كتاب لكي لا نمضي في الظلام.. رؤية المفكر الإسلامي السيد إبراهيم بن علي الوزير للإصلاح والتحرر في اليمن

كتاب لكي لا نمضي في الظلام.. رؤية المفكر الاسلامي السيد إبراهيم بن علي الوزير للإصلاح والتحرر في اليمن
بقلم / إبراهيم الحبيشي
الجمعة 12 ديسمبر 2025-
يقدم كتاب “لكي لا نمضي في الظلام” للمفكر الإسلامي السيد إبراهيم بن علي الوزير رؤية عميقة وشاملة لقضية الخروج من الظلمات إلى النور، ليس فقط على المستوى الفردي، بل على مستوى الأمة والمجتمع والدولة. يعكس الكتاب تجربة غنية ونضالية طويلة في مواجهة الاستبداد والاستعمار، مع التركيز على الجذور الفكرية والعقائدية التي يجب أن تقود عملية التغيير. حيث يبدأ بتأكيد أن الخروج من الظلام ليس مجرد شعار، بل هو عملية متكاملة تقوم على الوعي بالإسلام كمنهج حياة شامل، يحرر الإنسان من عبودية الطواغيت والاستغلال، ويؤسس لمجتمع يقوم على الشورى والعدل. ويشير إلى أن التجربة اليمنية كانت مليئة بالتحديات، من حكم فردي مستبد إلى استعمار خارجي، لكنها أيضًا كانت غنية بمحاولات الإصلاح والثورات التي قادها الشعب اليمني عبر تاريخه الطويل. يناقش الكتاب بعمق مصطلحات مثل “الإصلاح”، “الحركة الوطنية”، “الرجعية”، والثورة”، ويضعها في إطارها الإسلامي الصحيح، مبرزًا أن أي حركة تغيير يجب أن تنبثق من فهم صحيح للإسلام، بعيدًا عن التأثر بالأفكار الوافدة أو الانحرافات الفكرية. كما ينتقد بشدة أولئك الذين يتخذون من الإسلام غطاءً لأطماعهم وانتهازيهم، أو الذين يرفضون التجديد تحت مبرر وشعار التمسك بالقديم. يتطرق السيد ابراهيم بن علي الوزير إلى الأحداث التي مرت بها اليمن بعد ثورة 1948م وانقلاب 1962م، ويحلل بعين ناقدة كيف تحولت الثورات إلى أدوات للصراعات الخارجية والانقسامات الداخلية، وكيف فقدت مسارها الأصلي الذي كان من المفترض أن يقود إلى التحول الحقيقي. ويؤكد أن الخلل لم يكن في غياب الثورات، بل في غياب الوعي الكافي والقيادة الرشيدة التي تستطيع توحيد الصفوف وقيادة الأمة نحو بر الأمان. كما يسلط الضوء على دور القوى الخارجية في إفشال مشاريع الإصلاح، وكيف استغلت الانقسامات الداخلية لتحقيق مصالحها، مما زاد من معاناة الشعب اليمني وأطال أمد التخلف والتبعية. لكنه في نفس الوقت يرى أن الأمل لا يزال قائمًا، وأن الأمة قادرة على الخروج من هذا النفق المظلم إذا عادت إلى جذورها الإسلامية، واتحدت على كلمة سواء، ورفضت كل أشكال الاستبداد والاستغلال.
ان السيد إبراهيم الوزير يبعث عبر كتابه برسالة أمل وتحدٍ، داعيًا الأمة إلى اليقظة والاتحاد، والعمل على بناء مستقبل أفضل يقوم على العدل والشورى والتعاون، مؤكدًا أن النصر حليف الذين يؤمنون بالحق ويصبرون على تحقيقه. إن الكتاب ليس مجرد سرد تاريخي، بل هو مشروع فكري وإصلاحي يهدف إلى إيقاظ الضمير ودفع الأمة نحو الخير والنهضة. اقرأ أيضا: الطائفية: آخر ورقة للعالين في الأرض قراءة تحليلية في خطاب الوحدة الإسلامية




