كتابات فكرية

رحيل النقي البهي

رحيل النقي البهي

السبت3مايو2025

 رحل النقي البهي زيد الذاري عن دنيانا الفانية إلى دار الخلود، بعد عمر حافل بالعطاء والنقاء.

رحل نبع الفصاحة والبلاغة والبيان ونهر الحكمة وايقونة السياسة وبحر السلام.

لم تجتمع لسياسي يمني من المناقب والخلال الكريمة كما اجتمعت للأستاذ زيد الذاري فهو الشاعر المبدع والأديب الألمعي والسياسي المحنك والحكيم المجرب والفقيه المتبحر وعالم الاجتماع المتفرد بعمقه وشموله والإداري المحنك والمناضل الأصيل الذي لا يفرط في وطنه ومبادئه.

كان المحاور الذي مهما اختلفت معه لابد أن تحترم وجهة نظره، وكان آخر جيل الرواد الذين تتلمذوا على يد الرعيل الأول من أحرار اليمن وعلمائها وأدبائها وحكمائها وفضلائها.

عندما تسمع لأطروحاته تنشد رغما عنك لانسياب أفكاره وترابطها وجزالة  مفرداته وبلاغة وقوة منطقه  وسلاسة طرحه وعمق استدلاله .

كان حب اليمن  غايته والبحث عن مخرج لمأزق أبنائه مقصده، إليه تنتهي مدرسة الحكمة اليمانية وبه تختم.

وإذا أنصف الدهر لصارت مدرسة زيد الذاري السياسية منارة ساطعة محل إجماع كل اليمنيين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم.

فهو السياسي الوحيد الذي لم يتاجر بمواقفه يوما ولم يتخلى عن قناعاته .

وهو القريب من كل الأطراف والأبعد عن التلون والشطط.

وهو السياسي الوحيد الذي طوع السياسة للحكمة ورصع الأفكار العارية بحلل البلاغة والبيان واصل للأفكار بعمق الخبرة والتجربة

لم يتخلى عن حزبه رغم معاناته ولم يتخلى عن حبه لوطنه رغم تنكر حكامه وغمطهم لفضله ولم يتخلى عن مبادئه رغم جحود دهره ولم يتخلى عن نبله رغم دناءة زمانه وخصومه.

رحمة الله تغشاه واسكنه جنات النعيم

فقد كان سنام النبل وذروة النقاء.

لم يتخلى عن إيمانه بعظمة وحكمة أبناء هذا الشعب وقدرتهم على بلسمة الجراح والسمو عن المحن والعبور إلى بر السلام والأمان.

مهما قلت وقال غيري فكل ما يقال ويكتب عنه لا يفيه حقه.

فإلى جنة عرضها السموات والأرض يا عميد الحكمة  و آخر فرسان السياسة والفصاحة والبيان.

خالص العزاء  والمواساة لأبنائه وأسرته ومحبيه وأصدقائه ولكل من عرفه

وإنا لله وإنا إليه راجعون

المكلوم/

عادل شلي : رئيس فرع اتحاد القوى الشعبية بمحافظة حجة

اقرأ أيضا:اتحاد القوى الشعبية يعزي في وفاة الأستاذ والمفكر السياسي زيد الذاري

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى