في معنى السياسة

في معنى السياسة
- أمين الجبر
الأربعاء 3 ديسمبر 2025-
جاء في قواميس اللغة ان السياسة لغة: السوس وتعني الرئاسة وهي القيام على شيء بما يصلحه، وتعني ايضا تدبير مشاكل القوم وتولي أمرهم والقيام به. والسياسة فعل السايس. اي انها منتوج بشري وصناعة شخصية ليس لها أي علاقة بالسماء وإنما اقتصرت القيموية وكذلك الأديان على خلقنة فعلها وترشيد ممارساتها، بل وأنسنه تعاطيها، بغية تحقيق العدل ومنعا للظلم، وان وجدت ثمة ممارسة لها بعكس ذلك.
لم يرد في القرآن الكريم لفظ السياسة انما كلمات تدل على معانيها. مثل الشورى. الملك. الحكم. السلطان. الأمر. الحكمة. كما أن هناك أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، تدل على فعلها، واقوال عن الصحابة تبرهن على ممارساتها.
اما العلماء والمفكرين العرب، فإنهم قد نظروا لها واستنبطوا مضامينها من التراث الفكري الاسلامي، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد الفارابي في (رسالة في السياسة)، و(السياسة المدنية) قد استوحى جوهر فكرته عن معنى السياسة ووظيفتها من التراث الفكري والواقع الموضوعي لفعل وممارسة السياسة. مثله ابن سينا في(كتاب السياسة ) الذي رأى ان السياسة مناط العقل ومثاليتها تكمن في الحاكم الفيلسوف. لياتي ابن حزم في (السياسة والامامة) ليؤكد انها معطى اجتماعي / سياسي لظروف زمانها ومكانها. في حين ذهب الماوردي في (قوانين الوزارة وسياسة الملك) الى محاولة قوننتها وشرعنة ممارساتها كمقدمة لخوصصة السياسة وإمكانية احتكارها. ليواصل من ثم ابن تيمية في (السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية) تأصيل المفهوم الوظيفي للسياسة، بالإضافة إلى تسويغ الابوية الضابطة للحاكم الفرد، بحسبان ذلك التزاما دينيا في التراث السياسي الاسلامي.
فيا ترى ما هو مفهوم السياسة في الاصطلاح الحديث؟ وهل هي وظيفة دينية حصرا، والتزام قيمي/ عقدي؟
ام أنها شأن بشري عام قد يمارسه كل مقتدر بغض النظر عن الدين والمعتقد؟
اقرأ أيضا: الإعلام الغربي.. ماكينة الأكاذيب التي تصنع الحروب



