كتابات فكرية

مفاهيم النصر وملامحه في معركة الخلاص

مفاهيم النصر وملامحه في معركة الخلاص

  • بقلم / لطف  لطف قشاشة

الاربعاء2يوليو2025_

يعتقد الكثير من أبناء الحاضنة الشعبية لمحور الجهاد والمقاومة أنهم قد قطعوا شوطا كبيرا في معركة التحرر والكرامة وأن ما تبقى لحسم الحرب إلا القليل جدا من الزمان لتنتهي معاناة الأمة الإسلامية من هيمنة دول الاستكبار الأمريكي والغربي في منطقة الشرق الأوسط جاء هذا الاعتقاد عندما تلاحقت هزائم الكيان الإسرائيلي الغاصب والولايات المتحدة في المنطقة ابتداء من أفغانستان وصولا للعراق ولبنان واليمن وما أحدثه طوفان الاقصى من هزة عنيفة داخل إسرائيل والدول الداعمة لها..

وما ذهب إليه هؤلاء وبقياس المتغيرات ونتائج الميدان يؤشر أننا بالفعل نتجه صوب حسم الصراع لصالح المحور كون ما سبق العقدين الماضيين كان يصب في خانة اليأس المطبق من قدرة الأمة لاستعادة زمام المبادرة وامتلاك عناصر القوة لإدارة المواجهة بعد تفرد الغرب الداعم للكيان بقيادة العالم منفردا ..

ما حدث بعد طوفان الأقصى كان بالفعل هزة عنيفة أربكت الكيان الغاصب وجعله يشعر ببداية زواله الفعلي وان مكانته التي اجتهدت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ليكون القوة الأولى في منطقة الشرق الأوسط قد اهتزت وتراجعت كثيرا بعد تنامي قدرات محور الجهاد والمقاومة خاصة قوة  الجمهورية الإسلامية في إيران هذا الشعور انسحب كذلك للدول الداعمة لإسرائيل فقررت التدخل المباشر وبقوة لاستعادة ترتيب وضعية الكيان الغاصب في رسالة  واضحة أنهم لن يسمحوا بفكرة تهديد إسرائيل أو بروز قوى تمتلك عوامل القوة والردع أمام هذا الكيان مهما كلف الأمر  ..

رتبت أمريكا وحلفاؤها الغربيون الخطط اللازمة لإيقاف التنامي لدى محور الجهاد والمقاومة واستنفرت جميع إمكانياتها وأدواتها في المنطقة خاصة الدول العربية المطبعة وأحكمت تنفيذ مخططها بهدف ضرب النفسيات لكن بإستراتيجية استهداف رأس الهرم لدى مكونات المحور فاغتالت في أوقات متقاربة قادة المقاومة في حماس وحزب الله والجمهورية الإسلامية في إيران وكان آخرها قادة الصف الأول من قيادات الجيش والحرس الثوري الإيراني فيما عرف بعملية قوة الأسد التي نجا منها سماحة الإمام السيد علي الخامنئي المرشد العام والتي نشهد تداعياتها اليوم وكيف ردت ايران على ذلك الاستهداف بعملية الوعد الصادق 3  ..

ما بين طوفان الأقصى وعملية الوعد الصادق 3 وما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الغاصب مجموعة أفعال في الميدان عندما كانت تقع كانت  تحدث ردات فعل لدى جمهور الطرفين فعملية طوفان الأقصى والوعد الصادق وما بينهما من ثبات وعنفوان وبسالة المقاومة الإسلامية في فلسطين بقيادة حركة حماس والجهاد الإسلامي وما رافق هذا الاستبسال من بروز دور الجمهورية اليمنية والحشد الشعبي في العراق كمساند وداعم لمظلومية غزة وما تتعرض له من حرب إبادة إضافة الى تغير المزاج الشعبي العالمي تجاه إسرائيل وبروز وجهها القذر والقبيح في العالم جميعها سجلت نقاط تفاؤل ومظاهر انتصارات تتوالى لصالح محور الجهاد والمقاومة وما قابلها من آثار نفسية سيئة أحدثتها جرائم الإبادة التي يتعرض لها شعب غزة والاغتيالات التي طالت قيادات المقاومة وعلى رأسها اغتيال السيد حسن نصر الله ويحيى السنوار والكثير من قادة الصف الأول لحماس وحزب الله وداخل إيران وموقف الدول العربية المطبعة مع الكيان وسقوط سوريا بيد أدوات أمريكا وصولا لتكالب الغرب وعلى رأسه أمريكا ضد الجمهورية الإسلامية في إيران بعدما مارست حقها المشروع في الدفاع عن النفس وكيف تجرأت أمريكا لضرب مفاعلات إيران النووية جميعها خلقت ضربة ارتدادية لدى الكثير من جماهير الجهاد والمقاومة أدخلت اليأس من جديد خاصة على مجاميع كانت قد انحازت لجانب المحور بعدما كانت محايدة ما لبثت أن تأزمت نفسيتها وصارت محبطة من جدوى المواجهة التي يرون فيها استعادة هيمنة الكيان والغرب وتراجع وخسارة المحور وان حتمية زوال إسرائيل لا زالت بعيدة جدا ..

ما نشهده من ثبات وتصاعد ضربات إيران في عملية الوعد الصادق 3 لمن يفهم تطورات الأحداث ويؤمن بضرورة المواجهة إلى النهاية خاصة الجماهير العريضة الواعية الفاعلة من جماهير المحور الذي لديه اليقين المطلق بجدوائية المواجهة فإن ما يحدث في الميدان كله يصب في اتجاه الحسم الايجابي للمعركة لصالح المحور حتما وبلا ريب  ..

معركة اليوم دخلها محور الجهاد والمقاومة وهي تعدها معركة الخلاص وأنها معركة وجودية بعدما ظهر كل طرف من إطراف المواجهة على حقيقته فمن غير المعقول أن نعتبر معركة اليوم معركة إثبات مواقع وتحقيق مصالح ومكاسب لنفوذ أو معارك فعل وردت فعل أو ما شابه فالمعركة تعتبر معركة حق صريح وباطل صريح وما ميز هذا التوصيف وصار ظاهرا هو الموقف من القضية الفلسطينية فمن يقف في خندق نصرة فلسطين مؤكد نه يمثل جانب الحق المطلق والعكس صحيح حتى لو وجدنا دولا عربية وإسلامية تقف في خندق واحد مع إسرائيل والدول الغربية  ..

هنا تبرز الحقيقة والتي اختصرها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله ( رضوان الله عليه ) بقوله ( نحن عندما ننتصر .. ننتصر وعندما نستشهد ننتصر ) وهي عبارة اختزلت جميع مفاهيم وعوامل النصر وفق سنن الله في الكون وبالتأكيد ان جمهور الجهاد والمقاومة يستوعب هذه الملامح وسيمضي داعما ومساندا لأي خطوات تذهب بالمواجهة إلى نقطة اللاعودة فإما نكون أولا نكون فلماذا نمكن العدو الكافر والمنافق من إن ينال من معنوياتنا التي ارتفعت وتعالت وثبتت بفعل إيماننا بقدسية انتمائنا للحق وحملنا لراية الخلاص من جبروت وطغيان واسقواء الكافرين والمنافقين..

والعاقبة للمتقين ..

اقرأ أيضا :طـريق القـــدس .. نظام القـتل الأمريكي الرجيم في غـــزة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى