الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لصوت الشورى عن التجهيل واستغلال القبيلة

الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لصوت الشورى عن التجهيل واستغلال القبيلة
يوميات البحث عن الحرية .. عن التجهيل واستغلال القبيلة!
- عبد العزيز البغدادي
الاثنين14يوليو2025_
لا ينبغي أن ينصرف ذهن القارئ إلى أن واو العطف للقبيلة على التجهيل في العنوان يعني المطابقة بين الجهل والقبيلة، واو العطف هنا ودائما يقتضي المغايرة!.وتاريخ القبيلة اليمنية حافل بالأمثلة التاريخية المشرفة ، التي تؤكد بأنها قبيلة اقرب إلى المدنية والتحضر من كثير من المجتمعات التي تبدو أنها قد غادرت موقع البداوة ظاهرا وهي في عمق البداوة جوهرا وحقيقة!.
والأمثلة على ذلك كثيرة اترك للقارئ حرية استعراضها منفردا من خلال السلوكيات الواضحة للأنظمة التي تمثلها.وتشويه الحقائق والتظليل من أهم أهداف الإعلام المظلل، ومع ذلك لا ينبغي أن نغفل أو نتغافل عن خطورة ما تقوم به الأنظمة الاستبدادية في تغذية عوامل تجهيل المجتمع بكل فئاته وطوائفه!. أن من أعجب العجائب أن يوجد محامٍ أو قاض أو سياسي ما يزال ذهنه وضميره بعيدا عن إدراك خطورة الوضع والحال الذي وصلت إليه اليمن من الانقسام والتشرذم و اللامبالاة والضياع بفعل هذا التسابق البائس لسلطات والأمر الواقع عديمة الشعور بالمسؤولية بسبب المصالح الشخصية الضيقة التي يضن أصحابها خطأَ المصالح المسؤولية بأن من حقهم السعي لتحقيقها والدفاع عنها ولو بارتكاب الجرائم، كما حدث خلال السنوات الـ 11 الماضية !.
أن الحكمة تقول : بأن ما فعله ويفعله المفتونون ببريق السلطة مفسدة مطلقة لما تعنيه من إضرار بالمجتمع. فلا يمكن أن يكون في الإضرار والإفساد بالمصلحة العامة مصلحة خاصة لأحد إلا إذا بلغت الأنانية والتوحش مبلغا يعمي ضمائر المتوحشين !.
وأبشع صور الاستغلال والإفساد الممنهج في تجنيد المصلحة العامة لخدمة مصالح خاصة السباق الواضح بين سلطات الأمر الواقع على استثمار حالة الوعي المتدني في أوساط المجتمع، وبشكل خاص في أوساط القبيلة اليمنية التي يظن بعض عتاة الإفساد المنظم والممنهج أن الحفاظ على المستوى من الوعي المتدني يخدم مصلحته في الوصول إلى السلطة وإبقائها في قبضته!.هذا ما كان عليه الحال في الماضي والذي ما نزال نعيشه في الحاضر بل ووصل الحال إلى ما هو أفظع!.
وفي أحيان كثيرة لا يكتفي المستبدون باستثمار الجهل وإنما يعمدوا وبكل همة وفعالية إلى إتباع سياسة التجهيل الممنهج للمجتمع غير مدركين أنهم بذلك يلعبون بالنار!.
فالجهل داء و وباء يمتد أثره ليشمل الجميع ولا يمكن التحكم في اتساع خارطة مداه كما يحدث مع من يستخدمون الذكاء الصناعي اليوم لاستهداف خصومهم بصناعة الأكاذيب ضدهم !.
ذكاء الإنسان الطبيعي الصانع المحكوم بالبيئة والوراثة بين البشر غير قابل أو قادر على استهداف فئة من فئات المجتمع لمصلحة أو ضد فئة أخرى إلا في الحدود المحتملة والتي لها قواعد معروفة وغير مفاجئة غالبا!.
إلى الإخوة الأعداء :
سفينة الوطن غير قابلة للتقسيم بإرادة طرف أو استمرار مرض الانقسام والعنصرية بكل صورها وأشكالها، والقبيلة اليمنية جزء مهم من المجتمع اليمني ،استغل عبر تاريخ اليمن أسوأ استغلال لمصلحة الحكام المستبدين الذين كانوا دوما حريصين على إبقاء حالة الجهل كما هي بل والتفنن في التجهيل كما أسلفنا وتكريس الفهم الخاطئ للقبيَلَة!.
والمسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عناصر السلطة التي ركزت جهودها في إساءة استخدام السلطة وفي تكريس المفاهيم الخاطئة عن الدين كطريق للوصول إلى السلطة مستغلين الحالة العاطفية للشعب اليمني تجاه الدين واستمرار البقاء في اسر هذه المفاهيم الخاطئة المخالفة لكل الآراء والمذاهب المستنيرة المتطورة بتطور الزمن والنابذة للتعصب والتكلس والجمود عند مواقف تاريخية لأمم خلت ( تلك امة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت).
