لماذا يقوم الرئيس الكولومبي بما لم يقوم به الزعماء العرب؟

لماذا يقوم الرئيس الكولومبي بما لم يقوم به الزعماء العرب؟
الخميس 2 أكتوبر 2025_
أكد الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، اليوم الخميس، أنّ الولايات المتحدة وأوروبا “ستفقدان كل معنى للحرية والديمقراطية، إذا سمحتا للناس بالبقاء مختطفين لمجرد أنّهم جلبوا الطعام لشعب جائع”.
وفي إشارة إلى العدوان الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على “أسطول الصمود العالمي”، قال بيترو في منشور عبر حسابه في منصة “إكس”: “لا تزال هناك قوارب تصل إلى غزة. لا توقفوها. اجبروا العالم على الوصول”.
كما أكد بيترو أنّ على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “أن يفهم أنّه لن يتمكن من بدء أي خطة سلام، إذا لم يصل الطعام فوراً إلى سكان غزة”، مضيفاً أنّه “لن يكون هناك سلام إذا مات الناس جوعاً”.
وتابع الرئيس الكولومبي بأنّ “السلام سيبدأ للبشرية إذا خرج شعب إلى الشوارع من أجل شعب آخر، كما حدث الليلة الماضية في إيطاليا ودول أخرى”، عقب الاعتداءات الإسرائيلية على سفن أسطول الصمود.
وأضاف أيضاً: “يجب على مجموعة لاهاي أن تدعو إلى إضراب عام عالمي كبير”، احتجاجاً على ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي.
يُذكر أنّ بيترو كان أعلن، أمس الأربعاء، طرد كامل البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقية في كولومبيا، وإلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع “إسرائيل”، على خلفية اعتراض أسطول الصمود المتّجه إلى غزة، واحتجاز مواطنتين كولومبيتين.
وأكد بيترو أنّ احتجاز امرأتين كولومبيتين في أثناء إبحارهما في المياه الدولية، وهما تقدّمان دعماً إنسانياً لفلسطين، “يمثّل جريمةً دوليةً جديدةً ارتكبها” رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وأعلن أنّ وزارة الخارجية الكولومبية سترفع دعاوى قضائية، داعياً المحامين الدوليين للانضمام إلى المسار القانوني، ومشدداً على أنّ بلاده لن تقبل بأي انتهاك لحقوق مواطنيها في الخارج، أو مسّ بسلامتهم الجسدية أو حريتهم أو حقوق الإنسان.
في هذتا الصدد هناك من يتساءل لماذا يقوم الرئيس الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، بما لم يقوم به الزعماء العرب ؟
وللإجابة على هذا التساؤل يرى العديد من المتابعين بان الرئيس الكولومبي أولا وأخيرا إنسان وتربطه بالشعب الفلسطيني مشاعر الإنسانية ، وهذا ما يفترض ان يجمع كل البشر ، كذلك الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو يتخذ مواقف غير مسبوقة في دعمه لفلسطين، تختلف جذريًا عن مواقف معظم الزعماء العرب، وذلك لأسباب تتعلق بشخصيته، وخلفيته السياسية، وسياق بلاده التاريخي.
كما ان الرئيس الكولومبي لا يؤمن بالخطاب التقليدي ولا يكتفي بالإدانة، بل يدعو لتشكيل قوة دولية مسلحة لحماية الفلسطينيين، ويصف ما يحدث في غزة بأنه “إبادة جماعية” في موقف كبير.
كما انه لم يكتف بالادانه والخطاب الثوري بل اتخذ قرارات عملية ، لعل أهما قطع العلاقات مع إسرائيل، ووقف صادرات الفحم إليها، وفتح سفارة لفلسطين في كولومبيا.
وحسب متابعين فأن الكثير من الزعماء العرب يضعون علاقاتهم مع الولايات المتحدة وإسرائيل في مقدمة الحسابات، ما يقيّد تحركاتهم.
فمثلا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يرفض “المغامرة” بإدخال المساعدات بالقوة، ويوازن بين الأمن الداخلي والضغوط الخارجية، ويفضل دور الوساطة بدل المواجهة، وكذلك قطر والسعودية يفضلون دور الوسيط، ويتجنبون التصعيد العلني، رغم قدرتهم على اتخاذ مواقف قوية خاصة بعد قصف العدو الإسرائيلي للدوحة.
الخارجية اليمنية
على صعيد أخر اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين بصنعاء ، الاعتداء الصهيوني على “أسطول الصمود العالمي” المتجه إلى غزة انتهاكاً صارخاً وسافراً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان صادر عنها، أن اتفاقية جنيف الرابعة لعام ١٩٤٩، والبروتوكول الإضافي الأول لعام ١٩٧٧، يؤكدان أن على الاحتلال الصهيوني السماح بمرور المساعدات الإنسانية وعدم عرقلة وصولها إلى السكان المدنيين، ويجّرمان أيضًا الاعتداء على القوافل الإغاثية أو استهداف طواقمها.
وأشار البيان إلى أن الكيان الصهيوني يواصل، منذ عامين، فرض حصار مُطبق وظالم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في محاولة ممنهجة لتجويع أبناء القطاع، وكسر إرادتهم، ودفعهم للتهجير القسري من أرضهم في انتهاك صارخ للأعراف والقوانين والمواثيق الدولية.
وأشادت وزارة الخارجية بشجاعة المشاركين في “أسطول الصمود”، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضامن الإنساني، متحدّين الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني المجرم بحق أكثر من مليوني مدني في قطاع غزة، ومؤكدين أن الضمير الإنساني العالمي ما يزال حياً.
ولفت البيان إلى أن هدف “أسطول الصمود” تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، خاصة بعد أن فشل المجتمع الدولي في كسر الحصار المفروض عليه وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، الذين وصلت أوضاعهم حد المجاعة والانهيار الشامل.
وجددت وزارة الخارجية الدعوة للمجتمع الدولي الاضطلاع بدوره في إيقاف الإبادة الجماعية والحصار المفروض على غزة ومحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه المستمرة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
كما جددت التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الثابت والمساند للشعب الفلسطيني في غزة بكل الوسائل الممكنة حتى إنهاء العدوان ورفع الحصار المفروض عليه.
اقرأ أيضا:الأمين العام للأم المتحدة: هناك مقترح جديد بشأن اليمن