صنعاء..تشبيك مع القبائل ويد ممدودة للحوار
صنعاء..تشبيك مع القبائل ويد ممدودة للحوار
*خليل نصرالله
صنعاء لا تهدأ، وهي تعمل على جبهات لتخطي آثار العدوان وترميم خدوشه الداخلية. هي تفاوض السعودية بالمباشر وعبر الوساطة العمانية بعد أخذ موقعها كلاعب إقليمي لا يمكن تخطيه. وداخليا، تفتح الأبواب على مصارعيها للتلاقي. يكفي مراقبة تصريحات المسؤولين هناك للاستنتاج بأن التلاقي مع القبائل والمكونات اليمنية في المناطق المحتلة، ليس مجرد حسن نية بقدر ما هو نهج لا بد من سلوكه، كنتيجة لطبيعة وتركية هذا البلد.
اللواء فيصل رجب، أسير لدى الجيش في صنعاء منذ سنوات، لم تشمله صفقات تبادل الأسرى السابقة أو حتى الأخيرة. وفد من قبائل أبين والبيضاء وشبوة، توجه إلى صنعاء، وبكثير من الترحيب وفق الأعراف كافة وعلى رأسها القبلية، تمكن من تحقيق مطلبه. دون تردد أعلنت صنعاء الإفراج عن اللواء رجب.
مشهد الحفاوة وحده مؤشر على النهج الذي أشرنا إليه، فلمثل هذه الخطوات آثارها العملية على تشبيك العلاقات بين المكونات اليمنية، وهي إذا تساعد في تقريب وجهات النظر وفتح البلاد أمام اليمنيين في المحافظات كافة، فإنها تؤدي إلي عملية فرز تلقائية بين من لا زال يراهن على الاقتتال والاحتراب، من جهة، وبين من يريد إنهاء الصراع وعودة اليمن إلى وحدته وتاريخه.
ما جرى خلال الأيام الماضية، يعيدنا بالذاكرة إلى أحداث مأرب، حيث تمكنت صنعاء من ترتيب العلاقة مع قبائل رئيسية هناك، ما فتح الباب أمام تقدم واسع لقواتها لامس حدود مدينة مأرب. كان الهدف هو تجنب الدماء، لما له من انعكاسات سلبية على الواقع اليمني بشكل عام.
ما يجري الآن، وقد يتصاعد في المرحلة المقبلة، خصوصا إلى ما حصل خرق في المحادثات مع الرياض، سيساعد في عملية التحرير التي لا تتنازل عنها صنعاء قيد أنملة، وقد يجري الكثير منها وفق مصالحات داخلية دون اللجوء إلى البارود والنار.
وعليه، إن مد اليد والتلاقي، مهما كان الشرخ كبيرا، يثبت نجاعته إذا ما أجرينا مراجعة بسيطة لمسار العدوان، وكيف نجح ذلك في مأرب، كما أشرنا، وقبلها الجوف، ومناطق هامة في محيط العاصمة صنعاء.
أقرأ أيضا:تحذير أمريكي للسعودية ..اليمن إيران جديدة في المنطقة!