كذبة أبريل أم مذبحة أبريل!!
كذبة أبريل أم مذبحة أبريل!!
فاطمة المنتصر
على الرغم من أنه ليس عيدا رسميا ولا يوم عطلة مدفوعة، يحتفل الكثيرون حول العالم بـ”كذبة أبريل”، التقليد الذي يراه عدد من الأشخاص مناسبة للعب بأعصاب أصدقائه وأفراد عائلته، بنسج خدع تثير الاستغراب أو الخوف.
وخلال الأعوام الأخيرة، بدأ هذا التقليد يجتذب حتى العلامات التجارية الكبرى التي تستغل المناسبة كجزء من استراتيجياتها التسويقية لخلق خدع متقنة تجذب الاهتمام بمنتجاتها أو خدماتها، عن طريق “خداع” عملائها
-كذبة أو خدعة أو أنها مجزرة أبريل، تعددت حولها الروايات حول السبب الحقيقي لنشأة هذه الكذبة في أبريل، والكثير من الناس في كل عام من شهر أبريل اعتادوا تداول الأكاذيب بحجة الممازحة والسخرية على من انطلت عليهم الكذبة، سواء كانت عادة مذمومة أو مضحكة، فلم يكلف الكثير منهم نفسه عناء اكتشاف الحقيقية وراء اختراع كذبة أبريل المسماة ب(سمكة أبريل)،أو (حمقى أبريل).
-وظلت متداولة منذ قرون إلى يومنا الحالي.
-ولكن من خلال بحثنا وجدنا أسبابًا مختلفة،بعضها لم يكن له أي حجة أو دليل ومنها:
-أن هناك علاقة بين كذبة أبريل وحمامة نوح، التي ذكرت في سفر التكوين على أن النبي نوح-عليه السلام- أرسلها للبحث عن مكان آمن لإرساء السفينة عند قدوم الطوفان، وعندما عادت أخبرت أن الطوفان آت خلفها، فسخرت منها الحيوانات،كما يزعمون بالمصادفة أنه اليوم الأول من نيسان-أبريل- .
-مع أنه لم يُذكر في تفسير سفر التكوين، سخرية الحيوانات أو اليوم والتاريخ تحديدًا ليوم الطوفان.
– وفي ذلك يقول مفسر سفر التكوين: -الآثار اليونانية: جاء أن الإله جوبتر أمر ديوكاليون البار أن يدخل الفُلك مع امرأته وبقية عائلته، ولما رسا الفلك على جبل بارتاسوس أرشدته الحمامة إلى نهاية الطوفان، فخرج يقدم ذبائح شكر.
-وأما السبب الثاني خلف كذبة أبريل فيقول الدكتور يسري جبر بأن هذا الشهر وسَمَه اليهود بشهر الكذب وهو الشهر الذي ولد فيه النبي الأعظم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وفي ذلك تكذيب لنبوة سيدنا محمد -صلوات ربي وسلامه عليه-، والذي ولد في ٥٧٢/٤/٢١م،
ولكني أجده بعيدا كل البعد عن الواقعية؛ حيث أنه لم يكن اليهود أو غيرهم يعلمون آن ذاك بأنه نبي آخر الزمان، ولم يتم ذكر الأكاذيب في شهر أبريل في ذلك الوقت ، كما أن الروايات عن التاريخ الميلادي الفعلي لمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-مختلفة.
-وهنا نجد أنفسنا أمام خيارين أولهما : -بشأن السبب الذي يُرجح بعض المؤرخين أصل هذا اليوم إلى عام 1582، حين قام شارل التاسع في فرنسا بتعديل التقويم، إذ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ يوم 21 مارس/آذار وينتهي في اليوم الأول من أبريل/نيسان، عند تحول فرنسا من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري وفقا لتوصية البابا غريغوري الثالث عشر عام 1563، لأن البعض لم يعرفوا بتغيير التقويم فظلوا يحتفلون كعادتهم ببداية العام الجديد في الأول من أبريل؛ وهو ما جعلهم موضعا للسخرية، وأُطلق عليهم حمقى أبريل أو سمكة أبريل، رمزا لسهولة اصطيادهم كالسمكة.
-أما السبب الآخر والذي وجدته أقرب إلى الحقيقة وراء التسمية هو مذبحة الأندلس التي حدثت بعد استسلام أبو عبد الله الصغير،الذي سلم آخر معاقل الحكم في غرناطة
وذلك بعد أن تم أسرهُ في ١٤٨٣م في حملات الاسترداد المبكر التي قام بها الصليبيين بقيادة الملك فرناندوا الثالث والملكة إيزابيل.
-ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد أن أبرم معاهدات سرية مع حكام الممالك المسيحية والتي تقضي باحترام الديانات و أن يأمن الغرناطيون على أنفسهم وأموالهم ودينهم كمدخرين، وسلم أبو عبد الله الصغير مفاتيح( الفردوس) الأندلس في ٢يناير ١٤٩٢م.
-لكن ملوك المملكة المسيحية نقضوا الاتفاق بعد استقرار حكمهم، و بعد مرور تسع سنوات على سقوط غرناطة، وخيروا المسلمين إما اعتناق المسيحية وإما مغادرة أسبانيا،
وكانت بداية شن فيها الصليبيون الحملات على المسلمين من قتل وتشريد وتنصير.
يقول بعض المؤرخون بأن محاكم التفتيش كانت في ١٥٦٠م ومنهم من يقول أنها بدأت في محاكم كاثوليكية أنشأتها البابوية بداية القرن الـ13 واستمرت حتى القرن الـ16.
ولكن الأهم من هذه التواريخ هو ماقامت به محاكم التفتيش،التي مورست فيها أبشع وسائل التعذيب على مر العصور من المخلعة وعجلة الكسر والتعذيب بمهد يهوذا، والحرق وعُذّب واستعبد كل من اكتُشف إسلامه منهم.
ليأتي بعدها قرار التصفيةوقد اتُخذ قرار طرد الموريسكيين في 9 أبريل/ 1609، لكنه بقي سرا، فأشاع الأوروبيين وجود سفن في البحر جاءت من أجل إقالة ما تبقى من المسلمين إلى المغرب وبسبب التعذيب الذي طال صدق المسلمون وحاولوا النجاة بما تبقى من أرواحهم وأموالهم، و لكن فوجؤا عندما وصلوا إلى البحر بالجنود شاهرين سيوفهم.
فذُبح الأطفال والنساء وكبار السن من الرجال، حتى أنه قيل أن البحر تحول للّون الأحمر يومها.
وسمي بيوم سمكة أبريل لأنهم اصطادوهم كما تُصادُ السمكة، وتمكنت جماعات صغيرة من الموريسكيين من الاختباء في الجبال والعيش، ونُسجت حولهم الأساطير.
ويقول الروائي خوسي مانويل غارسيا مارين إن “اختباء الموريسكيين في الجبال أسطورة حية في إسبانيا”.
وأخيرا كانت كذبة أبريل عبارة عن أبشع مجزرة حدثت في التاريخ، وليس لأيٍ الحق في تخليدها كذكرى لتبادل المزاح والنكات، بل يجب علينا قراءة التاريخ، و خلف كل أسطورة يصنعها الغرب يخفون حقيقة يخافون من ظهورها للعلن.
اقرأ أيضا :المفرقعات والألعاب النارية وخطرها على الأطفال في اليمن