أخبار عربي ودوليالكل

دعوة ليوم غضب فلسطيني نصرة للقدس والأقصى.. والمقدسيون يصلون أمام البوابات رفضاً للبوابات الالكترونية

دعت الفعاليات الشعبية والشبابية ومختلف الفصائل الفلسطينية، اليوم الأربعاء إلى يوم غضب فلسطيني نصرة للقدس والأقصى، يشمل نفيراً عاماً في القدس ومواصلة الاعتصام قبالة بوابات الأقصى، إلى جانب مسيرات تعم أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأفادت مراسلة الميادين بإنّ الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة دعت أئمة وخطباء المساجد للتوجه إلى الأقصى، مضيفةً أن  قوات الاحتلال قامت بقمع المصلين عند باب الأسباط واطلقت قنابل صوت لتفريقهم.

وتأتي هذه الدعوات رفضاً للبوابات الإلكترونية والإجراءات الأمنية المشددة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم الأحد الماضي بالقدس القديمة والحرم القدسي الشريف، عقب العملية التي نفذها 3 شبان فلسطينيين يوم الجمعة الماضي في القدس المحتلة قَتل فيها جنديين إسرائيليين، واستشهدوا لاحقاً بنيران الاحتلال. 

وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية خبراً مفاده أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحث مع قادة الأجهزة الأمنية آخر ما وصلت إليه الأمور في القدس المحتلة وأنه أجرى مشاورات لإزالة البوابات الالكترونية عن مداخل المسجد الأقصى، إلا أنّ مكتبه أصدر بياناً نفى فيه هذه الأخبار وقال إن نتنياهو غير موجود في فلسطين المحتلة.

وذكرت مصادر إسرائيلية أنّ تل أبيب بدأت اليوم زرع كاميرات مراقبة على أبواب الأقصى تمهيداً لفرضه كـ “حل وسط” مع الأردن لإزالة البوابات الالكترونية.

وفجراً توجه مئات المقدسيين لأداء صلاة فجر اليوم الأربعاء أمام بوابات المسجد الأقصى، واعتصم عشرات من موظفي الأوقاف وحراس الأقصى عند باب المجلس، رفضاً للدخول عبر البوابات الإلكترونية، تزامناً مع اقتحام أكثر من 120 متطرفاً ساحات المسجد الأقصى منذ الصباح من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.

من جهته حذّر رئيس القائمة العربية وعضو الجبهة الديمقراطية للمساواة والسلام أيمن عودة من انفجار الوضع في القدس المحتلة على خلفية أحداث المسجد الأقصى معتبراً أن في الحكومة الإسرائيلية اليمينية مكوّنات مستعدة للمغامرة في هذا الاتجاه.

وفي اتصال مع الميادين لفت عودة إلى أن قدسية وحساسية المكان تجعلان الأمور أكثر عرضة للانفجار مذكراً بأن أولى انتفاضات الشعب الفلسطيني في عام 1929 كانت ثورة البراق وآخرها في عام 2000 كانت انتفاضة الأقصى.

ولفت عودة إلى أنّ من يتابع منهجية عمل نتنياهو يدرك أنه يعمل على إغلاق ملفات تاريخية أبرزها العمل الحثيث لمنع إقامة دولة فلسطينية بما ينذر بانفجار كبير، معتبراً أن ما يجري في القدس من شأنه ردع إسرائيل. 

إلى ذلك، دعت القوى والفصائل الفلسطينية لمسيرات بالضفة الغربية المحتلة، ففي بيت لحم دعت القوى للتجمع مساءً عند منطقة باب الزقاق للانطلاق في مسيرة تحت عنوان “إسناداً لصمود أهلنا في القدس”.

وفي رام الله دعت حركة فتح للمشاركة في مسيرة “الغضب” ضد إجراءات الاحتلال في الأقصى عند دوار الشهيد ياسر عرفات.

كما ودعت حركة فتح في منطقة قلنديا إلى النفير العام والمشاركة في مسيرة حاشدة تنطلق من أمام مدخل المخيم، وذلك نصرة للأقصى والقدس.

