القوة شرط البقاء
القوة شرط البقاء
عبدالغني العزي
أكدت الأحداث الجارية أن لا مكان للضعيف وأن لا حقوق له ولا سماع لصوته مهما كان محقا وكيفما كانت مظلوميته في ظل هذا العالم الوحشي الخالي من معاني الإنسانية وقيم الأديان السماوية والذي ظهر خلال الأحداث الجارية مرهونا لصالح القوى الظالمة المتجبرة..
لقد كشفت المواجهة العسكرية بين المحور المقاوم بقيادة جمهورية إيران الإسلامية ومعها حركات التحرر وكل أحرار العالم وبين محور الشر بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها نفاق هذا العالم وغياب منطق العدالة والأنصاف في أجندته وتنكره للحقوق والحريات والمساواة التي ظلت في العقود الماضية لا تغيب مصطلحاتها عن معظم اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات الدولية. بل لقد جعل الهوان والاستكانة العالميين الالتزام بالقيم الإنسانية والدينية والأخلاقية ضرب من الخيال وخيوط من الأوهام خاصة إذا تعارض تطبيقها تلك القيم مع أهداف وغايات ونوايا ومصالح محور الشر والتي تكون غالبا أهداف ومصالح وغايات غير مشروعة ومتناقضة مع الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية .
لقد أصبحت الكيانات الدولية وفي المقدمة منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها لعبة بأيدي الطغاة والمجرمين الدوليين لا اعتبار لما يصدر عنها ولا حرمة لقراراتها ولا وزن لتصريحات وتفاعلات المتربعون علي مفاصلها حيث بلغ بهم الحال إلى مناصرة المجرمين والوقوف. بجانبهم وتبرير جرائمهم بحق الشعوب ، بدلا من الانتصار للمظلومين والدفاع عن حقهم في العيش بأمن وحياة كريمة وفقا لما تخوله القوانين والتشريعات الدولية والإنسانية لقد كان عجز المنظمات الدولية واضحا ودورهم غائب في حفظ السلام والأمن الدوليين حتى وصل بهم التماهي إلى عدم القدرة حتى ولو بالإدانة والتجريم الشفوي للمعتدي أو الاعتراف بحقوق المعتدى عليه .
المعادلة الدولية اليوم راجحة لصالح الطغاة بوضوح أكثر من أي وقت مضى نتيجة غياب قوة الشعوب المستضعفة وعمالة وارتهان وضعف العديد من قادتها أمام موجة التهديد والوعيد التي يمارسها المحور الاستكباري ، مما أدى إلى سلب تلقائي لحقوق الشعوب وجعلها فريسة سهلة لأعدائها والمتربصين بها كما هو واضح في مواجهات قطاع غزة وباقي المدن الفلسطينية بين أصحاب الأرض والحق التاريخي المتمثل في الشعب الفلسطيني وبين الكيان المستعمر الغاصب القاتل المجرم المنتهك لكافة للحرمات.
وبما أن الثقل الدولي يميل لصالح المجرم عبر سبعين عاما مضت في القضية الفلسطينية إلا أن الملاحظة انه سيكون حاضرا بقوة في المواجهات الحالية والمرتقبة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكيان العدو ليس حبا في إرساء دعائم العدالة الدولية وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة أتي ذلك أو سيأتي نتيجة القوة التي تمتلكها الجمهورية الإيرانية و ثبات الموقف الصلب الذي تبديه تجاه تحرشات الكيان حيث أدى ذلك بدول الاستكبار العالمي إلى استيعاب حق إيران في الدفاع عن مصالحها والتي كان قبل الرد الإيراني علي الكيان حق لم يعترف به .
الكيان الغاصب ورعاته الغربيين بعد عملية الرد الإيراني المؤلمة يحاولوا امتصاص الحدث الإيراني المزلزل الذي قال عنه القادة العسكريين الإيرانيين انه رد في حده الأدنى وانه رسالة واضحة يجب علي قادة العدو فهمها و استيعاب محتواها وفك شفراتها وان ما بعدها يفوقها عشرات المرات.
قوة الجمهورية الإسلامية العسكرية وصرامة قيادتها في النزال والمواجهة مع كيان العدو هي الخيار الصحيح والمسار الفعال و الوحيد لإرساء دعائم العدالة وهي الشرط الحقيقي للسلام المنشود أما الذل والهوان والهروب من المواجهة وما دون ذلك فلا جدوى منه بل انه سيكون وسيلة مشجعة للعدو للاستمرار في غية واعتداءاته وارتكاب المزيد من المغامرات والمجاز في حق الشعب الفلسطيني وفي حق الشعوب العربية والإسلامية.
* عبدالغني العزي
رئيس فرع اتحاد القوي الشعبية بمحافظة صعده
اقرأ أيضا:إبراهيم بن علي الوزير.. العظماء لا يغيبون