كشمير .. أرض الجمال والصراع

كشمير .. أرض الجمال والصراع

- أحمد سليم الوزير
الخميس8مايو2025_
كشمير، تلك الجنة المعلقة بين الجبال، بسحر طبيعتها وتضاريسها الفريدة، ليست مجرد منطقة جغرافية، بل قضية مشتعلة بين الهند وباكستان. ولا شك أن موقفنا الواضح هو دعم الحق الكشميري، والوقوف إلى جانب باكستان، فهذه الأرض متصلة بعمق مع باكستان ثقافيًا واقتصاديًا، وشعبها غالبيته مسلم، رغم وجود أقليات من الهندوس والسيخ.
تمتلك باكستان واحدة من أقوى الترسانات العسكرية بين الدول الإسلامية، وهي دولة نووية ذات قدرات معتبرة. صحيح أن الهند تتفوق عددًا وعدّة، إذ يفوق تعداد سكانها باكستان بكثير، وتسليحها لا يُستهان به، غير أن الحروب لا تُحسم بالكثرة والسلاح فقط، بل تُحسم بالإيمان بالقضية، وبالحق، وبالعزيمة التي لا تلين.
اليوم، نار الحرب بدأت تشتعل، وقد تطول. ومن اللافت أن إسرائيل – رغم بعدها الجغرافي – تدعم الهند دعمًا مباشرًا، ما يعيدنا إلى قول الله تعالى: “لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا”. فما الذي أقحم إسرائيل في صراع يبعد عنها آلاف الأميال؟ إنها العداوة الإيمانية، وعداوة العقيدة.
حين استهدفت اليمن سفنًا متجهة إلى إسرائيل، كانت القوات البحرية الهندية تتدخل لإنقاذ السفن وطاقمها، في تنسيق واضح مع العدو الصهيوني. أما باكستان، فكان موقفها – للأسف – باهتًا تجاه القضية الفلسطينية، لا يليق بدولة بهذا الحجم في العالم الإسلامي.
لكن رغم ذلك، فإن من واجبنا في اليمن أن نُبدي تأييدنا لباكستان في معركتها العادلة في كشمير، لا مجاملةً، بل ردمًا للصدع الإسلامي، ودعمًا لوحدة الصف. علينا أن ننصرها ولو بالكلمة، وأن نقابل الإساءة بالإحسان، فهي الدولة التي أعلنت تأييدها لعاصفة الحزم، وإن لم تشارك ميدانيًا فيها، وهو موقف لا يُنسى، خاصةً وقد انكشفت اليوم حقيقة المعركة، وظهر أن الصراع هو بين الإسلام والكفر، لا بين مصالح مؤقتة.
في مثل هذه الحروب، لا يجوز أن نُخضع مواقفنا لحسابات المصلحة المادية. صحيح أن الهند تسمح لليمنيين بالسياحة العلاجية، وهناك تبادل تجاري صغير بيننا، لكنه تبادل استهلاكي بحت. أما باكستان، فلا تربطنا بها مصالح مادية تذكر، بل يجمعنا بها ما هو أعظم: رابطة الدين، ووحدة العقيدة، والمصير المشترك.
إن نصرة الحق لا تتجزأ، والوقوف مع المظلوم فريضة، حتى وإن قصّر من ناصره في قضايا أخرى. وكما ندين باكستان على تقصيرها في فلسطين واليمن، فإننا اليوم نعلن وقوفنا إلى جانبها في معركة تمس كرامة الأمة، ومستقبلها.
اقرأ أيضا للكاتب:لغتنا العربية واللغة الإنجليزية
