السفير عبدالله علي صبري يكتب لـ صوت الشورى عن الأسرى الفلسطينيون في رحاب الحرية وفضاءات المجد
السفير عبدالله علي صبري يكتب لـ صوت الشورى عن الأسرى الفلسطينيون في رحاب الحرية وفضاءات المجد
الأسرى الفلسطينيون في رحاب الحرية وفضاءات المجد
الأربعاء29يناير2025_
- عبدالله علي صبري
• رأينا وتابعنا، كيف احتفلت غزة والضفة ومعها كل أحرار العالم بمشهدية الانتصار ولم الشمل مجددا لمئات الأسر الفلسطينية التي أضناها الصبر ولوعة الفراق الطويل.
وإذا كانت معركة طوفان الأقصى، قد أفضت بحسب اتفاق وقف إطلاق النار إلى تحرير المئات من الأسرى والأسيرات، فإن للمقاومة الفلسطينية محطات مجيدة في سبيل الحرية والخلاص من السجن والسجان، على مدى عقود طويلة هي عمر القضية، التي ما إن تتوارى برهة من الزمن، حتى تنبعث أقوى وأصلب مما كانت عليه.
تاريخيا كانت أول عملية تبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني في 23 يوليو 1968، حيث أفرجت إسرائيل عن 37 أسيرا فلسطينيا من ذوي الأحكام العالية، مقابل إطلاق سراح ركاب طائرة إسرائيلية اختطفتها المقاومة وعلى متنها أكثر من 100 راكب، كانت متجهة من روما إلى تل أبيب.
لقد شكل خطف الطائرة التابعة لكيان الاحتلال على أيدي المقاومة نقطة تحول في تاريخ النضال الفلسطيني، وكان بطلا هذه العملية هما يوسف الرضيع وليلى خالد من أعضاء “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”. وتلاحقت بعدها عدة عمليات نوعية قامت بها حركة فتح والجبهة الشعبية، أفضت إلى عدة صفقات تبادل للأسرى مع كيان العدو.
غير أن أبرز عملية في تاريخ هذه السلسلة الذهبية كانت من نصيب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، وقائدها المناضل الراحل أحمد جبريل. ففي 20 مايو 1985 أطلق كيان العدو سراح 1155 معتقلا مقابل الإفراج عن ثلاثة جنود فقط من اليهود. وكان من أبرز الأسماء التي عانقت الحرية بفضل ” عملية الجليل ” أو ” اتفاق جبريل ” المناضل الياباني كوزو أوكوموتو، والشهيد أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس.
شكل الأسرى الفلسطينيون والعرب هاجسا على الدوام للسجان اليهودي، الذي وجد في المئات منهم إيمان راسخ بالقضية الفلسطينية، فأراد أن يتخلص من طليعة أسرى المقاومة، وقام في 17 ديسمبر 1992بإطلاق 415 أسيرا فلسطينيا، وإرسالهم إلى بلدة مرج الزهور بجنوب لبنان.
غير أن القصة لم تنته هنا، إذ باشر الأسرى المبعدون، في كتابة فصل جديد بكل صبر وعزم.
كان غالبية الأسرى المبعدون ينتمون لحركة حماس، ومن بينهم الشهيدين إسماعيل هنية، وعبدالعزيز الرنتيسي، وقد قرروا إقامة مخيم على الحدود اللبنانية، وأطلقوا عليه اسم “العودة” لترسيخ مبدأ حقهم في الرجوع إلى ديارهم. وعلى مدار عام طافت قضيتهم أصقاع العالم، مما اضطر إسرائيل أخيرا للموافقة على عودتهم إلى الداخل الفلسطيني.
وفي 11 أكتوبر 2011 جرى الإعلان عن صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وقوات الاحتلال عرفت بـ ” صفقة شاليط ” نسبة للجندي جلعاد شاليط، الذي تمكنت حماس من القبض عليه في 25 يونيو 2006، وحافظت عليه أسيرا لمدة 5 سنوات، شنت خلالها إسرائيل حربين على غزة، لكنها فشلت في تحرير شاليط بالقوة. وقضت صفقة التبادل بالإفراج عن الجندي اليهودي مقابل تحرير 1047 أسيرا فلسطينيا، كان أبرزهم الشهيد يحيى السنوار، الذي أصبح رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس، وأيقونة ” طوفان الأقصى ” قبل استشهاده.
في 6 سبتمبر 2021، قدمت الحركة الأسيرة الفلسطينية تجربة جديدة، في محطة إضافية من المجد على طريق الحرية، حين تمكن ستة أسرى في حركة الجهاد الإسلامي من مغادرة سجن “جلبوع”، في عملية عرفت باسم “نفق الحرية”. ولاحقا خاض الأسرى معركة ” الأمعاء الخاوية “، وفي 2 مايو 2023 ارتقى الأسير خضر عدنان شهيدا داخل سجون الاحتلال بعد 86 يوما من الإضراب عن الطعام.
اقرأ أيضا للكاتب:مشروع قناة بن غـوريون ما بعد طـوفان الأقـصى
اقرأ أيضا:طريق_القدس .. لماذا يهودا والسامرة وليس الضفة الغربية؟
اقرأ أيضا:الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لـ صوت الشورى عن صناعة النصر والهزيمة