اتحاد القوى الشعبيةاخبار محليةكتابات فكرية

القاسم بن علي الوزير.. عام على رحيل المفكر السياسي والشاعر اليمني الكبير

القاسم بن علي الوزير.. عام على رحيل المفكر السياسي والشاعر اليمني الكبير

  • بقلم : إبراهيم الحبيشي

الأحد11مايو2025_

تمرُّ علينا هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لرحيل عَلَمٍ من أعلام اليمن، ورائدٍ من رواد الفكر والأدب والسياسة، الأستاذ القاسم بن علي الوزير، الذي وافته المنية في ١٣ ذوالقعده ١٤٤٥ه بعد مسيرة حافلة بالعطاء والنضال من أجل الحرية والعدالة والنهوض بالوطن.

لم التقي به وعرفتة عبر بعض المراسلات بعد تولية رئاسة المجلس الأعلى لاتحاد القوى الشعبية ،بعد وفاة شقيقه الأستاذ إبراهيم (2014). لكن لعلّ أعمق الصداقات لا تُقاس باللقاءات، بل بذلك الخيط الرفيع الذي تنسجه الأفكارُ والمشاعر عبر الزمن. هكذا كان القاسم في عيني: مُعلّماً لم أجلس في فصلِه، لكنّي تعلّمت منه؛ صديقاً لم يصافحْني، لكنّ كلماته صافحتْ روحي.

عرف الظلم مبكرًا؛ إذ سُجن مع عائلته بعد فشل ثورة الدستور عام 1948م وهو في الرابعة عشرة من عمره. لكن السجن لم يكسر إرادته، بل كان محطةً لصقل موهبته الشعرية والأدبية. ليتحوّل لاحقًا إلى أحد أبرز الأصوات الشعرية والفكرية في اليمن والعالم العربي.

تميّز الأستاذ القاسم بن علي الوزير بأسلوبه الأدبي الرصين، الذي جمع بين عمق الفكرة وجمالية التعبير. ففي دواوينه مثل “الشوق يا صنعاء” و”أزهار الأحزان”، نجد لوحاتٍ شعريةً تعكس هموم الوطن وأحلام أبنائه. كما قدّم إسهاماتٍ فكريةً كبيرةً من خلال مؤلفاته مثل “في الديمقراطية” و”حرث في حقول المعرفة”، والتي تُعدّ مراجعَ أساسيةً في الفكر السياسي اليمني.

إلى جانب إبداعه الأدبي، كان القاسم بن علي الوزير مناضلًا شرسًا في ساحات السياسة. فقد أسس مع شقيقه الأستاذ إبراهيم بن علي الوزير حزب اتحاد القوى الشعبية عام 1961م، داعيًا إلى الشورى والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. كما ساهم في صياغة دستور الجمهورية العربية اليمنية والميثاق الوطني.

رفض المناصب الزائلة وآثر النضال من أجل المبادئ، حتى غادر الوطن مضطرًا بسبب مضايقات النظام السابق، لكنه ظلّ صوتًا للحرية من منفاه. في إحدى قصائده، كتب: “لا…لن أسير هنا مكاني فتركوني يا رفاقي أنا لهفة الشعر الطليق ولوعة الدمع المراق”.

لم ينفصل عن قضايا الأمة، فجعل من القضية الفلسطينية محورًا رئيسيًا في خطاباته، مُشددًا على أن “الحرية لا تتجزأ”. في إحدى قصائده، كتب: “يا فلسطين وهل يجدى البكاء قد بكيناك …بكيناك طويلا نحن لا نبخل بالدمع ….ولم نكتم الشكوى ..ولم نحبس عويلا”.

رحل الأستاذ القاسم بن علي الوزير جسديًا، لكن أفكاره وشعره ومواقفه باقيةٌ بيننا. ففي زمنٍ يعيش فيه اليمن أزماتٍ خانقة، تظلّ كتاباته ومقالاته منارةً تُضيء درب الأجيال نحو الحرية والكرامة. لقد كان رجلًا يؤمن بأن التغيير يبدأ بالفكر، وأن الأدب ليس ترفًا، بل سلاحًا في معركة الوجود والهوية. رحم الله الأستاذ القاسم بن علي الوزير رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جناته ، ورحم الله من سبقه ومن سار على دربه من الصادقين الأمناء على ماضي اليمن وحاضره ومستقبله .

اقرأ أيضا:اتحاد القوى الشعبية ينعي فقيد الوطن الكبير رئيس مجلسه الأعلى الأستاذ القاسم بن علي الوزير

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى