الطابور الخامس وصناعة الفشل
لم يطلق اسم الطابور الخامس على الخونة والعملاء هكذا مجازفة وانما لحجم التأثير السلبي الذي يحدثونه في الجبهة الداخلية لتمكين الاعداء من السيطره وبسط النفوذ على بلدانهم وفي كثير من الاحيان لا يعمل هذا الطابور فقط أيام الحروب والعدوان وانما يمتد عمله في الايام العاديه التي لا تتعرض فيها البلاد لعدوان او حروب عبر أجندات مرسومة من العدو ينفذها لهم عملاؤهم لإضعاف الدولة والنظام ويكثر في هذه الأجندات عناوين التشويه والتشكيك بالمنجزات التي تتحقق على أرض الواقع من قبل الدوله سعيا للقضاء عليها خاصة عندما تكون هذه الدوله صاحبة مشروع تحرري مستقل تحافظ عليه وتدير سياساتها العامة على أساسه ..
بل يتعدى تاثير هذه الفئه حتى لو لم يكن في البلاد حرب او نظام مستقل وانما بأن يصبح الطابور الخامس نفسه هو النظام ولكن بدرجة عميل لا أكثر ولا اقل وهو ما اوجده المستعمر من انظمه بعد ان نالت بعض البلدان الاستقلال من الاستعمار المباشر ولكنه انتقل الى الاستعمار غير المباشر والذي نتج عنه سلب الدول الى اليوم قرارها وسيادتها وثرواتها ..
لذلك فالدور التخريبي للطابور الخامس لازال هو المائل امامنا كمشاريع منبطحه تدار من السفارات الاستعمارية وتقضي على اي مؤشر لانطلاق مشاريع التحرر والاستقلال في تلك البلدان ..
من خلال ما ذكرناه وبإسقاط الوضعية على بلادنا الجمهورية اليمنية التي تعاني من عدوان وحصار فإن الطابور الخامس بأمثلته السابقه حاضره بينه فالأول حاضر كاصوات نشاز تظهر في المناطق المحررة والتي يديرها المجلس السياسي الاعلى تكثر من التشكيك والتشويه لكل الانجازات التي تتحقق على الارض وكلها اصوات مدفوعة الاجر وممولة من دول العدوان باستثناء بعض الاصوات التي ثبتت على الارض واعلنت مناهضتها ورفضها للعدوان وأدواته ولكنها وقفت كصوت وطني حر يهتم بتصحيح الاعوجاج وبذل النصح عبر النقد البناء عندما يكون لصوتها ضرورة ولا يستغل من قبل العدوان وأدواته وبالاساليب المؤثرة الصادقة ..
هذا الصنف واقصد به المرتزق يسعى لتغطية عين الشمس بغربال والصف الاخر منهم وهم ما زعموا كذبا بأنهم الشرعية فهؤلاء لا يقل تأثيرهم التدميري عن سابقهم بل تجاوزه انه لا يحقق على الارض التي يسيطر عليها باللوهم اي منجز يذكر ويصب في تحقيق كرامه ورفاهية المواطن بل بالعكس والشواهد كثيره ولا تحتاج الى ذكر وتوضيح فهؤلاء مثلهم مثل الانظمة التي زرعها المستعمر بعد خروجه ولكن مع الفارق بوجود العدوان ..
وبقي معنا ما يطلق عليهم بالمجاميع المسلحه غير المنضبطة ولا تدار بقرار موحد من الشرعيه المزعومة وانما عبر الامارات او قطر او تركيا وغيرها فهذه أفضل توصيف للتعريف بها انها عصابات مسلحة عميلة لم ترتق الى درجة المليشاوية ولن أسرد حجم جرائمها وانتهاكاتها التي تحدثها في مناطق انتشارها وكيف تخدم الدول التي تأتمر بأمرها ..
من هنا يظهر لنا من حجم وفظاعة الادوار التدميرية التي يقوم بها الطابور الخامس بمختلف تفريعاته كيف أنهم يصنعون الفشل عندما لا يعملون الا بالفساد وللافساد فحسب وليس في اجنداتهم مشروع إصلاح او ما شابه لذلك فمن الواجب بل والضروري ان ندرك اننا في اليمن لا نعاني من وحشية المعتدي وتأثيره على الارض والانسان فقط وإنما هناك معاناة مضافة وهي تأثير الطابور الخامس بأنواعه التي ذكرناها والتي يمتد تأثيرها الى نفسيات الشعب اليمني المقاوم والذي يحقق بفضل صموده وتضحياته وبفضل الانتصارات الميدانية التي يحققها الجيش واللجان الشعبيه هذا التأثير السلبي يقع عليه ويصيبه بالإحباط واليأس عندما يغطي هذا الطابور الخبيث على نجاحات اليمنيين في المواجهة باكاذيب وادعاءآت مضللة تحرف بوصلة الناس الى افتعال القلاقل والتوترات في صفوف الجبهة الداخلية ما ينتج عنه تأخر حسم المعركة والحرب وكذلك ضرب المعنويات المقاومه الصامدة التي أذهلت العالم ..
لذلك فالنصيحه الصادقة التي يجب ان يعمل بها الشعب اليمني هي الا يكون أذن شر يسمع للارجاف والتضليل وانما يكون أذن خير يؤمن بالله ويؤمن بعدالة قضيته ولزوم دعم ومساندة الجبهة الداخلية العسكريه والسياسية والاقتصادية الشامله ويرفض والى الأبد اي دعاوي التشكيك والتشويه التي ينطلق وينطق بها الطابور الخامس الفاشل وصانع الفشل ..
والله من وراء القصد