ورقة القادة العجزة للمفكر الإسلامي إبراهيم بن علي الوزير.. صرخة في وجه الزمن لإنقاذ الأمة

ورقة القادة العجزة للمفكر الاسلامي ابراهيم بن علي الوزير.. صرخة في وجه الزمن لإنقاذ الأمة
بقلم / إبراهيم الحبيشي
الجمعة 12 ديسمبر 2025-
في نص ناري يعبق بألم المأساة ومرارة الخذلان، كتب المفكر الاسلامي السيد إبراهيم بن علي الوزير ورقة تفضح الواقع وتنزع القناع عن جراح أمةٍ تئن تحت وطأة احتلالٍ غاشم ولا فقط بسرد المظالم أو تعداد الجرائم، بل يغوص في أعماق القضية ليكشف عن جذورها التاريخية وأبعادها المصيرية، مقدماً قراءةً تحليليةً وسرديةً تخلو من العناوين الفرعية لكنها تشتعل بكثافة الأفكار وعمق الرؤية.
يبدأ السيد ابراهيم الوزير من نقطة الألم الجامع ومشهد إراقة الدماء في أرض المسرى النبوي وفوق تراب فلسطين، ليعيد بناء الذاكرة التاريخية وينقض الرواية الصهيونية من جذورها. فهو يذكر العالم بأن القدس، تحت الحكم الإسلامي، لم تكن مجرد مدينةٍ تُحْتَل، بل كانت نموذجاً فريداً للتعايش بين الأديان السماوية، وكانت ديار المسلمين ملاذاً آمناً لليهود حينما كانوا يُضطهدون في اوروبا وهذه المقارنة التاريخية ليست استذكاراً للماضي بقدر ما هي إدانةٌ للحاضر؛ فسفك دماء الأبرياء وقتل المصلين وحملات التهويد لم تُكشف فقط عن وحشية المحتل، بل كشفت بالأساس عن مدى الحاجة إلى إعادة هذه الديار إلى طبيعتها كمدينة سلام وتسامح كما كانت تحت الحكم الإسلامي.
يتحول النص بعد ذلك إلى تفكيكٍ لأسطورة “التسوية” التي يُفْرَضُ عليها بالقوة والإرهاب. يرى المفكر السيد ابراهيم الوزير أن وحشية جيوش الاحتلال وعنصريتهم وهستيرياتهم الدينية تؤكد حقيقةً مفادها أن هذه التسوية لن تروي عطش المحتلين إلى الدماء، ولن تشبع جشعهم للتوسع، ولن تقضي على تطلعهم التاريخي لاستعباد البشر. منتقلا بعد ذلك من التحليل السياسي المباشر إلى التناول المصيري ومؤكداً أن قضية فلسطين والقدس أكبر من أن يحتكرها قائد أو شعبٌ بعينه، وأعمق من أن يتصرف بمصيرها جيلٌ من الأجيال أو “شرذمة من القادة العجزة المفلسين”. هذه العَجَز ليس عجزاً عن المواجهة فحسب، بل هو عجزٌ عن الفهم، وعن إدراك أن المعركة ليست على أرضٍ فحسب، بل على وجودٍ وكيانٍ ومصير.
يختم السيد الوزير نصه بدعوةٍ ملحةٍ وحقيقية تستلهم العبرة من الأحداث، وتستشرف المخاطر القادمة. فهو يحذر من أن الطبيعة الدموية للعدو ستأتي على الأمة وأرضها وثرواتها وبشرها جميعاً دون استثناء إذا لم تقف الآن وبكل ما أعطاها الله في وجه تيار الاستسلام والهزيمة. النداء هنا ليس نداءً عاطفياً، بل هو تحذيرٌ وجوديٌ يستند إلى سنة الله في الكون، مُستشهداً بالآية الكريمة “إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير”
وهكذا، يتحول النص من سردٍ للمأساة إلى تحليلٍ للتاريخ، ثم إلى نقدٍ لاذعٍ للواقع العربي والإسلامي، وانتهاءً بدعوةٍ ملحةٍ إلى الصحوة والمواجهة. إنها ورقةٌ لا تكتفي بتشخيص الداء، بل تقدم الدواء في صورة جماعية شاملة، تبدأ من الإيمان بالقضية ووعي عمقها، وتمر بنقد القيادات العاجزة، وتنتهي بالدعوة إلى التحرك قبل فوات الأوان. إنها صرخةٌ في وجه الزمن، وناقوس خطرٍ يدق لإنقاذ ما تبقى من كرامةٍ وأرضٍ وإرادة.