 

مصر تحذّر

من جهتها، حذّرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الأربعاء، من خطورة التداعيات المترتبة على “التصعيد الأمني” الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، وما ترتب عنه من إصابات خطيرة بين صفوف الفلسطينيين وتعريض حياة إمام المسجد الأقصى، فضيلة الشيخ عكرمة صبري، لمخاطر جسيمة.

وطالب البيان إسرائيل بوقف العنف واحترام حرية العبادة والمقدسات الدينية، وحق الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائره الدينية في حرية وأمان، وعدم اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها تأجيج الصراع، واستثارة المشاعر الدينية وزيادة حالة الاحتقان بين أبناء الشعب الفلسطيني، “بما يقوض من فرص التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة تأسيساً على حل الدولتين”.

بدورها، دعت الحكومة اللبنانية إلى وقف الإجراءات الصهيونية القمعية ورفع يد الاحتلال عن المسجد الأقصى. ونوه البرلمان اللبناني إلى أنه “يتوجب على سائر البرلمانات العربية والغربية التضامن مع القدس والفلسطينيين”.

 

المطران حنا: الأقصى ينتظر شرفاء العرب

من جانبه قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس المطران عطالله حنا إنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستغل الانقسام الداخلي الفلسطيني والأوضاع العربية وأنّ الأقصى يمر بظروف لم يمر بها منذ عام 1967.

المطران حنا وفي حديث للميادين أشار إلى أنّ الاعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على كل مكونات الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين، ودعا إلى الثبات والصمود في الأرض قائلاً “لا كرامة لنا من دون القدس والأقصى”.

حنا لفت إلى أنّ بعض العرب تخلّوا عن فلسطين وقضيتها وهؤلاء أغدقوا بالمال على الإرهاب، مؤكداً أنّ “الأقصى ينتظر من كل شرفاء الأمة العربية أن يكونوا إلى جانبه”.

واعتبر المطران حنا أنّ الاعتداء على الأقصى هو بمثابة اعتداء على كنيسة القيامة، وفلسطين هي شعب واحد وقضية واحدة، قائلاً إنّ هذا المسجد “يمر بظروف لم يمر بها منذ عام 1967 وإسرائيل تسعى لتمرير مشاريعها فيه”.

وفي هذا الإطار، قال إنّ “الخطر المحدق بالأقصى وبالقدس خطر كبير ولكنّ الفلسطينيين يتصدون للأطماع الإسرائيلية”، مشيراً إلى أنّ الانتفاضة الفلسطينية لم تتوقف وإن كانت متواصلة بأشكال متعددة.

 

إذا ضاع الأقصى سنبكي جميعاً

إلى ذلك قال رجا أغبارية عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد، إنّ “على الجماهير أنّ تحرج الأنظمة العربية جميعها، بما فيها النظام الأردني وتقول لهم أنتم تتعاملون مع  الإسرائيليين الذين يدنسون القدس والأقصى”.

وأكد أغبارية في لقاء له على قناة الميادين أن “الأنظمة العربية لن ترسل جيوش تحارب إسرائيل، لو كانوا أرسلوا جيوشاً في السابق لكان انتهى الأمر، ولكن هذه الأنظمة ترسل جيوشها لمحاربة ليبيا والعراق، أما إسرائيل فصديقتهم وحبيبتهم”.

وأضاف أن “هذه الأنظمة لا تتحرك إلا إذا أحرجتها الجماهير ودفعتها لاتخاذ موقف”، مشيراً إلى أن “الأنظمة العربية ليست فقط لا تريد أن تأخذ إجراءات بمواجهة إسرائيل، لكنها أيضاً لا تستطيع، وعلى الأقل تستطيع أن تأخذ إجراءات في علاقتها مع إسرائيل، ومناهضة إسرائيل في كل المحافل الدولية”.

ودعا أغبارية أهل بيت المقدس أن “يتجمعوا للصلاة عند أبواب المسجد الأقصى كي يضغطوا على قوات الاحتلال”.

كما توجه إلى أهالي الضفة الغربية ودعاهم “للخروج ضد أبو مازن وضد أي جهة في غزة لا تريد أن تتحرك، والتحرك ضد الملك عبد الله المسؤول عن المسجد الأقصى”.

وطالب عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد محورَ المقاومة “ببث روح التحدي والمقاومة في كل جماهير الأمة العربية”، مشدداً على أن “الأقصى الآن ينادي الجميع بغض النظر عن موقف هنا وهناك وتفاصيل هنا وهناك”.

