قراءة للصراع :العروش العربية مهددة واليمن قوة صاعدة والمقاومة الفلسطينية ستخرج أقوى
قراءة للصراع :العروش العربية مهددة واليمن قوة صاعدة والمقاومة الفلسطينية ستخرج أقوى
الاثنين11مارس2024_ قدمت الصحفية اليمنية منى صفوان قراءة عن ملامح الصراع في المنطقة والعدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي دخل شهر السادس وسط صمت دولي ، وتخاذل عربي غير مسبوق.
وكذلك عن انخراط القوات المسلحة اليمنية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني من خلال عمليات البحر الأحمر والعربي ، وتعرض اليمن لعدوان أمريكي بريطاني بسبب انخراطه في الصراع مع الكيان الصهيوني.
وقال صفوان الصراع دخل مرحلة اللاعودة، حتى بإقرار هدنة، فهذا لا يُعلن انتهاء الصراع، فوقف النار المؤقت شيء، حتى وان استمر لسنوات، وانتهاء الصراع شيء آخر.
فلقد تجاوز الصراع مع إسرائيل وأمريكا مرحلة “الاستسلام ” للواقع، برغم الرد العنيف على عملية طوفان الأقصى، إلا أن فكرة نزع سلاح المقاومة والمقاتلين، سواء في فلسطين أو خارج حدودها، لايمكن لأمريكا تنفيذها بسهولة، وكذلك لن تتمكن من تمرير فكرة التطبيع مع إسرائيل، وإنجاح هدفها بتصفية القضية.
الأمر معقد .. وخارج الحسابات الأمريكية
وقال هناك اليوم محور كامل يتحرك،وهناك نقاط حساسة في الجغرافيا خارج السيطرة والخطة الأمريكية ، ترسم خارطة الصراع، وتمهد لحرب إقليمية شاملة.
وتابعت قائلة أنه دون مبالغة، أمريكا اليوم تواجه محوراً صاعداً بقوة، يضم إليه حلفاء، ويرسم إستراتيجيته، وان بدا معزولاً في الإقليم من الدول العربية ، فهذه الدول وعلى رأسها مصر والسعودية أن كانت لا تدعم محور فلسطين ومقاومته، فأنها لن تجرؤ على دعم إسرائيل، حتى وان أرادت، وهذا يخرجها من مسار التأثير السلبي والايجابي، ويحولها لدول غير ذات قيمة في الصراع.
ولكن هذا لا يرضي أمريكا، التي تريد منها تنفيذ خطتها العسكرية في المنطقة على غرار حرب العراق في التسعينيات، وهذا لم يحدث الآن في اليمن، حيث تركها حلفاؤها وحيدة تحارب أنصار الله.
ورفضوا حتى ” الإمارات والسعودية ” السماح لأمريكا باستخدام أجوائها لضرب اليمن!
وهذا موقف غير عادي، ويؤرخ لمسار ومستقبل المنطقة، حيث لا حلفاء عسكريين لأمريكا هنا، والاهم أن لفلسطين حلفاء تنمو قوتهم، فالمحور الفلسطيني الصاعد بقوة، سيخرج من طوفان الأقصى واضح الرؤية والهدف، وأكثر تصميماً، على معركة التحرير، والتشويش سيكون عند الدول العربية الكُبرى، كالسعودية مصر الأردن والإمارات، لا هم حلفاء أمريكا، ولا ركن مهم في محور فلسطين.
سقوط منطقة الحياد
وتابعت منى صفوان في قراءاتها ، هذا الخذلان لفلسطين، وكذلك الانسحاب من المواجهة، إلى جانب ترك أمريكا وحيدة أمام غزة ولبنان واليمن ، ولعب دور الحياد السلبي من قبل العروش والجيوش العربية ، لن يكون مرضياً عليه مستقبلاً من الطرفين، المحور الفلسطيني، وأيضاً أمريكا وإسرائيل.
ففي رقعة الصراع لا يمكن أن تبقى جغرافية مصر والأردن والسعودية على الحياد، وهي تاريخياً رقعة الصراع الأساسية.
مشيرة إن العرشين الهاشمي والسعودي مهددان أكثر من أي وقت سبق، وهما اللذان قاما تزامناً مع المشروع الإسرائيلي، في إعادة رسم المنطقة قبل 8 عقود، لتكون الأردن وطن بديل لليهود، والسعودية، وريثة العثمانيين في الجزيرة العربية.
