ماذا يحدث في القطاع الصحي؟
نعم ماذا يحدث في القطاع الصحي؟، أين الدكتور طه المتوكل الذي عرفناه؟ منصفا للحق ومنتصرا للضعيف ، سيادة الوزير لا يخفى عليكم كما لا يخفى على الكثير الوضع الذي صار إليه القطاع الصحي في بلادنا.
هناك تجاهل واضح عما يحدث في المستشفى السعودي الألماني ،رغم وعودكم للموظفين بحل كل الإشكاليات.أيضا هل يعقل أن سكرتير هيئة الأدوية لديه الختم ولا يختم ورقه إلا لمن يريد ،وفي مركز الأورام بالمستشفى الجمهوري رئيس المركز يعيق عمل المركز ويسيطر على كل شاردة وواردة.
كذلك هناك حرب شرسة ضد المدير التنفيذي لصندوق مكافحة السرطان من بعض المتنفذين بشكل واضح بسبب استقالته من الوزارة ،وهذا يعيق عمل الصندوق بشكل كبير جدا .
أيضا معالي الوزير هناك تجاهل واضح للعطل الذي أصاب جهازي المعجل الخطي (جهازي المعالجة بالإشعاع) في مستشفى 48 رغم التكلفة الباهظة للجهازين ورغم أنهما ليسا بحاجة إلا لصيانة بسيطة .
وكذا تجاهل من بعض مسؤولي الوزارة لموضوع إحراق جهاز مركز الأورام بالجمهوري بعد خمسة عشر يوم فقط من وصوله وتم تخريبه وتعطيله وإحراقه بشكل متعمد .فهل يعقل معالي الوزير إن يتم ذلك؟وفي عهدكم؟
وكذلك من واجبنا معالي الوزير إن نلفت عنايتكم إلى موضوع العمولة التي يستلمها البعض مقابل كل جلسة إشعاع يقوم بها مستشفى أزال، وهذا الموضوع هو السبب الرئيسي لتعطيل أجهزة الدولة الخاصة بالمعالجة بالإشعاع .
كما أن هناك من يقوم بسحب أرصدة مكاتب الصحة والمراكز الصحية إلى حساب ديوان وزارة الصحة بدلا من هذه المراكز التي تعاني من شحة الإمكانيات، ويقولون بأن هذا بتوجهياتكم ونحن نجزم بأنه لا يمكن ان تصدر توجيهات منكم بهذا الشكل.
أما لو حدثتكم عما يحدث في مراكز الغسيل الكلوي، جرائم يندى لها الجبين، وليس اقلها شحة أجهزة الغسيل وأيضا التحاليل وما يعانيه المرضى في هذا الجانب.
كذلك موضوع الأدوية التي تنتهي في مخازن وزارة الصحة ولا يتم صرفها للمرضى ،وكذا الأدوية التي تصل إلى الوزارة مجانا ويتم بيعها خلسة من مخازن الوزراة.
معالي الوزير هناك الكثير من الإشكاليات التي نود ان نحدثكم عنها لتصحيح مسار القطاع الصحي،منها أيضا .
١ / قامت هيئة الأدوية بإعادة الدواء المخصص لمرضى السرطان إلى صندوق مكافحة السرطان بحجة أنها تالفة، لكن ذلك لم يتم بموجب تقرير وإنما عبارة عن توجيها شفهية ،مع العلم أن الهيئة أساسا عاجزة عن فحص العينات لعدم وجود المحاليل اللازمة والفحوصات التي تتم هي فيزيائية فقط وفي كل الأحوال ينبغي بهذا الشأن اتخاذ الإجراءات التالية :-
أ/ توفير الدواء لجميع الحالات والتي تبلغ تقريبا ستمائة حالة من كبار السن المصابين بالسرطان المزمن بأي شكل أو وسيلة، وولا يرضي الله ورسوله والناس أجمعين أن ينتظر أهالي المرضى أن ينظروا إلى مرضاهم وهم يتألمون وينتظرون الموت في ظل الصمت المخزي للمسؤولين.
ب / توفير الاجهزة والمعدات اللازمة للفحص بحيث تكون هيئة الأدوية قادرين على فحص أي دواء في أي لحظة .
ج/ التوجيه بالبدء ببقية المناقصات اللازمة لتوفير كل الأدوية والمستلزمات الخاصة بمرضى السرطان لجميع المراكز بما يكفي سنتين على اقل تقدير مع عمل نسبة احتياط نظرا لتزايد الحالات بشكل كبير جراء العدوان الغاشمعلى بلادنا وما أستخدمه من أسلحه محرمة دوليا في عدوانه علي بلادنا.
٢/ كلفوا عدد من المسؤولين والوكلاء بالنظر إلى الاختلالات الإدارية الموجودة في هيئة مستشفى الحزم بمحافظة الجوف واعملوا زيارة للمخازن، وستلاحظوا أن الأجهزة الطبية والأدوية الموجودة في المخازن بدون تركيب أو استخدام علما بأن أدوية الغسيل الكلوي انتهت جميعها في مخازن المستشفى قبل استخدامها، وهي بمئات الملايين. والسبب هو عدم تركيب أجهزة الغسيل الكلوي وعدم البدء بتشغيل المركز وهي أيضا موجودة في المخازن وكذلك بقية الأدوية تنتهي في المخازن ويتم إتلافها ليلا بشكل سري ، فلا هم الذي صرفوا الأدوية للمرضى ولا سلموها لمركز غسيل كلوي شغال في اي محافظة ولا ركبوا أجهزة الغسيل الكلوي وشغلوا المركز وهذا عبث وظلم لا نرضاه ولن نصمت عليه بالله عليكم كيف يمكن الصمت على وجود مركز متكامل للغسيل الكلوي بل وحتى أدويته متوفرة ولا زالت الأجهزة في المخازن بدون تركيب والأدوية انتهت قبل استخدامها ؟
إضافة إلى إن أجهزة الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى الحزم أربعة أجهزة جديدة داخل صناديقها والآن لايوجد سوى ثلاثة أجهزة أين اختفى الرابع ومن أخذه ولماذا لم يتم التحقيق بموضوع اختفاء الجهاز الرابع؟
واعتقد انك لا تعرف هذه المعلومات ، لذلك من وجبنا بل ومن حقك علينا ان ننبهك لكل ما يجري في القطاع الصحي معالي الوزير .
أخيرا معالي الوزير اورد لكم هذه القصة الانسانية:
الطفلة شهد عبده كديش والدها نازح فقير أمي يعاني الآمرين فقدت ابنته لعينها وعجز عن علاجها، اجتمعت عليه هموم الدنيا كلها، نتيجة خطأ طبي في مستشفى عبس الريفي .
شهدكانت مريضه وعندها اسهال فقط ، تم ترقيدها في مستشفى عبس الريفي الذي تديره منظمة اطباء بلا حدود لمدة ١٥ يوم ، بعد ذلك تم أخرجها وهي لاتتحرك وعندها إصابة واضحة في عينها ، ذهبو بها إلى المستشفى الجمهوري في محافظة حجة لم يتم استقبالها بسبب ان التحويل غير رسمي !؟!هكذا قالوا!!
الان الطفلة وابوها في مستشفى الثورة بصنعاء والحالة المادية لوالدها = صفر، فهم لايملكون مصاريف العلاج مثل الأشعة والتحاليل والأدوية، من يتحمل ما اصاب شهد .
هذه فقط قطرة من غيث نتيجة الاهمال في القطاع الصحي معالي الوزير،وهذه القصة نموذج بسيط لما يحدث في المستشفيات من عبث، دونأن يقوم المجلس البي الأعلى بواجبه الانساني والاخلاقي والقانوني ، لذلك لا بد من تفعيل المجلس ليقوم بمهامة الانسانية والقانونية باعتباره صمام امام ورقابة طبية عليا تجاه ما يحدث من عبث وابتزاز بحق المرضى واهاليهم.
وفي الختام نرجو أن يتم الالتفات لكل ما ذكرناه من نقاط فهذا من صميم عملكم معلي الوزير..
وللحديث بقية..
أقرأ أيضا للكاتب:العراسي يفند أسباب عدم اقتناع صنعاء بتمديد الهدنة بنفس الشروط السابقة
*خالد العراسي
كاتب وناشط يمني