اخبار محليةثقافة وسياحة

زيارة لمدينة ثلاء التاريخية .. ورسالة لا بد منها للمجلس المحلي

زيارة لمدينة ثلاء التاريخية .. ورسالة لا بد منها للمجلس المحلي

  • بقلم : جمال الحضرمي

السبت 6 سبتمبر 2025-

قمت صباح الخميس 4 سبتمبر 2025م بزيارة لمدينة ثلا التاريخية بمحافظة عمران، والتي تعد واحدة من اقدم مدن اليمن تحضرا، ولها دور كبير في حياة اليمنيين، وتعكس تواجد الدويلات المختلفة وهي عاصمة للمنطقة الشمالية من صنعاء الى صعدة ونجران.

احد ازقة المدينة القديمة

ومدينة ثِلاء “بكسر الثاء” تنتمي إدارياً لمحافظة عمران الواقعة في شمال العاصمة، وتمثل مركز مديرية تحمل ذات اسم المدينة التي يمكن الوصول إليها من صنعاء عبر منفذ العاصمة الشمالي الغربي حيث تبعد عن صنعاء خمسين كيلو متراً تقريباً، تقطعها السيارة عبر طريق ممهدة تبدأ من حي مذبح في شمال غرب مدينة صنعاء وهو الحي الذي اسكنه ، وتمر في وادٍ ضلاع همدان، الذي أصبح جزءاً من نطاق العاصمة صنعاء، تتجاوز السيارة هذا الوادي إلى سلسلة جبلية ممتدة تمر فيها بعددٍ من القرى تفضي بك تلك السلسلة الجبلية إلى أرض مفتوحة ومنبسطة تحيط بها جبال من الجهات الأربع وتُدعى قاع المنقب ، وهناك تتنفس السيارة هواء طرياً؛ فتمضي في التهام ما تبقى من مسافة الطريق الممتد في خضم هذا القاع.

وقد تواصلت مع الاخ العزيز عالم آثار تلك المدينة ومتخصص بتراثها وهو الأستاذ/ خالد الزهيري مدير فرع الحفاظ على المدن التاريخية حيث سرد لنا عن تاريخها ومكانتها قائلا:

الكاتب مع خالد الزهيري مدير فرع الحفاظ على المدن التاريخية بمدية ثلاء

(مدينة ثلاء هي إحدى المدن اليمنية التاريخية، يرجع تاريخها إلى فترة مملكة حمير ، وهي واحدة من خمس مدن ضمن مواقع التراث العالمي المؤقتة في اليمن في قائمة التراث العالمي لليونسكو في فئة الثقافة (صنعاء ، وشبام حضرموت ،ومدينة زبيد ، وسقطرى ،وثلاء ) وتقع على بعد 50 كيلومتر (31 ميل) شمال غرب العاصمة صنعاء، وتتبع إدارياً محافظة عمران، ويبلغ تعداد سكانها 15000 نسمة حاليا عام 2025م .

ويرى بعض المؤرخين ان المدينة قد سميت باسم (ثلا بن لباخه بن أقيان بن حمير الأصغر) إلا أن اسمها قد اشتق من ثلئ أي كثير المال، ثم خففت إلى ثلاء على الألسن وصارت معروفة بهذه الصيغة ،وتعد ملجأ حصينا عند الحاجة، وقد حرص الملوك والأئمة الزيدية، الذين تولوا الحكم في اليمن، على إخضاع هذه المدينة لسيطرتهم، وفي العصر العثماني انطلقت منها الجيوش اليمينة لمحاربة التواجد التركي لليمن.، ويوجد فيها آثار حميرية قديمة منها حصنها المنيع المعروف بحصن الغراب الذي يسيطر على المدينة، ويرتفع عن سطح البحر ب2960م ،وفي فترة التواجد التركي تعرضت أجزاء الحصن الخارجية للتدمير، ومساحة المدينة الحالية مساحة تقدر بعشرين هكتاراً وهي محاطة بسور من الحجر يبلغ طوله1162م تقريبا، ويتخلل السور ستة وعشرون برجا بعضها دائري والبعض الآخر نصف دائري، ويتم الدخول إلى البرج بواسطة سلم يؤدي إلى ممر ينتهي بغرفة مزودة بعدد من المزاغل لرمي السهام، وللمدينة الحالية تسعة مداخل تفتح في السور هي: باب المشرق وباب الفرضة وباب السلام وباب الهادي وباب الحامد وباب الميّاح والباب الجديد وباب إبراهيم، وباب الفرضة الجديد وباب الحصن، ويكتنف كل باب برجان منيعان يجعلان اقتحامه مستحيلا، خمسة من هذه المداخل التسعة استحدثت على ما يبدو في القرن العشرين، وهذا يعني أن عدد الأبواب الأصلية للمدينة كانت أربعة أبواب فقط، ومن أبرز البرك المائية هي بركة جعدان جنوب المدينة وكذلك بركة باب الميّاح في الجزء الشمالي الغربي من المدينة الذي يعود تاريخ بناءها إلى ما قبل 2000 عام.. وبها نحو خمسون مسجدا وضريحا ، ومن أهمها الجامع الكبير الذي تم توسعته على ثلاث مراحل في السوق القديم ، وتقدم مدينة ثلا نموذجا من نماذج المدينة اليمنية الإسلامية من حيث التخطيط العام وطرق ومواد البناء، ومنشآت ثلا المعمارية:( الدينية كالمساجد والقباب والعمائر المدنية كالسوق والمنازل والحمامات العامة والمنشآت الحربية كالحصن والخندق والسور والأبراج هي العناصر الرئيسية التي توجد في المدينة العربية الإسلامية) .

رسالة لا بد منها

رسالتنا الى المجلس المحلي بالمحافظة ان تراجع الحركة السياحة في المدينة واضح وعدم الاهتمام بها، وتهدم أجزاء من السوق القديم، كما ان بعض المواقع والبرك المائية بحاجة الى صيانة ونظافة، كما ندعو المجلس المحلي في محافظة عمران الى صيانة الطرقات المؤدية الى المدن التاريخية في ثلاء وشبام كوكبان ، وإعادة الحياة الاقتصادية والازدهار الى المدينة التاريخية .

تصوير : د معين جمال الحضرمي

اقرأ أيضا:تعرف على الحصن الذي بنته الجن بحراز

صور لجامع ثلاء التاريخي

الصورة الرئيسية تظهر الإهمال الواضح للسوق القديم للمدينة التاريخية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى