اخبار محلية

انفجار عطان 2015 ذكريات وشواهد لن تنسى

 انفجار عطان 2015 ذكريات وشواهد لن تنسى

الأحد21أبريل2024_ عبدالرحمن مطهر

 رغم مرور تسع سنوات ،لا يزال معظم الشعب اليمني خاصة في العاصمة صنعاء  يتذكرون كافة تفاصيل استهداف العدوان السعودي لمنطقة فج عطان جنوب العاصمة صنعاء بالقنبلة الفراغية  في يوم 20 أبريل من العام 2015.

هذه القنبلة التي تعتبر اكبر قنبلة غير نووية في العالم وهي القنبلة الفراغية في قصف منطقة فج عطان بالعاصمة صنعاء حسبما وصف الخبراء والتي أدت إلى تدمير العديد من المنازل والمحلات التجارية وأحدثت أقوى صوت هز العاصمة صنعاء .

 تختلف عن القنابل التقليدية لكونها تنفجر في مرحلتين: فالانفجار الأول يخلق سحابة من المواد المتفجرة، ثم تفجر هذه المواد في المرحلة الثانية تفجيرا قويا للغاية.

واستخدمت هذا النوع من القنابل في افغانستان والشيشان، كما يعتقد أن هذه القنبلة الجديدة صممت لتستخدم في الشيشان، لكن تم العزوف عن ذلك نظرا للدمار الذي كانت ستخلفه.

مواصفات القنبلة الفراغية (blu-118/b)

الرأس الحربي: حراري ضغطي.

التوجيه يكون ليزريا أو صاروخيا وفق منظومات تقنية محددة.

الوزن من 895 إلى 900 كلغم تقريبا.

الطول: 2.5 متر.

القطر: 0.36 متر.

وزن الحمولة المتفجرة: 254 كلغم.

الطائرة القاذفة: F-15 e.

وسميت أيضا بالقنبلة الفراغية لما تولده من ضغط سلبي (تفريغ) في موقع الانفجار يدوم لبعض أجزاء من الثانية … مما يؤدي إلى تدمير مضاعف بالمنطقة المحيطة بالهدف … وعلى عكس القنابل التقليدية التي تؤدي بسبب تعاظم الضغط الانفجاري الإيجابي في منطقة الهدف إلى تدمير السطوح والمواقع المواجهة للقنبلة فقط من دون تأثير يذكر على الجزء الخلفي من الهدف .. تعمل القنبلة الفراغية على تدمير الهدف من جميع الجهات وليس فقط من الجهة المقابلة للقنبلة ..

لا يزال كاتب هذه الأسطر يتذكر تفاصيل هذه الجريمة وكل ما حدث في حينها حيث حدثت هزة كبيرة إلى درجة ، بعد ذلك حدث الانفجار الغير مشهود مخلف دمار هائل وغير مسبوق، حيث تكسرت نوافذ المنازل وواجهات المحلات الموجودة في التحرير وسط العاصمة ، والذي يبعد عن مواقع الانفجار بحوالي عشرة كيلو متر .

 ظهرت كتلة ضخمة جدا من اللهب تقدر ارتفاعها بحوالي كيلو متر ، بسبب الانفجار الذي سمع في مختلف قرى ومناطق محافظة صنعاء كبني مطر وسنحان ومناخة بل وسمع الانفجار في محافظة عمران التي تبعد عن مكان الانفجار بحوالي 80 كيلو متر .

مشاهد يعجز اللسان عن وصفها لهول ما حدث من هزة ومن انفجار كبير ومن دمار ودموع ودماء وخراب .

 شاهد العالم لحظة الانفجار عبر شاشات التلفزة، والبعض الآخر شاهدها بالعين المُجَـرّدة، نيران كثيفة تصاعدت عمودياً نحو السماء  ، محدثة دمار كبير تقدر بأكثر من 2000 منزل ، من بينها مبنى قناة اليمن اليوم والذي تدمر كليا، كما نتج عنه المئات من الشهداء وإضعافهم من الجرحى.

منازل سكان قرية عطان تدمرت منازلهم كليا وذهبوا للاختباء في مجاري السيول .

مرأة كبيرة في السن من قرية عطان تم اخراجها من تحت الركام

الصخور من جبل عطان تطايرت، ووصلت إلى مسافات كبيرة، وأصابت عدداً من المواطنين، وحطّمت الكثير من السيارات، أما منازل المواطنين المجاورة للجبل، فقد تحولت إلى أطلال، وأجسادهم تحولت إلى أشلاء متفحمة، أما من بقي على قيد الحياة فقد هرب من منزله، ومن مقر عمله، بشكل هستيري لا يدري إلى أين؟ إنه مشهد مصغر ليوم الحشر.

الأطفال كانوا يصرخون بأصوات مرتفعة.

النساء كن يردّدن عبارات ممزوجة بالبكاء: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، وحركة مخيفة وازدحام في معظم الشوارع، وهلع كبير في أرجاء العاصمة.

الخونة في فنادق الرياض فقط كانوا سعداء والأكثر ابتهاجاً وفرحا بمشاهد الدمار والخراب والدماء والدموع لأطفال ونساء سكان العاصمة.

 عدد الشهداء في هذه الجريمة وصل إلى أكثر من 120 مدنياً، أما عدد الجرحى فقد بلغ 767مواطناً.. إنها الكارثة، إنها المصيبة، إنها الفاجعة.

في ذلك اليوم كانت أسرة شجاع الدين من ضمن مئات الأسر المكلومة، وكان لها نصيبٌ من الاستهداف ونصيبٌ من المعاناة والآلام والخراب والدمار والدماء .

ويقول صلاح شجاع الدين: إنه فقد أخته لينا عبد الرحمن قاسم شجاع الدين وزوجها عبد المؤمن عبد الوهَّـاب شجاع الدين وطفليهما ليث عبد المؤمن شجاع الدين “خمس سنوات”، أثناء هذه الجريمة المتوحشة، وإن الله عز وجل قد كتب للطفلة “ليال عبد المؤمن شجاع الدين” 12 سنة النجاة في ذلك اليوم، والتي راح ضحيتها الكثير من المدنيين.

من ضحايا انفجار عطان

كان يوم 20 أبريل نيسان 2015م، بمثابة يوم القيامة لسكان فج عطان بالعاصمة صنعاء، فقد فجع المواطنون من هول الانفجار، الذي كان “بقنبلة فراغية”، وقيل “هدروجينية”، تسببت بأكبر جريمة إبادة جماعية، وواحدة من أكبر مذابح العدوان السعودي بأسلحة أمريكية محرمة، التي ليس لها مثيلاً بحق الشعب اليمني، في القرن الحادي والعشرين.

ولادة في الشارع (وضع في الشارع)

أما الدكتور إسماعيل النجار فتحدث عن قصه من الواقع، حدثت ثوم الانفجار قائلا..

 محمد عبدالكريم شاب عمره 25سنة أما زوجته سامية عمرها عشرون سنة، حامل في نهاية الشهر التاسع المولود الثاني ، أسرة صغيرة متوسطة الدخل تسكن في حارة قريبة من حي الزهراوي ويعرف عن الزهراوي أنها منطقة خدمات طبيعة حيث يوجد مركز الزهراوي الطبي وفيه تخصصات مختلفة منها النساء والولادة ، والزهراوي منطقة خدمات تجارية ” سوق تجاري شعبي” يمتاز بوجود جميع أنواع الملابس وأدوات التجميل والأدوات المنزلية وكذلك سوق الخضر.

 ويعتبر الزهراوي من أهم المراكز الحيوية في أمانة العاصمة صنعاء ، وسمي بالزهراوي نسبة إلى الزهراء ، يحيط بمركز الزهراوي أربعة شوارع رئيسية تجارية ، شارع تعز ، شارع 45، شارع الصافية ، وشارع حديقة الزهراوي غرب موقع حي الزهراوي ، ويطل على شارع المحلات التجارية الثابتة وايضاً المحلات الغير ثابتة والبسطات ومحلات الزنك والطرابيل ” التي تستخدم في صنع الخيم “

 وصل محمد عبدالكريم وزوجته التي كانت تعاني من آلام مخاض الولادة لمركز الزهراوي ، تم الكشف عليها من قبل أخصائي النساء والولادة ، بعد الكشف رأت الدكتورة بأن موعد الوضع أو الولادة لم يحن بعد ، وطلبت منهما العودة للمنزل ، خرج محمد عبدالكريم وزوجته سامية متكئة عليه وتئن من آلام الوضع ، وما أن خرجت سامية وزوجها لشارع الحديقة أمام المحلات الثابتة والمتحركة وازدحام الشارع بالسيارات والمارة حتى انفجر صاروخ عطان في ذلك اليوم في تلك الساعة الحادي عشر قبل الظهر تقريبا   الموافق الاثنين 20/4/2015م كان وقع الانفجار شديد على صنعاء وخاصة المناطق المجاورة لمنطقة عطان و نتيجة الضغط الشديد والصوت المدوي قذف بسامية وزوجها مترين بالشارع.

فجأة حصلت الولادة وبدأ الجنين يندفع للخارج ، وعندما رأى محمد عبدالكريم زوجته تلد ، حلق عليها ليسترها من رؤية الناس ، وكان ينتحب ويبكي بصوت مرتفع وعيناه في اتجاه وجه زوجته ، وفي اتجاه الناس، و الناس في حالة ارتباك ، فمنهم من انبطح على الأرض والآخر خرج من منزله مع عائلته بدون بالطوهات (عبايات) أو حجاب وكذلك الأطفال ، ولشدة الانفجار الذي هز المباني واقتلع بعض الأبواب والنوافذ ، وكسر النوافذ الزجاجية . اختلط الحابل بالنابل وارتبك أصحاب المحلات والبسطات خوفاً على بضائعهم ، لم يعرف محمد عبدالكريم ماذا يعمل وكيف يتصرف فظل مستلقياً على زوجته ، وصوت بكاءه مرتفع ويديه تشير على بعض النساء المارات مستنجداً بهن ، اعتقد الناس أن محمد عبدالكريم وزوجته قد أصيبا من الصاروخ فهرولوا باتجاههما ، لكن محمد عبدالكريم يؤشر لهم بالابتعاد بيده خوفاً على انكشاف زوجته ، كان هناك بنت في العشرينيات من العمر تمر بجوارهم وهي تصرخ وبدون حجاب أو بالطو من هول الانفجار وما أحدثه من أضرار ، رأت سامية وهي تبكي وتشير بيدها ، كما رأت محمد عبدالكريم يصرخ ويشير لها مستنجداً فاقتربت منهما وقالت سامية وهيا تشير بيدها استريني أني أضع ( ألد … أني ألد ) لم تفهم البنت إلا بعد أن هدأت وتكررت عبارات سامية وزوجها وتبدل صراخها من خوف الانفجار لتنادي أمها التي كانت على مقربة منها وقالت لها : يا أماه المرأة تلد في الشارع أغيثيها ، فهرعت الأم باتجاه سامية وزوجها وصرخت طلباً للمساعدة في إحضار البطانيات، وتم جمع أعداد كبيرة من البطانيات ، وسلمت للنساء وبدورهن سلمت للمرأة، قامت المرأة بستر سامية بالبطانيات وسحبت بعض النساء محمد عبدالكريم بقوة من على زوجته وتم إزالة كل معيقات خروج الجنين وأصبحت ساحة الولادة نظيفة وسحبت بعض النساء بلطف الجنين للخارج ، ونسى الناس في تلك اللحظة وقع الانفجار وكانت أعدادهم كبيرة، وانصب اهتمامهم على موضوع ولادة سامية ، ليرددوا “لا حول ولا قوة إلا بالله” البعض يقول “سبحان الله العظيم” والكثير منهم يشتم ، وبمجرد معرفتهم انسحب الناس من المكان ، حتى أصحاب المحلات والبسطات المطلة تركوا محلاتهم وابتعدوا عن الموقع ، بل وشكلوا فرق عمل ، فالبعض قام بقطع الشارع من الجهتين ومداخل الشارع ، والبعض الآخر أوقف حركة سير المشاة ، وأصبح الموقع خالياً تماماً من الرجال والسيارات ، وعن بعد وفي نفس الوقت تجمعت أعداد هائلة من النساء سواءً من كن في سوق الزهراوي أو في الشارع للتسوق ، ومن بينهم الزوجة التي تركت أغراض التسوق خوفاً وهلعاً من الانفجار ، وكذلك النساء الهاربات من العمارات والمنازل ، وشلكن أكثر من حلقة حول سامية حتى تحجب الرؤية عنها وتتم الحركة والتصرف بسهولة وسلاسة ، بل وتم تشكيل فريق منهن للمساعدة ، البعض يحضر الماء والأخريات شفرة حلاقة حادة لقطع الحبل السري والمطهرات ، والبعض لجلب الملابس وتنظيف المكان من الدم، أما السيارات فقد وقفت على مداخل الشارع بعد أن عرفوا بالواقعة ، ومن لديه عائلة أنزلها للمساعدة.