وحذّر أغبارية من أنّه “إذا لم نحم الأقصى كشعوب عربية وإسلامية، ومع المقاومين والوطنيين والمسلمين الحقيقيين في كل مكان، فإن الأقصى سوف يضيع، وسنبكي جميعاً على هذه الفرصة”.

ولفت إلى أن “هناك الآن خيارين، إما الانتصار وإعادة الأقصى إلى سيادة الشعب الفلسطيني، أو الهزيمة ويصبح الأقصى بأيدي الإسرائيليين”، مؤكداً أن “القضية سياسية وليست فنية وأبواب الكترونية.

كما أمل أغبارية أن تتحول دعوات التحركات الجماعية لإقامة صلاة الجمعة على أبواب المسجد الأقصى إلى انتفاضة، مضيفاً  “حينها فقط سنكون في الاتجاه الصحيح، وستراجع إسرائيل نفسها وكل الحكّام سيراجعون أنفسهم”.

 

اغضب للأقصى

وكان موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” غص بردود الفعل على ما يقوم به الاحتلال في القدس القديمة، ليتصدر الوسمان اغضب للأقصى والبوابات لأ رفضاً للإجراءات الإسرائيلية التي بدأت الأسبوع الماضي. حيث ثبّت جيش الاحتلال بوابات إلكترونية وفرض إجراءات أمنية مشددة على الحرم القدسي الشريف.

وعبر هذين الوسمين سجّل تفاعل الشارع العربي مع ما يجري اليوم أمام الحرم..

وتداول مغردون صوراً للمصلين أمام بوابات الأقصى، وكذلك مقاطع فيديو تظهر اعتداء قوات الاحتلال على المرابطين.

ومساء أمس الثلاثاء أصيب عشرات المصلين المقدسيين بينهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري اصابات خطيرة جراء قمعهم من قبل قوات الاحتلال بعد صلاة العشاء في باب الأسباط في المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة.

وأفادت مصادر فلسطينية، أن قوات الاحتلال المدججة بالأسلحة أطلقت قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي تجاه المصلين، مشيرة إلى وقوع إصابات خطيرة جداً بالصدر نقلت من باب الأسباط لمستشفى المقاصد.

وذكرت المصادر نقلاً عن شهود عيان، أن قوات الاحتلال حاصرت عشرات المقدسيين في منطقة باب حطة قرب المسجد الأقصى.

وأدى العشرات من المواطنين صلاة العشاء أمام بوابات المسجد الاقصى رفضاً للخضوع لقرارات الاحتلال والمرور عبر البوابات الالكترونية الجديدة.

يشار إلى أنه في إطار الرفض الفلسطيني المتصاعد لإجراءات الاحتلال في الحرم المقدسي، دعا مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ عكرمة صبري، مساء أمس الثلاثاء، المقدسيين إلى النفير العام نصرة للمسجد الأقصى يوم الجمعة القادم.

وتأتي دعوة الشيخ صبري هذه في ظل الإجماع العام على رفض الشعب الفلسطيني لقيام قوات الاحتلال بنصب بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، وبالتالي رفض الدخول إلى الأقصى من خلال هذه البوابات.

وقد احتشد الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني لأداء الصلاة، مساء أمس، على طول الطريق الممتدة بين باب الأسباط حتى باب حطة، إضافة إلى الميدان المشرف على موقف الأوقاف.

وأكدت مصادر صحفية أن الأعداد المحتشدة في تزايد مستمر، كما شهدت المنطقة تواجداً لشخصيات لم تكن موجودة بالأمس.

وعلم أن شخصيات ورموزاً مقدسية أخرى بدأت تتوافد إلى المكان، بأعداد تزيد عن يوم أمس الأول.

وعلم أن قوات الاحتلال بدأت تعزز تواجدها في المنطقة، وتدفع بالمزيد من الوحدات حول الشبان المعتصمين.

في هذا الوقت يواصل المعتصمون إطلاق الهتافات الغاضبة خلال الكلمات التي تلقيها شخصيات مقدسية، والتي تحث الجماهير العربية والإسلامية على الزحف إلى الأقصى.

م.م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى