إياكم والتخلي عنهم!
محمد علي المطاع
هناك من أبنائنا المجاهدين الصادقين الذين التحقوا بجبهات العزة والكرامة – دفاعاً عن المستضعفين من النساء والولدان والشيوخ والعاجزين – قدر الله سبحانه وتعالى أن يقعوا في الأسر.. ومما لا شك فيه أن هذا القدر الرباني لهؤلاء المجاهدين وراءه حكمة إلاهية لا يعلم كنهها والمراد منها إلا المولى عز وجل..
وليس خافياً أن هؤلاء الأسرى خلال أسرهم لدى الأعداء يتعرضون لضغوط جمة، وأهمها وأولها الضغط النفسي الناتج عن تقييد الحرية، ناهيك عن ضغوط منع وتقييد الممارسات العقائدية والإيمانية وما في حكمها، ووصولاً إلى ضغوط الترهيب والتهديد والوعد والوعيد التي يمارسها جلادي العدوان وأذنابهم على الأسرى بما في ذلك وسائل التعذيب الجسدي الذي يضاف إلى ضغوط التعذيب النفسي..
وليس من المستبعد أن يتعرض الأسرى من جلاديهم لإملاءات وأوامر لتقويلهم ما لا يعتقدونه.. وهنا قد يقوم الجلادين المعتدين وأذنابهم بتسجيل وتصوير تصريحات واعترافات وادلاءات بأمور قد يعتبرها المستمعون والمشاهدون من الأسرار الجهادية، فيؤدي ذلك إلى اعتبار المجاهد الأسير الذي أدلى بهذه المعلومات “خائناً” والعياذ بالله.. وهذا فيه تجني قد يصل إلى درجة الإثم والبغي بحق هؤلاء المجاهدين الأسرى كون هذا الاتهام جاء متسرعاً ولم يتم استعراضه على واقع وأسباب حدوثه!!.
وكان من الأولى قبل إتهام المجاهد الأسير بهذه التهمة أن نسأل أنفسنا: ما الذي أوصل هذا المجاهد إلى الأسر؟.. وبعد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال يجب علينا أن نحاول الإجابة على السؤال بإنصاف ودون تعصب، وإذا ما قمنا بذلك سنجد أن الذي أوصل هذا المجاهد إلى الأسر هو قناعته الذاتية والإيمانية العقائدية والوطنية التي الزمته حمل سلاحه والإلتحاق بمعسكرات التدريب أولاً.. ثم توجهه عن قناعة ذاتية وإيمانية عقائدية ووطنية إلى الجبهة لمقارعة المعتدين.. ولكن المولى سبحانه وتعالى قدر أن يقع في الأسر لحكمة قدرها الله ولا يعلمها إلا هو جلت قدرته..
كما أن علينا أن نتساءل: هل الإدلاءات والتصريحات التي أدلى بها هذا المجاهد الأسير بناءً على املاءات آسريه نقلها ونشرها المعتدين وأذنابهم كما قالها المجاهد الأسير نصاً وبالحرف؟، أم أنه تم بتر ومنتجة ودبلجة ما يحلو لهم؟، سواء لتبرير عدوانهم أو وقوفهم مع المعتدين، أو لاغراض عسكرية يهدفون إلى تحقيقها، أو لمواصلة التغرير على الشباب ليلتحقوا بصفوف المعتدين وأذنابهم.. أو كمحاولة لثني وتثبيط المجاهدين عن الإلتحاق بجبهات العزة والكرامة دفاعاً عن المستضعفين ونصراً للحق وتثبيتاً للدين الإسلامي الذي نرى اليوم أن من هم محسوبين على الإسلام والمسلمين قولاً هم من يسعون ويعملون صراحة وجهاراً نهاراً على تقويض الإسلام، بل ومحاربته، ويشيعون ما نهى عنه وحرمه، ويحرمون ما أمر به وأحله، ويوالون من نهى الله عن توليتهم..
ولذلك على كل والد وأم أسير أو شقيق أو أخ له أو عم وعمه أو خال وخالة أو ابناء العموم والأخوال والأصهار/الانساب والأصدقاء أن يفخروا بقرابتهم بهذا المجاهد الأسير وأن يمضوا بين الناس رافعين رؤوسهم بأسيرهم المجاهد دونما التفات لما قد تروجه وتذيعه وتنشره وسائل إعلام العدوان وأذنابهم والتابعين لهم.. لأن كل ما يقومون به هو جزء من المعركة ويروم الأعداء ومن يواليهم من خلاله أن يؤثروا على جبهتنا الداخلية من خلال محاولتهم زرع الانهزام والاحباط النفسي لذوي المجاهدين الأسرى.. وهيهات أن يكون لهم ذلك أو أن ينالوا من جبهتنا الداخلية وصمودها وثباتها الإيماني الوطني..
وعلى كل أب وأم وأخ وأخت وعم وعمه وخال وخالة وابناء وبنات العم والعمات والأخوال والخالات والأصهار وكافة القربى والأصدقاء أن يرفعوا رؤوسهم بقريبهم وصديقهم المجاهد الأسير الذي قدر الله سبحانه وتعالى له أن يقع في الأسر.. وعليهم أن يعتزوا به أيما اعتزاز لأنه في حقيقة الأمر مجاهد صادق ولولا ذلك لما وقع في الأسر..
وعلى الآباء والأمهات والأخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأبناء وبنات العم والعمات والاخوال والخالات وكافة الأقارب والأصهار والأصدقاء أن يكونوا عوناً لأقاربهم من المجاهدين الأسرى بالدعاء لهم والاستغفار والتسبيح لهم وعنهم وتلاوة القرآن تفريجاً وتخفيفاً لهم من جور تبعات الأسر والتعذيب.. فلا يجب التخلي عنهم مهما أذيع وقيل ونشر على ألسنتهم..
* * *
اللهم فك أسر المأسورين..
اللهم من عاداهم فعاده…. ومن آذاهم فآذه.. ومن ناصرهم فانصره…. وللحق سدده..
اللهم احفظ عليهم دينهم.. وأعراضهم.. وأنفسهم..
اللهم إنهم ضعفاء فقوهم.. مظلومين فانصرهم.. مبتلين فثبتهم.
اللهم احفظهم من بين أيديهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم.
اللهم إنهم عبادك.. خرجوا في سبيلك وابتغاء مرضاتك.. اللهم فمنَّ عليهم برحماتك، وأنزل عليهم السكينة… وثبتهم يا رب العالمين..
اللهم آنس وحشتهم.. وأزل كربتهم.. وخفف مصابهم.. واشف مريضهم.. واجبر كسيرهم..
اللهم قد قل لهم الناصر.. وليس لهم إلا أنت مولى ونصيراً.. اللهم فانصرهم بنصرك المؤزر المبين..عاجلاً غير آجل يا سميع يا عليم.
االلهم يا من أخرج يونس من بطن الحوت.. أخرجهم من الأسر سالمين آمنين غانمين.
اللهم أعدهم إلى أهلهم وأبنائهم وأصحابهم عاجلاً غير آجل.. غير خزايا ولا مفتونين.
اللهم صبر أهلهم وذويهم ومحبيهم.. وألهمهم الثبات من لدنك يارب العالمين.
اللهم إن لهم أمهات باكيات حزينات، وأباءً يعانون الوجد والألم، وأبناء لا يرقأ لهم دمع على فراق آبائهم..
اللهم اجمعهم بأهليهم وأصحابهم عاجلاً غير آجل..
اللهم ارحمهم بواسع رحمتك.. واشملهم بعظيم لطفك.. يا مجيب الدعاء.
اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، وأنت رب المستضعفين، وأنت ربنا، إلى من تكلهم إلى عدو بعيد يتجهمهم، أم إلى صديق قريب ملكته أمرهم؟ إن لم يكن بك غضب عليهم فلا نبالي إلا أن عافيتك أوسع لهم، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت لـه الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بهم غضبك أو يحل بهم سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك..
اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة.. وهذا الجهد وعليك التكلان..
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين.