ما البديل ؟ قراءة بين ميزاني الخير والشر
ما البديل ؟ قراءة بين ميزاني الخير والشر
بقلم / لطف لطف قشاشة
ونحن نشهد مواجهة مباشرة بيننا وبين دول الاستكبار العالمي بسبب موقف بلادنا المساند لغزة كموقف ديني وإنساني تحملناه ونحن نعلم أننا بذلك سندخل في مواجهة غير متكافئة من الناحية المادية، إذا ما قارنا بيننا وبين العدو إلا أن المسؤولية الدينية والأخلاقية لم تترك لنا مجالا للتراجع بحجة عدم التوازن المادي بيننا وبين من نوجهه اليوم ..
يتجه العالم وهو يتابع هذه المواجهة إلى تحليل موازين القوة التي تتم بها هذه الأحداث فيصدر مواقف متباينة ما بين معجب ومذهول ومستغرب وجميع هذه المواقف المتباينة تصدر من قراءة مادية وسياسية واقتصادية وقليل منها تتجه نحو القوة المعنوية التي نمتلكها ويفتقدها العدو ومن أعظم هذه القوة قوة الوثوق والتوكل على الله ، ومن بعدها الأخذ بأسباب النصر من الأعداد النفسي والمعنوي الممكن والمتاح ..
اليمن وهو يخوض هذه المواجهة يدرك انه في الموقف الطبيعي من حيث مساندته لمظلومية لم يشهد لها التاريخ البشري مثال، حينما رأى تخلف الجميع عن الدفاع عن شعب فلسطين ، حرب الإبادة التي يتعرض لها هذا الشعب المظلوم ، على يد آلة القتل والدمار والوحشية الإسرائيلية، أمام مرأى ومسمع الجميع وان قرار المساندة يتوافق كليا مع التعاليم الدينية والمواثيق والأعراف الدولية وان اي موقف مخالف يعد شذوذا عن الفطرة السوية للبشرية جمعاء ..
المواقف التي ذكرنا أنها متباينة اغلبها تصب في مخالفة الفطرة السوية للإنسان وجميعها تنبع من تحليل يتجه دوما للبحث عن المصالح التي أصبحت من أساسيات العلاقات الدولية وعزز من هذا المنطق انقياد العالم لمنظومة استبدادية تدفع للتسليم بأحقية القوي في فرض وصايته على المستضعفين في الأرض بعدما كان هو من صنع هذه المنظومة المتوحشة الاستغلالية المجرمة ..
الشعب اليمني وهو من هو في المكانة والحضارة استعاد عافيته وتخلص من منظومة الحكم التي كانت تكبله وتدفع به للتسليم لواقع الهيمنة الغربية والصهيونية العالمية، لكنه استعادها في زمن أصبحت ثوابت العلاقات الدولية من المسلمات بل ومن المستحيل تغييرها أو معالجة ولو أجزاء من انحرافاتها المتوحشة ..
صراعنا اليوم مع دول الاستكبار ليس صراع مصالح مادية وبسط نفوذ واستغلال ثروات بل صراع حق وباطل ومثل هذا الصراع بالتأكيد تتبدل معه أدواته وأهدافه ففي الوقت الذي يسعى العدو إلى تحقيق هدفه في بسط نفوذه ومشاريعه المنحرفة عن القيم الإنسانية الفطرية السوية من خلال فرض وجوده في المنطقة والعالم وتحكمه في مصادر الثروة ليتمكن من فرض تلك المشاريع التي من نتائجها خلق شعوب مستعبدة مقهورة ذليلة تخنع لتفاهات الأعداء وتنسلخ من مسؤوليتها وكرامتها بينما ما نحن عليه ويقاتل الشعب اليمني من اجله هو استعادة الكرامة المنتقصة والعودة بالإنسانية إلى فطرتها السوية ورفض مشاريع الانحراف الأخلاقي والمادي للإنسان الذي جعله الله خليفة في الأرض ..
المضي في هذا المحيط الإنساني المتبلد ومواجهة العالين والمستبدين والانتهازيين والمنحرفين في الأرض ليس بالأمر الهين أو السهل فبالتأكيد انه سيواجه بل ويواجه كثيرا من المطبات والاعتراضات بعضها يصنعها فاقدو الإحساس بالمسؤولية والانتماء وان كانوا من أبناء الأمة الذين خدرتهم وسائل الاستكبار العالمي المتنوعة ..
كما قلت المعركة ليست سهلة بل تتطلب إعدادا متواصل غير مسترخي للمواصلة فيها بنفس الطريقة التي تم فيها اتخاذ قرار خوضها بل واكبر كون الأحداث المتلاحقة تتحدث عن توسع نطاقها وأدواتها بل أن عدو الشعب اليمني الذي هو عدو للإسلام والبشرية يوسع من مجالات استهدافه لنا ويحرك مزيدا من أدواته لضربنا من الداخل والخارج وزاد من نهمه وتوسع غطرسته أحداث لبنان وسوريا لانه يمضي وفق قراءة مادية في إدارة معركته معنا ..
اليوم نقف وبقوة وصلابة كرأس حربة في مواجهة الشر متوكلين على الله وعلى مشروعية قضيتنا وصدق انتمائنا وهو خيار كما تحدثنا يتوافق كليا مع الفطرة السوية للإنسان ولم يتبق لنا إلا أن نكون واعين منتبهين بل وواثقين انه لا بديل لنا في هذا المجال إلا آن نواصل حتى النهاية والتي لن تكون إلا لصالح الخير الذي نحمله لان لا بديل لنا إلا هذا الطريق وان أي خيار مغاير لهذا الطريق يعتبر انتحارا لن ينجو منه احد أبدا ..
أخيرا علينا أن نبتعد عن القراءة السطحية المادية ونحسب حساب توازن القوى فيها لان في هذا الاتجاه فقدان لميزان الفطرة السوية ولتكن هذه المعركة معركة وجود بأن نكون أو لا نكون ..
والله من وراء القصد ..
اقرأ أيضا للكاتب:الاتحاد العظيم بفكره وقياداته