيها الشريكان مسؤولان عن هذا الوطن ، وأي خطأ ولاسيما في هذه المرحلة مهما كان بسيطا سيكون بكل تأكيد وبالا عليكما ، وسيعلم الجيمع انكما كنتما مدعاة لسقوط هذا الوطن في أيادي العدو الذي يتحين الفرصة لينشب بمخالبه ما تبقى من هذا الوطن العظيم .
لكنكما إن تجاوزتما مرحلة الاختلاف والصراع الذي قد ينشب ، فإنكما حقا تستحقان الاحترام من الشعب كل الشعب .
كونا كما عهدناكما حليفي هذا الوطن ، واستمرا في الذود والدفاع عنه مع القوى السياسية الشريفة في جميع ربوعه .
حفظ الله الوطن وأهله وجمع شمل حليفيه ولا نامت أعين الخونة الجبناء…