كتابات فكرية

تعليق على مقال “غزوة ترامب الكبرى” للقاضي الدكتور عبد العزيز البغدادي

تعليق على مقال “غزوة ترامب الكبرى” للقاضي الدكتور عبد العزيز البغدادي

  • حسن الدولة

الثلاثاء8 يوليو 2025_

في مقال نشره عبر صحيفة الشورى الإلكترونية الغراء وعلى صفحته على الفيسبوك بتأريخ الثلثاء الموافق 8 يوليو 2025م كتب القاضي الدكتور  عبد العزيز البغدادي مقالة بالعنوان المذكور أعلاه  – “غزوة ترامب الكبرى” – نقدا لاذعا للسياسات الإقليمية والدولية، بدءا من توظيف إدارة ترامب للابتزاز المالي والسياسي ضد دول الخليج، مرورا بتواطؤ بعض الأنظمة الخليجية في ما أسماه “صفقة التركيع”، ووصولاً إلى الوضع الكارثي في اليمن نتيجة التدخلات الخارجية والانقسامات الداخلية.

ما يميز المقال هو أسلوبه اللاذع والمباشر في تفكيك مفارقات المشهد السياسي العربي، خصوصاً حين يصف الفرح الطفولي الذي استقبلت به بعض الأنظمة العربية ترامب، وكأنهم يحتفون بالمنقذ أو المخلص ويهينهم، بينما هو في حقيقة الأمر من يبتز ثرواتهم بحجة الحماية من “الأشقاء والجيران”، المساكين والفقراء المبتلون بالانقسامات الخطيرة على الجيران الذين يغذون هذا الانقسام بأهداف وأطماع توسعية كما يعتقد كاتب هذه السطور.

ومن أجمل لفتات القاضي الدكتور عبدالعزيز هو الإشادة ا بدور الكويت كنموذج نقي للتعاون العربي، من خلال دعمها المتواصل لليمن دون منّة أو تدخل سياسي، ويقترح أن تُستعاد هذه الروح الإيجابية في العلاقات بين الدول، بدلاً من السياسات القائمة على المكر والمصالح الضيقة.

وفي هذا الصدد يتذكر كاتب هذه السطور أن نكران الجميل بعد غزو صدام حسين الظالم للكويت وتشكيل مجلس التعاون العربي، أنه تم افتتاح كلية الأسنان بجامعة كأفضل مبني جامعي على مستوى الوطن العربي بما في ذلك الكويت، وقد كنت من المدعوين لحضور حفل الافتتاح،  وكانت المفاجأة أن صور رؤساء وملوك مجلس التعاون العربي (صدام الطاغية، الملك الحسين، مبارك، علي عبدالله صالح، ياسر عرفات) ولم ترفع صورة أمير دولة الكويت الشقيق، التي دعمت اليمن بشطريه على قدم المساواة، بإنشاء المدارس والجامعات، والدعم المالي، السخي وشق الطرقات، بينما صدام أغدق بالمال على مشايخ وبعض المسئولين ، وقد تطرق مقال القاضي الدكتور إلى مسألة في غاية الأهمية إلا وهي بأن الحل في اليمن لا يأتي من الخارج، بل من الداخل، عبر إنهاء حالة الانقسام، والاعتراف بسلطات الأمر الواقع كمقدمة للعودة إلى اليمن الواحد والي المسار الديمقراطي من خلال انتخابات حرة ونزيهة، يتولى الشعب من خلالها إعادة بناء دولته ومؤسساته.

المقال أيضا يحذر من أن اليمن أصبح ساحة لصراعات خارجية لا تعبأ بتاريخ المنطقة أو حاضرها، ما يجعل استعادة القرار الوطني مهمة وطنية عاجلة، تتطلب طرفاً محايداً يطالب بإيقاف هذا السباق الدموي نحو السلطة، وبإعادة السلاح إلى الدولة، والدولة إلى شعبها، وهكذا نجد أن الكاتب يدعو  بصدق ومسؤولية إلى مراجعة عميقة للضمير الوطني لدى الأطراف المتصارعة، والاعتراف بالأخطاء، لأن ما يجري في اليمن – من تهور، وانقسام، وإهدار للدماء – لا يمتّ إلى “بلد الحكمة والإيمان” بصلة، بل يسيء إلى تاريخه وهويته….وهذه إلمامة مختصرة حول المقال الجدير بالقراءة و التحليل.

اقرأ أيضا:يوميات البحث عن الحرية .. غزوة ترامب الكبرى!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى