قمة الرياض تفشل في مواجهة التحديات التي تفرضها السياسات الصهيونية
قمة الرياض تفشل في مواجهة التحديات التي تفرضها السياسات الصهيونية
كتب خالد الشريف
أظهرت الأحداث الأخيرة كيف أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط نتائج القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض. القمة، التي وُصفت بالهزيلة والمخزية.
قمة الرياض لم تكن سوى واجهة جديدة لمزيد من التنازلات للعدو الصهيوني، حيث بدأت تداعياتها بالسقوط في أول اختبار لها.
تزامن انعقاد القمة مع إعلان الاحتلال الصهيوني عن عزمه ضم الضفة الغربية إلى هيمنته رسميًا. وفي تصريحات لوسائل إعلام عبرية، أفاد رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بأنه حدد خلال اجتماع له خططًا لضم الضفة الغربية حالما يتسلم الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، السلطة. هذا التصريح يضع القمة العربية في موقف محرج، حيث بدت وكأنها ليست سوى أداة لتجميل صورة الاحتلال.
من جهته، أكد وزير المالية في حكومة الاحتلال توجه الحكومة الحالية لضم الضفة الغربية كجزء من أجندتها. جاء هذا الإعلان عقب ساعات قليلة من انتهاء فعاليات القمة، التي لم تُسفر عن أي جديد سوى مزيد من الارتهان للعدو. فقد خصصت القمة جزءًا كبيرًا من وقتها لمناقشة حل الدولتين، تحت قيادة سعودية، وكأن هذا المسار يحمل في طياته موافقة ضمنية على التطبيع السعودي مع الاحتلال الصهيوني؛ التطبيع الذي تأخر بسبب العدوان على غزة وأصبح واقعًا لا مفر منه.
ورغم العرض السخي الذي قدمته السعودية للكيان بإمكانية التطبيع كدولة على أرض فلسطين، رفض الاحتلال الصهيوني صراحة أي مساعٍ لإقامة دولة فلسطينية. في تصريح صادم، أكد وزير خارجية الاحتلال الصهيوني أن فكرة إيجاد دولة فلسطينية غير واقعية، مشيرًا إلى أن ضم الضفة الغربية، التي تُعتبر معقل السلطة الفلسطينية، هو بمثابة إعلان تصفية لدولة فلسطين.
تتجلى أبعاد المأساة الفلسطينية في هذه التطورات المتسارعة، حيث يبدو أن الأنظمة العربية، من خلال قممها ومؤتمراتها، لم تعد قادرة على مواجهة التحديات التي تفرضها السياسات الصهيونية. وما يحدث اليوم في الضفة الغربية من محاولات للضم والهيمنة يعكس حالة من الاستسلام العربي والخضوع والخنوع والخذلان، ويؤكد أن الاحتلال ما يزال يتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه، بينما تبقى القضية الفلسطينية رهينة للمساومات السياسية والمواقف المتخاذلة.
مع استمرار هذه الديناميكية، تبرز الحاجة الملحة لتوحيد الصفوف وتقوية الجبهة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الغاشم، وهذا هو الدور الذي تقوم به جبهات الإسناد من اليمن وحتى لبنان والعراق وإيران.
اقرأ أيضا:القوات المسلحة تستهدف قاعدة ناحال الصهيونية بيافا تل أبيب