كتابات فكرية

إلى رحمة الله الواسعة دكتور محمد شوعي الشرفي

إلى رحمة الله الواسعة دكتور محمد شوعي الشرفي

عادل شلي مع الفقيد في ندوة نظمها اتحاد القوى الشعبية بحجة حول الثورة الدستورية في العام 2019

 إلى رحمة الله الواسعة دكتور محمد شوعي الشرفي

*عادل شلي

غادرنا الدكتور العزيز/  محمد شوعي الشرفي، بعد رحلة حافلة بالعطاء والتوهج واللموع.

فهو السابق الذي لايلحقه لاحق منذ الصغر حيث ظهرت عليه إمارات الذكاء والنبوغ فكان لا يبتعد من الترتيب الأول أو الثاني طوال مراحل دراسته.

وقد تعين معيدا لمادة التاريخ بكلية التربية بحجة بعد تفوقه على اقرأنه في دراسته الجامعية

وكان لديه أسلوب مميز في تدريس مادة التاريخ وبفضله تحول التاريخ من حوادث وتواريخ إلى أحاديث وقصص وحكايات شيقة.

كان مسكونا بحب القراءة والبحث العلمي وكان مجلسه عامرا بالمثقفين والأدباء ومولعا بجمع المصادر التاريخية الخاصة باليمن في العصر الحديث ولهذا كانت رسالته للماجستير عن الثورة الدستورية 1948م.

فتحرى وبحث ونقب واطلع على مختلف المصادر التي أرخت لها في تلك الفترة وتمكن بهمته بالتواصل بكل من له صلة بها من الأحياء في الداخل والخارج وعمل المقابلات مع من عاصروها وشاركوا في أحداثها

وأحاط بها وعرف مالها وما عليها فكان المؤرخ الرصين الذي تحرى الحقيقة واخلص لها.

وكانت رسالة الدكتوراه عن تاريخ الصراع اليمني البريطاني من خلال المعاهدات والاتفاقيات التي وقعت بين حكومة اليمن بعد استقلاله عن الدولة العثمانية عام 1918م

وما تلاها من الأحداث حتى عام 1954م وما ترتب على هذه المعاهدات والاتفاقيات من الأحداث والتغيرات التي شهدتها اليمن والجزيرة العربية.

فكان نعم الباحث والمؤرخ والمنصف، وكان صاحب ثقافة موسوعية شاملة ونبع من المعرفة لا  ينضب إذا استمعت أليه تتمنى إلا يتوقف ولم يتطرق لحادثة تاريخية من زاوية واحدة وإنما يستعرضها بالتحليل المنطقي وبصفها من كل الاتجاهات ويورد سبابها ودوافعها ولا يخلص إلى نتائجها وما ترتب عليها إلا بعد أن تستوفي حقها من التحليل والتعليل.

 انخرط الدكتور الشرفي ،في الهم الاجتماعي وترشح ممثلا لمدينة حجة في المجلس فكان محل إجماع أبنائها وكان خير ممثل لهموم وأمال وتطلعات أبناء مدينة حجة.

واستمر في موقعه العلمي والأكاديمي وموقعه الاجتماعي يعطي بلا حدود.

والتحق بجبهات العزة والكرامة مع أول ضربة لطيران العدوان ونذر نفسه للجبهات ومواقع العزة والكرامة.

ترك موقعه الأكاديمي عميدا لكلية المجتمع وموقعه الاجتماعي ممثلا لمدينة حجة في المجلس المحلي بمحافظة حجة ليرابط في الجبهات وكان جبهة ثقافية وإعلامية متكاملة لم يعتريه الوهن والضعف يوما رغم التجافي والتجاهل وتركه وحيدا يواجه أوجاعه وأسقامه ولكنه طل ثابتا قابضا على جمر النضال ولم يعرف الانكسار إليه سبيلا.

 رحلة توهج ولموع توجها بالثبات فمنذ قاد فريق طائرة نصر حجة حصد الميداليات والكؤوس.

ومنذ تحضيره لرسالة الماجستير تحولت حجة من مفردة منسية ” وأخيرا حجة” إلى صانعة لأهم التحولات التاريخية.

عاش عزيزا أبيا لم يحني هامته يوما وظل ثابتا على مبادئه لايحيد عنها.

 لم يثنيه تنكر الرفاق عن أداء واجبه عجز المرض وقلة الحيلة أن ينال من عزته وكبريائه لم تزده الخطوب الكبار إلا اكتمالا والمرارات عزة وإباء.

عاش وفيا أبيا نقيا كهذا الشعب الذي لم تزيده تجافي ونكران الحكومات إلا عزة وشموخ وإباء.

كان وسيظل الدكتور محمد الشرفي مدرسة الإرادة والعزة والكرامة.

سيردد حكايات لموعه وتوهجه الباحثين والعلماء والمسكونين بالبحث عن الحقيقة.

وستردد الأجيال حكايات تشبه الأساطير عن تفوقه وتجاوزه لأقوى الفرق الرياضية عندما كان يقود فريق كرة الطائرة لنصر حجة.

وستحكي جدران وشوارع وحواري وقلاع وحصون وأشجار وحقول ومآذن وقباب مدينة حجة حكايتها وحكايته مع الزمان والحكام.

فسلام عليه ماتردد صوت الأذان وسلام عليه ما عانقت أشعة الشمس جبال حجة الشامخة وسلام عليه مافاض نبع القصائد والزوامل والأهازيج من أفواه وقلوب المبدعين وقلب الحقول والسواقي وسلام عليه مافاحت زهور البن والفل والكاذي في الدلال والفناجين وخدود الصبايا.

وسلام عليه في كل حين واوان، والى جنة الخلد ياصديقي وتعجز الكلمات أن تفيك حقك.

خالص العزاء والمواساة

وإنا لله وإنا إليه راجعون

المكلوم/ عادل شلي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى