مأرب: القبائل تتفق مع (أنصار الله) و(الإصلاح) يدفع بـ(الجنوبيين) إلى (محرقة باليستية)
أكدت مصادر في محافظة مأرب، أن عدد قتلى ميليشيات الإصلاح وتنظيم القاعدة، الذين سقطوا في جبهة (نخلا) نتيجة استهدافهم بصاروخ (باليستي) من قبل الجيش واللجان الشعبية، بلغ حتى الآن (48) قتيلا، في حين أصيب (35) معظمهم بجروح خطرة.
وأشارت المصادر، إلى أن صاروخا (باليستيا) وقع عند تجمع المقاتلين الذين وصلوا إلى (نخلا) من أبين وشبوة.
ومن بين القتلى القيادي (زايد الشنيني الفضلي)، في حين لا يزال مصير قائد جبهة (نخلا)، (أبو منيرة المقرشي) غامضا.
ودعا ناشطون جنوبيون، إلى التحقيق في عملية الاستهداف متسائلين كيف يتم تجميع عشرات المقاتلين في مكان واحد، لاسيما مع اختراق قوات الجيش واللجان الشعبية، الاستخباراتي لصفوف ميليشيات هادي والإصلاح.
وبالتوازي، مع تقدُّمها الكبير في أطراف مدينة مأرب، ونجاحها أوّل من أمس في التوصّل إلى اتفاقات مع مشائخ قبليين قضت بتحييد جبهتَين من جبهات غرب المدينة وجنوب غربها، تَمكّنت قوات الجيش واللجان الشعبية، من السيطرة على معسكر دهشة في منطقة كوفل الغربية، ومنطقة حمة عامر أقصى شرق مديرية صرواح. بالتوازي مع ذلك، وتنفيذاً لاتفاق أُبرم مع قبائل بني ضبيان، انسحب الجيش و(اللجان الشعبية) من منطقة شعب جميلة جنوبي صرواح، مقابل التزام القبائل بعدم السماح للطرف الآخر بدخولها. وفيما تصاعدت المواجهات في منطقة الكسارة غربي مأرب، وفي أطراف صرواح، استطاعت قوات الجيش واللجان الشعبية، التقدُّم في تباب (الراء) وخطّ الأنبوب النفطي. وفي منطقة الزور الواقعة بمحاذاة الطلعة الحمراء في بوابة مأرب الجنوبية، توقّفت المواجهات جرّاء توصُّل الجيش و(اللجان) إلى اتفاق مع شيخ المنطقة، (عبد الله محمد طعيمان)، قضى بتجنيب (الزور) وضواحيها المعارك. وقالت مصادر قبلية، إن (طعيمان) التزم بإخراج ومنع أيّ تجمّع لقوات هادي حول المنطقة، مقابل عدم دخول قوات صنعاء، واستخدام الخطّ الاسفلتي.
في هذا الوقت، قادت السعودية ووزارة الخارجية في (حكومة هادي)، نشاطاً دبلوماسياً كبيراً، من أجل التسويق لكون ما يحدث في مأرب ردّاً على الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام في اليمن. وهو ما نفاه نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ في صنعاء، (حسين العزي)، الذي ذكّر بأن معركة مأرب معركة مفتوحة، وليست جديدة حتى يتمّ تصويرها كأنها جبهة مفتعلة. وقال (العزي)، في سلسلة تغريدات على حسابه في (تويتر)، إن (كلّ الاتهامات التي يسوقها العدوان ومرتزقته (لنا) بأننا مَن يرغب في إطالة الحرب، محض تضليل)، متّهماً حكومة هادي بـ(العمل على التشويش على جهود السلام، وإحباط أيّ توجّهات حقيقية لإنهاء العدوان). ولفت مسؤول العلاقات الخارجية في حركة (أنصار الله) إلى أن خصوم الحركة (أشعلوا فتيل التصعيد منذ ظهور التوجّهات الدولية الداعمة للسلام، ومع ذلك أظهرت صنعاء مستويات عالية من ضبط النفس، إلا أنهم ضاعفوا اعتداءاتهم بشكل ممنهج، وعلى نحو مستفزّ، سواء على الصعيد العسكري، أو بمواصلة احتجاز سفن المشتقات النفطية وتضييق الحصار على الشعب). كما ذكّر بأن ما يجري في مأرب جاء بعد (إقدام ميليشيات الإصلاح على اختطاف عدد من النساء، وهو فعل مستفزّ وخادش لقيم الشعب اليمني بكل مكوّناته)، معتبراً التصعيد (ردّ فعل طبيعياً على تلك الجرائم والانتهاكات). ودعا (العزي) إلى (اتخاذ قرارات شجاعة من الجانبين (صنعاء والرياض) بالوقف الفوري للحصار والغارات الجوية والصاروخية، لينطلق على إثر ذلك قطار المفاوضات (…) نحو السلام الشامل والمستدام).
من جانبه، رأى رئيس الوفد الوطني المفاوض (محمد عبد السلام)، أن (المواقف الداعية إلى وقف الحرب ورفع الحصار وحظر بيع الأسلحة لدول العدوان وإنهاء الوجود الأجنبي من اليمن مواقف إيجابية وداعمة للحلّ السياسي في البلاد)، إلا أن صنعاء تطالب بوقف فوري وكامل للعدوان والحصار قبل الدخول في أيّ مفاوضات. ووفقاً لمصادر سياسية، فإن هناك بالفعل تحرّكاً إقليمياً ودولياً كبيراً لتحقيق هذا المطلب، لكن تلك التحرّكات لا تزال في بداياتها.