كيف تكسب ثقة ترامب

كيف تكسب ثقة ترامب
كيف تكسب ثقة ترامب في 60 يوما؟ نصيحة للسيد عبدالملك الحوثي!
- محمد حسن زيد
الخميس 4 ديسمبر 2025
“ستصبح قائدا عظيما.. وأمريكا ستساعدك لتحقيق ذلك” هذا هو نص الرسالة التي بعث بها ترامب للرئيس السوري أحمد الشرع الذي كان يسمى أيام التنظيمات الجهادية “أبو محمد الجولاني”! أحمد الشرع الذي خلع العمامة فور إسقاط الجيش العربي السوري نهاية ٢٠٢٤ وكان قد سجنه الأمريكيون في العراق في سجن أبو غريب سيء السمعة سنة ٢٠٠٦ حتى ٢٠١١ حيث تم إطلاقه مع بداية الربيع العربي علما أن أمريكا صنفته إرهابيا بشكل رسمي بعد ان كان قياديا في تنظيمات داعش والقاعدة..
لكن هذا الرجل بهذا التاريخ الحافل حظي فجأة بثقة الرئيس الأمريكي ترامب وأصبح من المقربين إليه علما ان ترامب كان قد اتهم سلفه أوباما بتأسيس تنظيم داعش الذي انتمى إليه أبو محمد الجولاني ثم انشق عنه ذلك التنظيم الذي ارتكب فظائع علنية تشيب لها الولدان اعتبرها الكثيرون تشويها مقصودا لدين الإسلام.
والسؤال هنا: كيف أصبح من السهل أن يحصل الجولاني على ثقة ترامب ويصبح من المقربين إليه علما ان ترامب لا يثق في كثير من رموز السياسة الأمريكية المعروفين ويوزع عليهم الاتهامات المتنوعة؟!
ترامب اليميني المتطرف – الانجيليكي المتعصب – الإباحي المتحرش – الذي يتفاخر وزيرُ دفاعه بوشم “كافر” المكتوب باللغة العربية على يده اليمنى، كما ظهر وزير خارجيته وعلامة الصليب مرسومة على جبينه في إحدى المقابلات التلفزيونية..
ترامب الحليف الوثيق للكيان الصهيوني المتماهي معه في جرائمه.. كيف أصبح من السهل أن يثق بزعيم جهادي كبير لم يتب من خط الجهاد إلا قبل عام فقط؟!
ما الذي قد يدفع شخصا مزاجيا نرجسيا متغطرسا كترامب أن يمدح قائدا جهاديا سابقا لتنظيمات تم تصنيفها رسميا على انها إرهابية وتبدو في الظاهر في موقع النقيض المعاكس لترامب ولأمريكا؟
هل المسألة محيرة إلى هذا الحد أم واضحة؟
لكي ندرك مدى الاستحمار الذي عاشه الكثيرون مع الفتنة الطائفية التي سعّرها الجولاني وأمثاله، لنتخيل السيد عبدالملك الحوثي مكان الجولاني يريد ان يكسب ثقة ترامب بهدف قطع الطريق على جميع حلفاء أمريكا في الإقليم ليصبحوا جميعا مكشوفين بين يديه عسكريا وسياسيا.. فما الذي يمكن أن يبذله السيد عبدالملك الحوثي لترامب كي يكسب ثقته وبهذه السرعة القياسية؟
أتخيل انه سيذهب إلى ترامب ليقول له:
1- سأنفذ كل ما تريد يا ترامب
2- سأعطيك ما تشاء من أرض اليمن وخيراتها وأبنائها وبناتها.
3- سأحارب أعداءك وأتكفل بهم.
4- سأبث الفتن في جسد أمة الإسلام لتظل مسطولة لا تصحو 500 عام ليصفو الجو لأمريكا وإسرائيل فتهيمنان هيمنة مطلقة.
5- سأخون جميع الشهداء والجرحى والأسرى والثكالى والأيتام الذين صدقوا شعاراتي سابقا وجاهدوا معي.
لكن حتى لو بذل السيد عبدالملك الحوثي كل الوعود السابقة فكيف سيصدقه ترامب ويثق به؟
ما هي الضمانات التي ينبغي على السيد عبدالملك الحوثي تقديمها بين يدي ترامب حتى يتم تصديقه والوثوق به 100% بهذه السرعة القياسية إلى حد منحه شهادة تكريم بعد استقباله في البيت الأبيض كأنه أحد الموظفين فيه أو أحد الطلاب المتفوقين في أكاديميته الذين يستحقون توصية مكتوبة؟
لا بد أن تكون ضمانات قوية جدا ومدهشة.
“وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ” صدق الله العظيم وكذب كل أفاك أثيم.
اقرأ أيضا: اللزوجة السياسية: بين الحكمة والنفاق



