2023 مستقبل قاتم أم تجدد الأمل..هذا ما ينتظر اليمنيين
2023 مستقبل قاتم أم تجدد الأمل..هذا ما ينتظر اليمنيين
الثلاثاء3يناير2023 من المعلوم أن الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة قد نجحت إلى حد ما في خفض حدة التوتر والقتال بين الجيش اليمني والتحالف العربي ومليشياته في الداخل.لكن الأزمة الإنسانية ما تزال تطحن أكثر من 19 مليون يمني من أصل 30 مليونا.
ويكافح اليمنيون لتأمين لقمة العيش بعد 8 أعوام من حرب وعدوان ضروس اندلعت في مارس/آذار 2015، في محاولة لإعادة الرئيس الذي خلعه التحالف عبد ربه منصور هادي إلى كرسي الحكم.
وبعد خلع عبدربه منصور هادي وتنصيب رشاد العليمي بدلا عنه من مجلس مشكل من ثمان شخصيات تم إنشاء مليشيات لها على الأرض ، يحاول تحالف العدوان اليوم الخروج من الحرب بماء الوجه وتحقيق نصر ولو معنوي من خلال البحث عن تجديد الهدنة المنتهية بشروطها السابقة في ظل رفض قاطع لصنعاء لذلك.
وتسبب القتال في تعطيل الحياة ومختلف الخدمات الأساسية، كالوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم ومياه الشرب وغيرها وغيرها الكثير من المستلزمات الضرورية لحياة أي إنسان.
بينما عجزت الحكومة الموالية لتحالف العدوان والمعترف بها دوليا، التي تتخذ من مدينة عدن عاصمة مؤقتة لها، عن معالجة الأزمة الإنسانية، بل زادت الأوضاع سوء في مختلف المحافظات المحتلة من قبل التحالف ومليشياته، وارتفعت الأسعار أكثر من عشرة أضعاف وتدهور سعر صرف الريال بشكل مخيف.
وتردّى الوضع الإنساني إثر نقل الحكومة الموالية للتحالف للبنك المركزي من صنعاء إلى عدن جنوبي البلاد عام 2016، وامتناع الحكومة عن صرف رواتب الموظفين رغم سيطرته على مختلف الإيرادات السيادية كالنفط والغاز.
تحسّن طفيف
ومنذ ابريل الفائت ، منحت الهدنة اليمنيين الأمل، إذ سمحت بدخول شبه منتظم للوقود عبر ميناء الحديدة غربي البلاد الخاضع لسيطرة الإنقاذ ، لتنتهي واحدة من أكثر الأزمات اليومية تأريقا. وأتاح ذلك تسيير رحلات بين مطاري صنعاء وعمّان، رغم مطالبة صنعاء بان ذلك لا يكفي ،والمطالبة برفع كامل للحصار عن جميع المطارات والموانئ اليمنية، ليُختصر سفر اليمنيين للخارج، ومن بينهم مرضى وكبار السن، إذ كانوا يقطعون طرقًا جبلية وعرة تصل إلى 20 ساعة للوصول إلى مطار عدن (جنوب) البلد المنكوب.
كما قلّ عدد الضحايا المدنيين. ووفق المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، فإن فترة الهدنة (2 أبريل/نيسان-2 أكتوبر/تشرين الأول) شهدت تسجيل أقل عدد من الضحايا منذ بداية الحرب، وتراجعت فيها حركة النزوح الداخلي.
لكن في المقابل لم تشهد العملة الوطنية الاستقرار اللازم بل زاد انهيارها لأدنى مستوياتها في المحافظات المحتلة من ثبل التحالف ومليشياته. ورغم الوعود السعودية والإماراتية بمنح البنك المركزي وديعة بقيمة 3 مليارات دولار، واستئناف الحكومة تصدير النفط إلا أن ذلك لم يتم.
وحذرت الأمم المتحدة من تراجع تلك المكاسب بانهيار الهدنة، وتآكل القوة الشرائية للأسر اليمنية خلال عام 2023 في ظل اضطراب الاقتصاد. وقال تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن نحو 21.6 مليون شخص سيحتاجون للمساعدة.
وأوضح أن حوالي 17.3 مليون شخص يُقدر أنهم بحاجة إلى الأمن الغذائي، و20.2 مليونا يحتاجون للخدمات الصحية، و15.3 مليونا يحتاجون للمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي. ويستورد اليمن 90% من احتياجاته الأساسية، وقد تسببت الحرب الروسية الأوكرانية بزيادة أسعار المواد الغذائية.
وقالت المتحدثة باسم المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي ريم ندا، للجزيرة نت، إن البرنامج اضُطر إلى تخفيض المساعدات الغذائية لليمنيين، نتيجة فجوات التمويل والتضخم العالمي وآثار الحرب الأوكرانية، فبالتأكيد الحرب الأوكرانية هي الأولى بالدعم من وجهة نظر الغرب .
وأضافت “مضطرون إلى تخفيض المساعدات المقدمة لخمسة ملايين شخص إلى أقل من 50% من الاحتياجات اليومية، وتخفيض المساعدات إلى 8 ملايين شخص بنسبة 25%، وستتوقف أنشطة برامج الصمود وسبل العيش وبرامج التغذية والتغذية المدرسية لـ4 ملايين شخص”.
ووفق تقرير مكتب الشؤون الإنسانية، فإن بيئة العمل الإنساني ما تزال مقيدة بشدة، إذ تستمر العوائق البيروقراطية في تأخير وإعاقة إيصال المساعدات. وعلى مدى عام 2022، زادت الحوادث الأمنية، بما في ذلك سرقة السيارات والاختطاف والهجمات على العاملين في المجال الإنساني.
وتتجلى صور المأساة اليمنية في مخيمات النازحين التي تفتقر لمقومات الحياة الأساسية فزيارة واحدة لمخيم النازحين في ضروان 50 كيلو تقريبا من العاصمة صنعاء شمالا كافية لمعرفة كيف يعيش النازحون في تلك المخيمات.
ووفق أحدث إحصائية أممية، فإن أكثر من 4.3 ملايين يمني فروا من ديارهم للعثور على الأمان في أماكن أخرى داخل بلدهم.
أوبئة من العصور البائدة
أصبح البقاء على قيد الحياة في اليمن أشبه بمعجزة، في ظل تفشي الأوبئة وتعطل نصف النظام الصحي بسبب الحرب ونقص التمويل وتفشي مختلف الأمراض التي كان قد نسيها العالم .. وبات 19.7 مليون شخص بحاجة إلى الرعاية الصحية معرضين للخطر.
وعادت أوبئة للظهور رغم تخلّص العالم منها في القرن الماضي، مثل شلل الأطفال والنكاف والحصبة والتيتانوس وفيروس الكبد الوبائي والكوليرا والملاريا والحُمّيات. وتسببت الحرب في معاناة 8 ملايين يمني من مشاكل نفسية، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ووفق تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن أمًّا و6 مواليد يموتون كل ساعتين في اليمن بمضاعفات تحدث أثناء فترة الحمل وأسباب يمكن تجنبها في الظروف الطبيعية، أبرزها انعدام الخدمات الصحية أو ضعف الرعاية المقدمة.
كما يعاني حوالي 2.2 مليون طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد، بمن فيهم أكثر من 500 ألف طفل يصارعون للبقاء على قيد الحياة، يصل 50% فقط منهم إلى مراكز التغذية العلاجية لصعوبة حصول أسرهم على تكلفة المواصلات.
يقول جميل العبسي وهو طبيب في مستشفى الجمهوري بتعز وهي من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا ..يقول أن المنظومة الصحية في البلاد منهارة، بينما تشهد المرافق الصحية نقصا في الإمكانيات الطبية.
ورغم أن المستشفى الجمهوري بتعز ، يعد احد أكبر مستشفيات مدينة تعز،ومع ذلك أعلن في مناسبات عدة توقفه عن العمل بسبب نفاد الوقود، ويقول أحد الأطباء أن كثيرا من النساء والأمهات يتوفين بسبب غياب الرعاية الصحية ومتابعة الحامل منذ شهورها الأولى حتى الولادة الآمنة، وهذا سببه عدم وجود الأطباء المتخصصين.
وغم ضبابية المشهد العام والمستقبل القاتم إلا أن عبدالعزيز العقاب جدد الأمل بان يكون العام 2023 هو عام السلام في اليمن.
وقال في تغريدة له على تويتر كما بشرناكم عند بداية العام ٢٠٢٢م وقلنا أنه سيشهد توقيع الهدنة ووقف الحرب وذلك ماحدث.
والآن ومع بداية العام الجديد ٢٠٢٣م أبشركم وبكل ثقه بأنه عام الحوار والسلام في اليمن وسيتم تسليم المرتبات وفتح الطرق والمونئ والمطارات وسوف يشهد حوارات حقيقية وفق آليات عملية وضامنة ومشاركة وطنية.
أقرأ أيضا:العجري:دول التحالف مستعدة لتلبية كل رغباتنا إن أردنا ذلك