هذه الجزيرة في ركنها الأيمن، تنهض قوة جديدة ” اليمن مع أنصار الله ، تستفيد من تحالفها مع إيران، وحزب الله اللبناني، واستطاعت الخروج بعد عشر سنوات من العدوان السعودي الأمريكي عليها أكثر حضوراً وقوة، لقد حول أنصار الله اليمن لقوة إقليمية، وناصر كبير ومؤثر للقضية الفلسطينية، وعنصر أساسي في المحور الفلسطيني.
أما العرش الهاشمي فهو مرتبط بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وضع تحت هذا الارتباط ألف خط احمر تجاوزتها إسرائيل، وزلزلت كيان العرش الهاشمي، وفضحت تواطؤه، وخضوعه، لذلك أن سار ضد ما تريده إسرائيل ليحمي شرعيته، فانه يهدد نفسه، وكذلك أن صمت عن الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات، فهو يزيل شرعية بقائه!
فالأمر ملتبس ومرتبك، ومعقد لان الصراع دخل مرحلة اللاعودة، ولم يعد استقرار المنطقة مرتبطاً فقط بمسار التطبيع، بل بمسار التحرير.
مستقبل التطبيع
لذلك فالتطبيع السعودي وان تم، لن يغير من خارطة الصراع، بسبب وجود اليمن القوة الفاعلة في الجزيرة العربية، والركن المهم في المحور الفلسطيني، فهذا التطبيع أما أن يتحول إلى عبء سعودي ثقيل، لا يستطيع العرش السعودي إيفاء التزاماته تجاه إسرائيل وأمريكا، الأمنية والعسكرية وليس فقط الاقتصادية، خوفاً من رد فعل المحور الفلسطيني.
حيث سيطلب من السعودية بموجب هذا التطبيع أن تكون داعماً لإسرائيل في مواجهة أي قوة عسكرية، وهذا الالتزام العسكري والأمني سيكون ضد مشروع تحرر نهضوي بدأت ملامحه تتشكل في المنطقة، وجعل السعودية حامية إسرائيل سيعني وضعها في قلب المواجهة.
وان رفضت فهذا سيجبر أمريكا وإسرائيل لخلع وتغير النظام السعودي، وان وافقت فهذا يزيد الخطر، حيث ستشكل السعودية وقتها خطراً على الأمن القومي وإستراتيجية اليمن الدفاعية والملتزمة بالقضية الفلسطينية، وهذا يجعل اليمن مواجهاً للسعودية ومُهدداً لعرشها المتماهي مع المشروع الإسرائيلي في المنطقة.
رفض الإمارات
ففي الحالتين سيكون التطبيع اكبر خطر على كرسي العرش الذي ينوي محمد بن سلمان الانفراد به، عن طريق تسوية ارض الصراع، ويعتقد أن الاتفاق مع إيران، والتقارب مع أنصار الله سيبعد خطر التهديد، مع أن التطبيع سيكون مستقبلاً هو الخطر الحقيقي على العرش السعودي.
وهذا ما يحدث الآن للإمارات، التي لم تتمكن من التحرك بحرية في دعم إسرائيل خوفاً من إيران بعد تهديدات الحرس الثوري، ورفضت الاشتراك بحرب اليمن، مع بريطانيا وأمريكا، وهذا سيهدد مستقبلها السياسي، ويرجح احتمال حدوث انقلاب على النظام في ابوظبي
لذلك عمدت الإمارات للحصول على دعم اكبر جيش عربي في المنطقة “مصر” عن طريق زيادة الدعم الاقتصادي لمصر، لتضمن وجود الجيش المصري إلى جانبها في حال تنفيذ أي سيناريو انتقامي أمريكي ضدها، حدوث انقلاب من الداخل.
الأمور تسير إلى حقل مفاجآت كبيرة، لان الفاعل لم يعد واحداً في المنطقة، بل فاعلين كثر، وقوى صاعدة، وأخرى آفلة، وبالتأكيد أن إسرائيل اليوم لم تعد بكامل قوتها التي كانت عليها، وهذا يحول الصراع بشكل دراماتيكي أكثر.
منى صفوان_ صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF
اقرأ أيضا:وكالة “بلومبرغ” الأميركية تتحدث عن خسائر واشنطن ونقاط ضعف الغرب في الحرب على اليمن