العدل أساس الوحدة
العدل أساس الوحدة
*محمد يحيى المداني
نعم للوحدة اليمنية الحقيقية التي كانت أنشودة الأناشيد ترتل سيمفونياتها قلوب العشاق جنوب هذا الوطن. وتردد صداها مهج الأُخوة في شماله. فلا غرابة أن يعود الأصل للأصل، وآخر الحصاد للزُّراع، والحق لأصحابه، رواد المسيرة الوحدوية. وبناة مجد هذه الأمة. أحرارها الشرفاء الفقراء، الذين عبدوا بآمالهم، وأحلامهم، وتضحياتهم دروب 22 من مايو 1990م فكانت الوحدة كما أرادها الصانع الحكيم شعبنا اليمني كل الشعب عنواناً للمحبة، ووطناً للعدل، والخير، والمساواة بين الناس، وحدة تجمع ولا تفرق.
• لماذا لا نجعل من هذا اليوم يوماً للحساب، والعقاب، والمكاشفة. نعدد السلبيات التي ما أكثرها، بدلاً من حشد الشعارات، وإهدار المليارات، وتكرار الخطابات، والتغني بالمنجزات. وإلى متى سنظل نوهم أنفسنا بأننا نناطح السحب، وبلادنا وشعبنا يراوح مكانه، ويعيش الملايين فيه تحت خط الفقر، يعاني من مرارة الإقصاء، والتهميش، ونزعة التمييز والبؤس والحرمان ما لا يحسد عليه أبداً.
إذا أردنا أن نحافظ على هذه الوحدة باعتبارها هبة الله تباركَ وتعالى وأن نحميها من دولتنا الشريرة أولاً قبل غيرنا فلماذا لا يكون العدل دأبنا، وديدنا، ومنهاج أقوالنا المقترنة بأفعالنا، حتى لا تتحول هذه الوحدة المباركة إلى قميص عثمان!
• من هم أعداء الوحدة؟؟. كل من يصادر فلساً لا المليارات من بيت مال المسلمين، ويهدر المال العام ويوزعه شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً لمن لا يستحقونه، ويبدد ثروات هذه الأمة الجائعة وفقاً لهواه!!. كل من يسعى في الأرض فساداً، كل من يستخدم السلطة التي هي بالأصل مغرماً لا مغنماً في سبيل إرهاب، وحرب، وتجويع، وتركيع وإذلال أبناء هذا الشعب، ومن يمارس العنصـرية، والطائفية، والمناطقية، والقبلية ويكرس ثقافة الحقد والبغضاء بين أبناء هذا الشعب الواحد، ويتشدق بظاهر ما لا يبطن هو العدو الحقيقي للوحدة، والتوحيد، والإنسانية!!
• نحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضـى لمراجعة كشف حساباتنا المهولة. التي انحرفت تماماً عن مسار سبتمبر، وأكتوبر والوحدة المباركة، ونطالب القيادة السياسية بإحداث ثورة تصحيحية شاملة من شأنها استعادة الوهج الثوري والوحدوي من عموم اللصوص القابضين بالثروة، والمتشدقين بالثورة، وأن يبادر صاحب القرار بإزاحة بطانة السوء، وعصابة المتنفذين، وكبار المرتزقة والمنافقين عن مواقعهم، وإحالتهم إلى القضاء.
إن سر عظمة بقاء الشعب ووحدته مرهون بالعدل، والإحسان، والخير، والسلام والحرية.
بقلم المرحوم الصحفي محمد يحيى المداني
رئيس تحرير صوت الشورى الاسبق
أقرأ أيضا:محمد المداني صحفيا وزاهدا