أن القبيلة مسؤولة عن تسليم أبنائها لمن يسيء استغلالهم ويدمر عقولهم في المهد والمسؤولية الأكبر كما أشرنا تقع على السلطة التي تسخر الموارد العامة من الجبايات والإتاوات المجافية للعدالة والقانون ،وكلما تحصل عليه من موارد عامة أيا كانت نسبتها ومصدرها في خدمة المصالح الخاصة غير المشروعة بل وتعد من الجرائم التي لا تنتهي بالتقادم لجسامتها وعمومية أثارها.ولا شك أن وعي القبيلة اليمنية لم يعد متدنياً لان ثورة المعلومات أثرت تأثيراً ايجابيا في انتشار العلم وتمكن الجميع من الحصول على المعلومة !إلا أن وسائل الخداع أيضا تطورت ما يؤكد استمرار السباق بين المجرم وأجهزه ضبط ومحاكمة الجريمة كجزء من السباق المستمر بين الخير والشر!.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو:هل يحق لأي من سلطات الأمر الواقع أن تحاكم بعضها في ظل حالة الانقسام المشار إليها والمستمرة حتى اللحظة ؟من يتأمل المشهد اليمني منذ 2011 بعين فاحصة منصفة أو لديها قدر ولو ضئيل من القبول بالإنصاف سيجد أن حالة الانقسام قد طالت وان طول مدة الانقسام، يسقط الشرعية عن كل الأطراف المستمرة في الصراع لثبوت عدم قدرتها على بسط سلطتها على كامل الجغرافيا اليمنية المحددة قبل نشؤ الأزمة ومن يحقق ذلك ويثبت حسن النية من خلال إتاحة الفرصة لانتخابات ديمقراطية حقيقية نزيهة يشرف عليها طرف دولي محايد تؤدي إلى توحيد السلطة في سلطة واحدة يحوز نوع من الشرعية المؤقتة التي يتوجب على المجتمع الدولي الحقيقي دعمها !.
ولأن تحقيق هذا الهدف بات بعيد المنال في بلد يرى كثير من المراقبين بأنه يحتضر فإن الطرف المتضرر هو غالبية الشعب اليمني ، وهو من يجب أن يتجه بواسطة قواه الحية باتجاه تأكيد رفضه لهذه الحالة المزرية من التسابق على انتهاك حقوقه والتسلط عليه وتحويل العمل السياسي والعسكري إلى استثمار رخيص ودنيء يهدد وجوده وكيانه الوطني ، ولا بد أن يجد الطريق لإنهاء هذه الحالة وسيجده مهما كانت الظروف أو طال الزمن !.
لقد طالت حالة الانقسام وتبادل الاتهامات بين هذه الأطراف المجرمة بحق الشعب اليمني والتي تستبيح دماءه وأمواله ومقدراته !.
ووسيلة الشعب نحو تحقيق هدفه في إيقاف هذا التغول وهذا الاستهتار هو العمل بجدية نحو استعادة شرعيته التي تمزقت بدعم إقليمي استثمر حالة التمزق والضياع لخدمة أجندته !.
ومن ابرز أسباب عجز الأطراف المتصارعة على السلطة انشغالها بمصالحها الخاصة واستعانة الطرف الذي ادعى تمثيله للشرعية بطرف أثبتت الأيام والأحداث انه الأكثر حرصا على تمزيق اليمن حيث كشر عن أنيابه ومطامعه في أجزاء مهمة من اليمن والكل يعي ما أقول !.
ومن الغباء افتراض حسن النية بعد كل ما ظهر من سوئها وانتظار الخير من هذا الطرف الإقليمي الذي أساء إلى اليمن وإلى نفسه !.
الشرعية المفترضة لا تحتاج لكل هذه المغالطات والتلاعب بعواطف اليمنيين كل هذه المدة بمشاريع وهمية!.
الشرعية الحقيقية مستندة ومستمدة من الدستور ومخرجات الحوار وغيرها من الوثائق وقد بنيت عليها اتفاقات السلم والشراكة وغيره !.
وما أحوج اليمنيين إلى معرفة أنهم في غنى عن البحث عن مزيد من الاتفاقات والمواثيق ففي الدستور ما يكفي باعتباره الوثيقة القانونية والسياسية والوطنية وعقد أساس للشراكة الوطنية هكذا يفكر من يؤمن بالله حقاً ويمتلك قدراً من حب الوطن والتعايش مع الآخرين بسلام!.
وبداية التعبير عن مصداقية كل الأطراف إعلانها الاستعداد للتخلي عن السلطة والقبول بانتخابات لم تعد مبكرة بل متأخرة جداً وتسليم الأمر للشعب صاحب الحق في السلطة وبإشراف دولي محايد أي من الدول غير المتورطة في تأجيج الصراع خلال السنوات العجاف الماضية وهذا هو الحق الذي بات مقدساً اليوم ، ولعل ذلك يساعد هذه الأطراف المتورطة في التخفيف من تبعات ما فعلت بحق الشعب والوطن !.
قبيلة الوطن
عنوانها الدستور
وبابها اليقين
بأن العدل هدي الله
والشرك هدي الشيطان
والإنسان الحر هو الذي يؤمن
بأن العلم خير
والجهل شر!!.
اقرأ أيضا للكاتب:يوميات البحث عن الحرية .. غزوة ترامب الكبرى!