قامت مجموعة من النساء الخبيرات بتوليد سامية ، والبعض الآخر إحضار مستلزمات الولادة . أما أصحاب المحلات أحضروا عبر النساء أعداد هائلة من الملابس للجنين وسامية ، الكثير من المتسوقين وأصحاب المحلات يدمعون عند سماعهم بموضوع الولادة ، بل وكثير من أصحاب السيارات على المداخل والمحلات والمتسوقين يضمون محمد عبدالكريم وهو يدمع ، والبعض اخرجوا من جيوبهم أوراقاً نقدية يمنية كبيرة أو دولارات أو ريالات سعودية ووضعوها في جيب محمد عبدالكريم ، وكان يرفضها ويخرجها من جيبه ويدفع بها لجيوبهم أو للأرض قائلاً لهم … الحمد لله مستورة ومرتاح مادياً . لكنهم اقسموا يميناً أن يأخذها ويعتبرها هدية للمولود.

ظل الجميع في انتظار انتهاء الإجراءات الأولية للولادة لتحمل سامية وزوجها والجنين ، ووصل الأمر للتزاحم والتنافس على تقديم سياراتهم ، وكان بين الناس شيخ ينادوه مرافقوه بالشيخ صومعة ” ويبدو أنه شخصية اعتبارية كبيرة مع مرافقين مسلحين ” فقام الشيخ صومعة بإنزال مرافقيه من سيارته والسيارة المرافقة له واقسم يمين مغلظة بأن سيارته هي التي ستحمل المولود ووالديه ، وجاءت سبع سيارات أخرى لتحمل الأغراض من بطانيات وملابس كبيرة للمولود وللأم، أهداها أصحاب المحلات وكذلك حملت المرافقات من النساء التي وصل أعدادهن إلى العشر نساء.

اتجه الجميع بموكب لأحد المستشفيات الأهلية الكبيرة ، وهناك خرجت المرافقات لاستدعاء الممرضات وإحضار العربة الخاصة بحمل سامية ومولودها إلى غرفة العناية الخاصة بالولادة .

النجاة من موت محقق

 يقول محمد العصامي عل صفحته بالفيس بوك :الحمد لله رب العالمين نجوت اليوم ورفيقي وائل من موت محقق. كنت في حدة بالقرب من فج عطان وتحديدا أمام النفق الجديد المؤدي إلى عطان من حدة. لم أدرى إلا وصوت صم أذني أنا ووائل وأمامي تسقط عمارة كبيرة مبنية من الزجاج. هناك من حرق وهناك من تحطمت سيارته فوقه وهناك من مات بسبب الزجاج المتساقط من العمارات. ولأننا كنا في السيارة لم نصب بأذى حتى من زجاج العمارة التي سقطت أمامنا. له الحمد والشكر. اضطريت للتجول في الشوارع بعد الانفجار لأن الشوارع كانت مزدحمة من الهول بعضهم ترك سيارات فارهة وهرب وأغلقت بعض الشوارع شاهدت أثار الدمار على كل العمارات. الاف العمارات تضررت ابتداء من شارع الستين وعطان وحدة والسبعين وحتى قرب هائل. ما لا يعرفه مجرمي الحرب أنهم قد يصيبوا هدفا أو لا يصيبوه لكن يكونوا قد قتلوا وجرحوا عشرات الأبرياء وخربوا آلاف المنازل

هكذا كانت الشوارع البعيدة عن موقع الانفجار

مشاهد أهوال القيامة لجموع الجثث والأشلاء المتطايرة والمتناثرة والدمار والجرحى والنزوح الجماعي إلى المجهول، وأعمدة الغبار، وسحب الدخان المتصاعد، والهزة الكبرى التي وصلت كل بيت في العاصمة ومحيطها.

الأمهات والأطفال والآباء، وجموع الأهالي يصرخون من يسعفهم، لتمتلئ مستشفيات العاصمة صنعاء بالضحايا والجرحى، و بعد ساعات  تطلق نداءات استغاثة، وحاجتها لكوادر طبية، وأدوات ومستلزمات جراحية وإسعافات أولية ومتطلبات العناية المركزة.

مصادر رسمية قالت عن قنبلة عطان، التي سمع انفجارها  جميع سكان صنعاء وشاهد وتضرر منها الآلاف : ” إنه لا يستبعد أن سلاحاً نوعياً محرماً تم تجربته من قبل العدوان السعودي الأمريكي على اليمنيين”، داعيةً لتحقيق وملاحقة دولية للمجرمين”.

كتلة من اللهب

أطباء مختصون أكدوا من خلال حالات الجرحى المسعفين إليهم أن الحالات تكشف عن استخدام العدوان لسموم فتاكة تؤدي إلى الاختناق، و تظهر أثرها في صدورهم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى